سجلت عدة دول في أوروبا حالات إصابة بالسلالة الجديدة سريعة الانتشار من فيروس كورونا، التي ظهرت مؤخرا في بريطانيا.
ويأتي هذا فيما تجري استعدادات لبدء حملات تطعيم باللقاح في أنحاء القارة.
ورُصدت حالات إصابة في إسبانيا والسويد وسويسرا، مرتبطة بأشخاص قدموا من المملكة المتحدة.
وأدت المعلومات التي أُعلن عنها قبل أسبوع عن السلالة الجديدة التي انتشرت في إنجلترا إلى فرض قيود على السفر من بريطانيا إلى عشرات البلدان.
وأصبحت المجر أول دولة في الاتحاد الأوروبي تبدأ تطعيم مواطنيها ضد الفيروس.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية في المجر إن أول شخص تلقى لقاح فايزر-بيونتيك طبيب في مستشفى ديل-بيست المركزي. ومن المتوقع أن تبدأ التطعيمات في فرنسا وألمانيا وإسبانيا الأحد.
وفي مدريد، قال أنطونيو ثاباتيرو، نائب رئيس مكتب الصحة في العاصمة الإسبانية، إن هناك 3 حالات إصابة بالسلالة الجديدة لأقارب شخص عاد من بريطانيا يوم الخميس.
وهناك حالة إصابة رابعة لرجل عاد من بريطانيا مؤخرا. وقال ثاباتيرو إن حالة جميع المصابين بالفيروس غير خطيرة وأنه “لا يوجد داع للقلق”.
وأشار إلى وجود 3 حالات أخرى مشتبه بها، لكن نتائج الاختبارات لن تكون متاحة قبل الثلاثاء أو الأربعاء.
وقبل ساعات، أعلنت فرنسا تسجيل أول إصابة بهذه السلالة. وقالت وزارة الصحة الفرنسية إنّ الشخص المصاب فرنسي من تور، بوسط فرنسا، كان قد وصل من لندن في يوم 19 ديسمبر/ كانون الأول. وأوضحت أنه لم تظهر عليه أي أعراض، وأنه قيد العزل في منزله حاليا.
وأغلقت فرنسا حدودها مع بريطانيا بعد رصد السلالة الجديدة هناك، لكنها رفعت الحظر عن مواطني الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء، بشرط أن يقدموا نتيجة اختبار تثبت خلوهم من الفيروس قبل السفر.
وأمضى الآلاف من سائقي الشاحنات يوم عيد الميلاد في سياراتهم في كنت في انتظار عبور القناة الإنجليزية.
ورصدت سويسرا 3 حالات إصابة، بينهم اثنان لمواطنين بريطانيين موجودين حاليا في البلد. وسويسرا هي الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي أبقت منتجعات التزلج بها مفتوحة خلال عطلة عيد الميلاد والعام الجديد، ولقد وصل إليها آلاف السائحين من بريطانيا خلال الأسبوعين الماضيين.
وفي السويد، قالت السلطات الصحية إن مسافرا أُصيب بالسلالة الجديدة، وأنه يخضع للعزل المنزلي منذ قدومه من بريطانيا.
وفي وقت سابق، رُصدت حالات إصابة بالسلالة الجديدة في الدنمارك وألمانيا وإيطاليا وهولندا. وخارج أوروبا، سجلت أستراليا في السابق وجود السلالة الجديدة، بينما أعلنت اليابان يوم الجمعة رصد 5 حالات إصابة لأشخاص وصلوا لتوهم من بريطانيا.
ماذا نعرف عن السلالة الجديدة؟
أُلقي باللوم على السلالة الجديدة، التي اكتشفت لأول مرة في جنوب إنجلترا في سبتمبر/ أيلول، في الارتفاع الحاد في مستويات الاختبارات الإيجابية في الأسابيع القليلة الماضية في لندن وجنوب شرق إنجلترا وشرق إنجلترا.
ويقول مكتب الإحصاءات الوطنية في بريطانيا إن حوالي ثلثي الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم في هذه المناطق يمكن أن تكون لديهم السلالة الجديدة – لكن هذا مجرد تقدير.
هناك ثلاثة أمور متزامنة تجعل الاهتمام منصبا على السلالة الجديدة:
- أنه يحل بسرعة محل السلالات الأخرى من الفيروس.
- هناك طفرات تؤثر على جزء من الفيروس يحتمل أن يكون مهما.
- أظهرت بعض الطفرات في المختبر أنها تزيد من قدرة الفيروس على إصابة الخلايا.
يقول مراسل الشؤون الصحة والعلوم في بي بي سي، جيمس غالاغر، إن كل هذه العوامل تجعل الفيروس قادرا على الانتشار بسهولة أكبر.
ومع ذلك، لا يوجد دليل على أن السلالة الجديدة أكثر فتكا، ومن المفترض أن تظل اللقاحات الرائدة التي تم تطويرها في الأشهر الأخيرة فعالة، كما يقول الخبراء.
كيف استجاب العالم لأزمة السلالة الجديدة في بريطانيا؟
حظرت أكثر من 40 دولة جميع المسافرين الوافدين من المملكة المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر.
عُلقت الرحلات الجوية من المملكة المتحدة إلى مناطق في جميع أنحاء العالم بما في ذلك إسبانيا والهند وهونغ كونغ.
وتقطعت السبل بمئات الأشخاص لساعات نتيجة قيود السفر.
وذهبت المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والكويت إلى أبعد من ذلك، حيث أغلقت حدودها بالكامل لمدة أسبوع.
ويوم السبت، قررت اليابان إغلاق حدودها أمام الأجانب حتى نهاية يناير/ كانون الثاني. ويُستثنى من هذا المواطنين اليابانيين والأجانب المقيمين في اليابان الموجودين حاليا خارجها.