شاء المولى أن نكون عربا أقحاحا يؤلنا ما تتعرض له أمتنا العربية من تعثر وتراجع، فبعد أن كنا غالبين أصبحنا مغلوبين، وقد تعرضنا للغدر إبان الغزو البغيض لنا وطعنا ممن نظن أنهم إخوة الدين والمصير والدم، فلم تتغير عروبتنا ولم نتراجع عن مبادئنا بل زادتنا اصرارا على التمسك بميثاق الشرف العربي الذي تربينا عليه، ولسان حالنا يردد قول علي محمود طه المهندس:
أخي جاوز الظالمون المدى
فحق الجهاد وحق الفدا
أنتركهم يغصبون العروبة
مجد الأبوة والسؤددا
نحن لا نتدخل في شؤون غيرنا ولكن موقفنا واضح معلن على الملأ، فلسطين أولا وآخرا ، ونعلم أننا على حق وأن الحق سينتصر على الباطل شاء من شاء وأبى من أبى فالحق يعلو ولا يعلى عليه، وقد أخبرنا الله تعالى بذلك فقال عز من قائل “بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون” (الأنبياء18) فلك الله يا فلسطين، ولك الله يا مسجدنا الأقصى ولكم الله يا ابناء فلسطين يا من ضحيتم بالنفس والنفيس من أجل تراب فلسطين، أعلم أن الأمة العربية اليوم في أضعف حالاتها ولكنه الوعد الحق الذي لابد أن يأتي، ونحن في الكويت على العهد باقون ولن ندخر وسعا في نصرة قضايا أمتنا العربية فكيف بفلسطين العزيزة على قلوبنا، نعم فالكويت صغيرة في حجمها كبيرة بعطائها ومكانتها بين شعوب العالم، وطن الأمن والأمان والإنسانية، ومواقفنا مع القضية الفلسطينية يعرفها العالم كله في المحافل الدولية والمنظمات معتبرين فلسطين قضيتنا الأولي وعلاقة الكويت بفلسطين تعود الى عشرينيات القرن الماضي، فأبناء فلسطين إخوتنا فتحنا لهم أبوابنا فعاشوا معنا وعملوا معنا بإخلاص وتفان، فاللهم يا كاشف الضر والبلوى ويا مسبب الأسباب ومجري السحاب رد فلسطين الغالية، الى أهلها واجعلنا ممن نصلي في مسجدها الأقصى الذي بارك الله حوله وانصر الحق على الباطل.
وإن يك صدر هذا اليوم ولی
فإن غدا لناظره قريب
دمتم سالمين