عزيمة دولية بالعبور لبر الأمان والعودة إلى الحياة الطبيعية في أقرب الآجال وإصرار عابر للحدود على أخذ اللقاح ضد الفيروس الذي أربك العالم لأكثر من عام، حيث تظهر استطلاعات الرأي تزايد نسب الرغبة في الاستفادة من اللقاح يوماً بعد يوم. وفيما تسابق الدول الزمن من أجل توفيره لمواطنيها متحدين بذلك كل العقبات والعراقيل بما فيها تلك الدول ذات الكثافة السكانية العالية على غرار الهند والصين، حيث يتجاوز عدد السكان في كلا الدولتين المليار نسمة.
عربياً، يستعد القطاع الطبي في الجزائر وكذا عناصر الجيش والشرطة والدفاع المدني وعمال النظافة، لتلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا، على أساس أنها الفئات المعنية في المرحلة الأولى بالاستفادة من اللقاح، حيث بدأ العد التنازلي لعملية التطعيم في البلاد، بعد تأكيد وصول الشحنة الأولى من لقاح «سبوتنيك» الروسي، في ظرف 24 ساعة وفق ما نقلته تقارير إعلامية جزائرية.
واليوم الثلاثاء، بدأ الاتحاد الأوروبي عملية الموافقة على لقاح ثالث ضد فيروس كورونا المستجد، كما وعدت دول الاتحاد البالغ عددها 27، «بتسريع الجدول الزمني» بعدما أكدت أن شركة «أسترازينيكا» قدمت طلباً للحصول على ترخيص للقاح الذي طورته مع جامعة أكسفورد. وأعلنت وكالة الأدوية الأوروبية أن القرار لن يصدر قبل 29 يناير الجاري، رغم بدء استخدام اللقاح في بلدان من بينها بريطانيا.
وفي اليونان، أظهر استطلاع نشرته بوابة «بوليتيكال» الإخبارية اليوم أن الغالبية العظمى من اليونانيين يرغبون في الحصول على لقاح مضاد لفيروس كورونا. وشمل الاستطلاع نحو ألف شخص. وأظهر أن نحو 74 في المئة ممن تم استطلاع آرائهم يرغبون في الحصول على اللقاح. وجاءت نسبة الراغبين في الحصول على اللقاح أعلى من نسبة كان تم تسجيلها الشهر الماضي وبلغت 67 في المئة.
وتشير الأرقام إلى تغير في الرأي العام بشأن اللقاح. وكان استطلاع تم إجراؤه في سبتمبر الماضي أظهر أن 42 في المئة من الناس لا يريدون اللقاح. ووفقاً للحكومة، فقد تم تلقيح نحو 50 ألف شخص في اليونان حتى الآن.
آسيوياً، بدأت شركة الخطوط الجوية الهندية في نقل جرعات من اللقاحات المضادة لمرض «كوفيد 19» إلى مختلف أرجاء البلاد اليوم استعداداً لتطعيم 1.3 مليار نسمة في حملة وصفها المسؤولون بأنها الأكبر في العالم.
وتأمل السلطات في تطعيم 300 مليون مواطن من أكثر الفئات عرضة للإصابة خلال ما بين ستة وثمانية أشهر. ومن المقرر أن تبدأ الحملة السبت المقبل.
وأول من سيتلقى التطعيم نحو 30 مليوناً من العاملين في القطاع الصحي وغيرهم ممن هم في الصفوف الأولى في مواجهة الجائحة يليهم نحو 270 مليوناً تزيد أعمارهم على 50 عاماً أو يعدون من الفئات الأكثر عرضة للإصابة.
ووقعت حكومة الهند أمس اتفاقيات مع معهد «سيروم» الهندي لشراء إنتاجه من لقاح كوفيشيلد، وذلك بعد أكثر من أسبوع على الموافقة على استخدام اللقاح الذي طوّرته شركة أسترا زينيكا وجامعة أكسفورد في بريطانيا.
أما ماليزيا فأعلنت اليوم حالة الطوارئ وسط تزايد المخاوف من اقتراب منظومتها الصحية من بلوغ قدرتها، فيما فرضت الصين واليابان تدابير للحد من بؤر محلية.
وعزلت الصين مدينة يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، لتنضم إلى منطقة أكبر فرضت عليها تدابير إغلاق قرب بكين، قبيل وصول خبراء منظمة الصحة إلى مدينة ووهان (وسط) للتحقيق في منشأ الفيروس.
ومع تزايد الانتقادات لطريقة تعاطي الولايات المتحدة مع الفيروس، عبّر مشرعون اليوم عن الغضب إزاء سلوك عدد من زملائهم خلال الاضطرابات التي وقعت الأسبوع الماضي في واشنطن العاصمة.
وأُجبر أعضاء الكونغرس على الاختباء في غرف آمنة في وقت اقتحم مناصرون للرئيس دونالد ترامب مبنى الكابيتول. وتأكدت إصابة عدد من المشرعين بالفيروس وهم يلقون باللوم في ذلك على زملائهم.
وقالت عضو الكونغرس براميلا جايابال التي أصيبت بالفيروس إن «العديد من الجمهوريين لا يزالوا يرفضون اتباع أدنى درجة من الوقاية من «كوفيد 19» وأن يضعوا كمامة في غرفة مزدحمة خلال وباء، ما يخلق بيئة لتفشي الوباء بسرعة»
والرئيس المنتخب جو بايدن الذي تعهد تسخير جميع الموارد لمكافحة الجائحة، تلقى أمس الجرعة الثانية من لقاح فايزر – بايونتيك.