الرئيسية / الصحة / التمريض في الكويت: مهنة إنسانية

التمريض في الكويت: مهنة إنسانية

أولت دولة الكويت قطاع الصحة اهتماما بالغا حتى اضحى من اهم المجالات التي تحظى بالرعاية الحكومية إذ يشكل الإنفاق على هذا المجال نحو 6 في المئة من ميزانية الدولة.
ويهدف الانفاق الحكومي الى تطوير المستشفيات وتحقيق الرعاية الصحية والوقائية وتدريب الكفاءات من أطباء وممرضين وقد نصت المادة 15 من الدستور الكويتي على ان الدولة تعنى بالصحة العامة وبوسائل الوقاية والعلاج من الأمراض والأوبئة.
وبحسب آخر الإحصاءات الرسمية فإن عدد افراد الهيئة التمريضية في الكويت تجاوز 18 ألف موظف وبلغت نسبة الكويتيين العاملين في هذا القطاع 6 في المئة.
وفي هذا الصدد يبرز قطاع التمريض بوصفه جزءا لا يتجزأ من العمل الطبي اذ تعتبر الكويت من أوائل الدول التي قامت بزيادة اهتمامها في هذا المجال وعززت مهنة التمريض ورفعت مستواها اجتماعيا وعلميا وعملت على حفظ حقوق العاملين في تلك المهنة الانسانية. ويعود اهتمام الكويت بمهنة التمريض الى ما قبل الاستقلال ففي عام 1960 وبسبب النقص الحاد في أعداد الهيئة التمريضية في البلاد اقترح وزير الصحة آنذاك عبدالعزيز الصقر إنشاء معهد للتمريض فقام بتنفيذ المشروع أحد الداعمين لمهنة التمريض وهو برجس البرجس الذي كان يشغل حينها منصب وكيل وزارة الصحة.
وفي عام 1962 وجه البرجس دعوة لمديرة معهد التمريض في الإسكندرية سعاد حسين للعمل في الكويت لانشاء معهد للتمريض حيث قامت بعد وصولها الى البلاد بزيارة المدارس الثانوية لتعريف الطالبات بأهمية هذه المهنة وحاجة البلاد الى زيادة أعداد أفراد الهيئة التمريضية ودعم الحكومة لهذا القطاع الحيوي الهام.
وفي العام ذاته تم افتتاح معهد التمريض تحت مسمى (كلية التمريض) وكان تابعا لوزارة الصحة العامة إداريا وفنيا وبإشراف من وزارة التربية وقد تغير المسمى عام 1969 إلى معهد التمريض وبعد ذلك نقلت تبعيته إلى الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب عام 1988.
ويعد المعهد اول مؤسسة تعليمية لدراسة التمريض في الكويت وكان يقبل الطالبات الحاصلات على شهادة الدراسة المتوسطة وبلغت مدة الدراسة فيه ثلاث سنوات للحصول على شهادة التمريض العام.
وبعد ذلك تغير مؤهل القبول للالتحاق ببرنامج التمريض العام إلى شهادة النجاح من الصف الأول الثانوي تبعا لقرار الأمانة العامة الصحية لدول مجلس التعاون وطبق القرار عام 1977 وقد تم تطوير لائحة المعهد حوالي ست مرات منذ افتتاحه.
أما البرنامج التعليمي فهو في حالة تطوير دائم وذلك بناء على المستجدات ومتطلبات المهنة ففي عامي 2009 و2010 أعد برنامج التمريض المدرسي بالتعاون مع مركز تطوير البرامج والمناهج وقد دعيت خبيرة من الولايات المتحدة لمراجعة البرنامج.
وحقق المعهد منذ إنشائه إنجازات كبيرة بتخريج كفاءات تمريضية شاركت في بناء الهيئة التمريضية الوطنية وتأثرت الخدمات الصحية بوجود هذه الكفاءات العالية كما امتدت المهن التمريضية من قمة الهرم الوظيفي إلى قاعدته.
ووصل عدد خريجي المعهد في العام الدراسي 2011/2012 إلى 2375 خريجا منهم 1486 من الكويتيين بينما تجاوز عدد المبتعثين من خريجي المعهد ال70 مبتعثا في عام 2012. وساهم المعهد في دعم المستشفيات الحكومية بالممرضين وباتت جميع غرف العمليات يرأسها ممرضون من خريجي المعهد ومنهم من كلف بمسؤوليات دقيقة في الخدمات التخصصية الدقيقة مثل غسل الكلى وعمليات القلب المفتوح وجراحة المخ والأعصاب.
وعلى صعيد حقوق العاملين في قطاع التمريض فقد صدر مؤخرا قرار من وزارة الصحة بمنح الممرضين الكويتيين راحة اسبوعية لمدة يومين اسوة بمؤسسات الدولة الحكومية وكذلك لأفراد الهيئة التمريضية من الوافدين العاملين في المستشفيات والرعاية الاولية والصحة المدرسية.
ويعتبر التمريض فنا وعلما للعناية بالأفراد والعائلات والجماعات البشرية كما يشمل عمليات المتابعة والتشخيص والتوثيق للحالات المرضية ويهدف الى تقديم أفضل رعاية صحية في اقل وقت ممكن والحصول على افضل النتائج فضلا عن كونه مهنة إنسانية في المقام الأول وأحد المحاور الأساسية للرعاية الصحية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*