تتحقق السلطات العراقية منذ أمس الجمعة مما إذا كانت جثة شخص قتل في معارك ضد القوات الأمنية وقوات “الحشد الشعبي” تعود إلى عزت الدوري نائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بينما أنكر متحدث باسم حزب البعث المنحل صحة هذا الخبر.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر أمني قوله أمس إن القوات الأمنية “تشتبه” في أن تكون الجثة عائدة للدوري، مضيفا أنه “تم إرسال الجثة فورا إلى دائرة الطب العدلي ببغداد لمطابقة الحمض النووي”.
وكان هادي العامري قائد فصائل “منظمة بدر” التي تقاتل إلى جانب القوات الأمنية قد صرّح أمس بأن 12 قتيلا سقطوا إثر اشتباكات بين “الحشد الشعبي” وأبناء عشائر العلم في منطقة جبال حمرين الممتدة بين محافظتي ديالى (شمال شرق بغداد) وصلاح الدين (شمال)، مضيفا أن من بين القتلى جثة تحمل ملامح الدوري، وأنه سيتم فحص الجثة للتأكد من هويتها.
كما تحدث القيادي في المنظمة كريم النوري عن تلقي قواته أمس معلومات تفيد بأن شخصا مهما كان في مدينة الحويجة، مرجحة أن يكون هو زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، مضيفا أنهم نصبوا كمينا له، واتضح لاحقا أنه الدوري، حسب قوله.
القوات الحكومية -وحلفاؤها- تخوض معارك ضارية بمحافظة صلاح الدين (الجزيرة)
من جهة ثانية، قال كل من رئيس مجلس محافظة صلاح الدين أحمد الكريم والمحافظ رائد جبوري أمس إنه سيتم إثبات هوية الجثة في الساعات القادمة عبر إجراء فحص للحمض النووي.
وكانت حركة “عصائب أهل الحق” المتحالفة مع القوات الحكومية أعلنت أمس الجمعة أنها قتلت عزت الدوري، وأن الجثة في طريقها إلى العاصمة بغداد، كما أعلن التلفزيون العراقي الرسمي أن الدوري قتل في المواجهات بمحافظة صلاح الدين.
البعث ينفي
وفي المقابل، قال المتحدث باسم حزب البعث المنحل خضير المرشدي في تصريحات تلفزيونية إن نبأ مقتل الدوري لا أساس له من الصحة.
واستبعد خبيران عسكريان عراقيان حصول تغيير في المعادلة الأمنية في حال تأكد نبأ مقتل الدوري، حيث قال العقيد المتقاعد ركون عدنان نعمة إن العمليات التي ينفذها تنظيم الدولة أكبر من الإمكانيات التي تتوفر لعزت الدوري وفصيله المسلح، حيث يعتمد التنظيم على دعم خارجي من دول في مجال المعلومات والتسليح، وهو أمر يفتقر إليه الجناح العسكري للدوري.
وبدوره، أشار العميد المتقاعد خليل النعيمي إلى أن “مقتل” الدوري لا يعد إنجازا أمنيا في ظل التدهور الذي تشهده محافظات عدة والتقدم الذي يحققه مسلحو تنظيم الدولة في محافظة الأنبار (غرب)، لا سيما أن الدوري لم يتبن أي عملية عسكرية منذ أكثر من عام.
وكان الدوري يتزعم تنظيما مسلحا يسمى “الحركة النقشبندية” الذي يعتقد أنه شارك في الهجوم الذي قاده تنظيم الدولة الإسلامية في يونيو/حزيران الماضي، وأتاح له السيطرة على مناطق واسعة من شمال البلاد وغربها، لكن تقارير تحدثت عن تراجع دور تنظيم الدوري لاحقا لصالح تنظيم الدولة.
ويذكر أن القوات المسلحة الأميركية كانت قد رصدت عشرة ملايين دولار لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلى اعتقال الدوري أو قتله.