استخدم الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عدداً من الأقلام خلال توقيعه على مجموعة من الأوامر التنفيذية، الأسبوع الماضي، ما دفع كثيرين للتساؤل: لماذا لم يستخدم الرئيس قلما واحدا للتوقيع؟
وكان بايدن قد استخدم 17 قلما في يوم الأربعاء 20 يناير وحده، وهي العادة القادمة من تقليد اتبعه كثير من الرؤساء الأمريكيين السابقين، وفقا لقناة الحرة.
ولا يتضح على وجه التحديد أي من الرؤساء الأمريكيين كان الأول في اتباع هذا التقليد اللافت للأنظار.
وتشير بعض المصادر إلى احتمال أن يعود تاريخ هذا التقليد الرئاسي إلى الرئيسين السابقين، فرانكلين روزفلت وهاري ترومان.
وجرت العادة على أن يوقع الرئيس توقيعا واحدا باستخدام أحد أقلامه، قبل أن يهديها إلى من يقفون بالقرب منه، ومن ثم استخدام قلم آخر لتوقيع الوثيقة القادمة.
وتشير مصادر عدة إلى أن تلك الأقلام عادة ما تُعطى إلى أشخاص ساهموا بصياغة قانون ما أو قدموا المشورة للرئيس، بشأن القانون.
وبرز الرئيس السابق، ليندون جونسون، عندما طبق هذا التقليد عام 1964، مستخدما 75 قلما على الأقل للتوقيع على قانون الحقوق المدنية الشهير.
وكان أحد الأقلام التي استخدمها جونسون آنذاك من نصيب مارتن لوثر كينغ جونيور، الذي لعب دورا كبيرا في إرساء قانون الحقوق المدنية.
كما اشتُهرت المناسبة التي وقع فيها الرئيس السابق، باراك أوباما، على قانون الرعاية الصحية الميسرة، عندما استخدم 22 قلما، وأهداها لمن هم حوله.
وكان ترامب قد مازح الصحفيين في إحدى المناسبات بأن أقلامه ستنفد، خلال توقيعه على عدد من التشريعات يوم تنصيبه في 2017.
وكان الرئيس السابق، بيل كلينتون، قد استخدم أربعة أقلام للتوقيع على تشريعات هامة، أهداها للرؤساء السابقين، جيرالد فورد، وجيمي كارتر، ورونالد ريغان، وجورج بوش الأب.
ولشهرتها، طرح متجر الهدايا التابع للبيت الأبيض مجموعة من الأقلام الرئاسية التذكارية لمن يرغب باقتنائها.
وتم توثيق محاولة بيع أحدهم لواحد من الأقلام الرئاسية عبر شبكة الإنترنت مقابل 500 دولار.
ورغم أن العادة جرت على أن يتبع الرؤساء هذا التقليد، إلا أن رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، اتبعت التقليد واستخدمت عدة أقلام للتوقيع على وثائق مرتبطة بالمحاولة الأولى لعزل الرئيس السابق ترامب في الكونغرس.
وقامت بيلوسي آنذاك بتوزيع الأقلام على عدد من أعضاء المجلس الديمقراطيين، الأمر الذي أثار غضب بعض الأعضاء الجمهوريين.
ورصدت عدسات الصحافة استخدام بيلوسي لأربع مجموعات، احتوت كل منها على ثمانية أقلام. تحمل اسمها.
ويقوم بعض الرؤساء الأمريكيين باختيار شركات محددة لتصنيع الأقلام التي يستخدمونها في توقيع وثائقهم المختلفة.
وفي بيان صحفي تم نشره مؤخرا، أشارت شركة “بروفيدنس” العريقة إلى اختيار بايدن لأقلام من صنعها، من طراز “كروس سينتشري 2 رولر بول”، المطلية بالذهب.
وتحمل الأقلام توقيع بايدن إلى جانب الشعار الرئاسي على غطائها.
وتقول الشركة إن رؤساء عدة استخدموا أقلامها في البيت الأبيض منذ سبعينيات القرن الماضي.