قال الطاهر بن عاشور: (الحسد هو إحساس نفساني مركب من استحسان نعمة في الغير، مع تمني زوالها عنه؛ لأجل غيرة على اختصاص الغير بتلك النعمة)
ومن هذا المنطلق وبالعقل والمنطق نرى بأن الحاسد غالباً يكون لا يملك ما يملكهُ المحسود وان الحاسد غالباً ما يكون هو المحروم مالم يقتنع من حرمانة
ولكن .. وللأسف في الكويت فقط الغني هو من يتغمص دور الحاسد والفقير هو من يحسد لقناعته بفقرة
ولنا في الأمثال الكثير والكثير ونستطيع ان نسرد كتاب لا مقالة في ذلك .. ولكم هذا المثال
عندما يشتري الغني سيارة فارهة تكون المقولة “الله يزيدة” وعندما يشتري الفقير سيارة “كورلا” جديدة تقال مقولة “من وين له” واضرب عليه على اللبس والساعات وحتى الأحذية
قال الجرجاني معرفاً للحسد اصطلاحاً :-
(الحسد تمني زوال نعمة المحسود إلى الحاسد)
وهنا تكمن المشكلة .. بأن الحاسد لا يحتاج لنعمة المحسود ولن تغنية او تضيف له شيئاً وهذه هي المصيبة الكبرى
لان يريد زولا النعمة من الفقير فقط وهو ليس له حاجه لها!
والسؤال الذي يجول في خاطري (لماذا الحسد وانت لا تحتاج لنعمة المحسود؟)
والاجابة عليه من وجهة نظري بأن “بعض” الأغنياء يحسد لانهم لا يملكون قناعة الفقير او المواطن البسيط وان الحسد هو شعور داخلي بالنقص لا يريد لغيره ان يستمتع بقناعته او بنعم الله عليه
وهذه الآفة انتشرت بالكويت بالسنوات الماضية وبشكل ملحوظ ، والحل يبدا بالأسرة وهي أساس المجتمع وتنتهي بوضع منهج دراسي او مادة تهتم بثقافة المجتمع والاخلاق وتكون احد فصولها تتحدث عن القناعة والاكتفاء بما تملكهُ
وختاماً بالحديث الشريف
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانًا)