يقول مختص يعمل في شركة لمكافحة القوارض والحشرات، إن الإغلاق الذي فُرض في لندن بسبب وباء كوفيد-19، دفع بالجرذان إلى البحث عن أماكن أخرى للحياة، غير وسط المدينة، حيث أقفلت المطاعمُ، ومكاتب إدارية يعمل فيها آلاف الموظفين.
وفي تقرير نشرته شبكة “سي إن إن”، يقول المختص مايكل كوتس إن الجرذان أجبرت على هجرة وسط المدينة والانتشار في أحياء سكنية أخرى، حيث من السهل العصور على الغذاء، ويؤكد أن هناك زيادة كبيرة في أعداد هذه القوارض.
يصف كوتس، الجندي السابق في الجيش البريطاني الذي خدم في العراق سابقاً، الجرذان بـ”الماكينات”، ويقول إنها بحاجة لبعض النفايات والمياه كي تبنى مجتمعاتها، وهو يعتقد أن إمضاء الأسر يومياتها في البيوت، وأكل الطعام هناك، دفع إلى نشوء تجمعات جديدة وكبيرة من الجرذان خارج الأماكن المعتادة في لندن.
أما زميله بول كلايدون، فهو يرى الوضع بشكل أسوأ. يقول إنه قضى على مجموعة من الجرذان كانت تحاول الحفر للوصول إلى جحر أرنب تملكه أسرة لندنية، بهدف قتله وأكله.
ويتخوف كلايدون من أن تُفاجأ لندن بعد رفع الإغلاق من أعداد الجرذان المنتشرة فيها، خصوصاً في المؤسسات والبيوت التي عانت سابقاً من هذه المشكلة ولم تتبع خططاً وضعت سابقاً للقضاء على هذه القوارض.
ويشير كلايدون إلى أنه كان يتلقى نحو عشرة اتصالات أسبوعياً، من جهات مختلفة للقضاء على الجرذان أو لمواجهة مشكلة قوارض من نوع آخر، ولكنه بعد الحجر والإغلاق أصبح يتلقى نحو 30 اتصالاً أسبوعياً.
وبناء على الإحصائيات المقدمة من قبل العاملين في القطاع، قدرت الجمعية البريطانية للسيطرة على الآفات أن نسبة ارتفاع نشاط القوارض بلغت 51 بالمئة خلال فترة الإغلاق الأولى (ربيع 2020) و78 بالمئة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
ولا تخفي الجمعية أن الأمر يطرح مشكلة تتعلق بالنظافة بشكل عام على المستوى الوطني. ومع أنه لا وجود لأرقام رسمية حول عدد الجرذان في لندن، إلا أن شركات خاصة ترجح أن ثمة نحو 20 مليون من هذه القوارض تعيش في مدينة الضباب.
وتواجه لندن منذ سنوات مشكلة يمكن القول إنها كبيرة في انتشار القوارض، حتى أن تقريراً باسم “أرض القوارض” رفع إلى الجهات المعنية في 2017، مطالباً بوضع خطة محكمة للتخلص من هذه المشكلة كي لا تكون لندن سائرة على خطى باريس التي تواجه مشاكل مشابهة، منذ سنوات، أثرت إلى حد ما على السياحة.