تحتفل سلطنة عُمان هذا العام بمرور مئة عام على إنشاء متحف بيت “الأماني” كأول متحف عُماني يُعنى بالتراث الثقافي في منطقة زنجبار.
ويأتي الاحتفال، برعاية السلطان هيثم بن طارق الذي يولي التراث الثقافي العُماني في زنجبار اهتماماً يؤكد أهمية صيانته والحفاظ عليه.
وقال جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني، إن “بيت الأماني” أول تجربة للصناعة المتحفية العُمانية؛ لكونه يعود للعقد الثاني من القرن العشرين.
وأكد في حديث لوكالة الأنباء العُمانية، اليوم السبت، أن المتحف الوطني يهدف إلى نشر الموروث الحضاري المتأصّل، والترويج له في المحافل الدولية عبر التعاون مع المتاحف العالمية، والتعريف بتراثها ومساهمتها المعرفية.
ويعنى المتحف الوطني كذلك بحماية الموروث الثقافي للسلطنة من خلال الاستثمار في الحفظ والصيانة ومواصلة المشاريع الإنمائية.
وهو لا يتجلى فقط في المقتنيات الأثرية وإنما يقف على رأس المشاريع الإنمائية التي تهدف الى حفظ وإبراز إرث السلطان الراحل قابوس بن سعيد.
وسيجري لاحقاً إنشاء ركن يحمل اسم السلطان الراحل، فضلاً عن تأهيل عدد من البيوت التاريخية في مسقط لتصبح منظومة ثقافيّة وسياحيّة متكاملة، بحسب الموسوي.
وأشار الموسوي إلى حرص السلطنة على تدعيم الدبلوماسية الثقافية عبر المشاركة في الفعاليات والمتاحف العالمية.
وقال إنه تمّ الاتفاق مع متحف “الأرميتاج” في روسيا الاتحادية على تدشين ركن يحمل اسم السلطنة في “قصر الشتاء” العريق وهو بناء مدرج على قائمة التراث الإنساني العالمي من قِبل منظمة اليونسكو.
وستختص قاعة السلطنة بحضارة أرض اللبان في محافظة ظفار، وسوف تسلّط الضوء على أهمية اللبان في التجارة بين الحضارات في العالم القديم والعصرين الحديدي والإسلامي، وعلى الإسهام الحضاري في نشر الفكر والمحبة والسلام.
ولفت المسؤول العماني إلى أن مساهمة السلطنة في إعادة بناء وتأهيل معهد المخطوطات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في سان بطرسبورغ مهّدت الطريق لعقد اتفاقيات تعاون مع معهد المخطوطات الشرقية.
وقال إنه ستجري استعارة مخطوطة أحمد بن ماجد السعدي الأصلية التي يعود عمرها لأكثر من 500 عام، وستُعرض نهاية هذا العام بالمتحف الوطني.
ويضم متحف “بيت الأماني” قطعاً عُمانية المنشأ معروضة جرت استعارتها من الخارج، كما يضم مجسّماً لأقدم مركب مصغّر في العالم حُفظ بمتحف العلوم في لندن وهو مُتاح للعرض بالمتحف حالياً.