لم تكن ليلة السابع والعشرين من رمضان كغيرها من الليالي، في ظل ترجيح أنها ليلة القدر، وفق بعض الأقوال، فزحف المواطنون والمقيمون إلى المساجد، تلمساً لها، فغصت جنبات المساجد وامتدت صفوف المصلين إلى الأرضفة ومواقف السيارات، لتحقيق التباعد اتباعاً للاشتراطات الصحية، وهذا المشهد المهيب أعاد للأذهان صورة صلاة القيام في مساجد الكويت ومراكزها الرمضانية قبل جائحة فيروس كورونا.
ففي محافظة الفروانية لم تتسع المساجد لمصليها، حيث حافظوا على التعليمات والإرشادات الصحية، وضاقت بهم بعض المساجد حتى تزاحموا على الأرصفة خارج المساجد بصفوف متباعدة، ليشهدوا صلاة القيام في ليلة السابع والعشرين من رمضان، حيث أطال بعض الأئمة صلاتهم قليلاً لزيادة وقت الدعاء والابتهال، وشهد الصلاة الرجال والأطفال.
وفي محافظة الأحمدي سحت الدموع ورفعت الأكف إلى السماء ليحفظ الله البلاد والعباد من جائحة كورونا، فقد اكتظت المساجد بمصليها، وتجاوز بعضها بالسماح لعدد محدود من النساء بحضور صلاة القيام في مصليات النساء في المساجد، بالإضافة إلى ما وفره المتبرعون من مياه ومشروبات باردة للمصلين.
أما في محافظة الجهراء فكان التنظيم سيد الموقف، والالتزام بالاشتراطات الصحية، مع فتح مكبرات الصوت الخارجية لاستيعاب العدد الكبير من المصلين والذين قصدوا بعض المراكز الرمضانية والتي فيها من القراء المتميزين في الجهراء وضواحيها، ولم تأل إدارة مساجد الجهراء من متابعة وتوثيق الصلاة في عدد من المساجد المتميزة.
وظلت محافظة حولي تعاني من قرار منع صلاة القيام في المساجد الواقعة في المناطق الاستثمارية الأكثر كثافة سكانية، فتسرب المصلون إلى المناطق المجاورة الأمر الذي سبب ازدحاماً للمصلين في بعض مساجد القادسية والروضة والشعب وغيرها.
ولا تزال مساجد ضاحية صباح السالم الأكثر توافداً للمصلين في محافظة مبارك الكبير، حيث امتلأت المساجد بالمصلين بشكل لافت في المساجد الواقعة ما بين المناطق السكنية والاستثمارية التي يقطنها عدد كبير من الوافدين، ورغم الكثافة الكبيرة إلا أن توزيع المساجد استوعب المصلين مع فتح مصليات النساء للرجال.
المسجد الكبير… غياب للعام الثاني
غاب المسجد الكبير للعام الثاني على التوالي عن سباق الليالي العشر من رمضان، إذ كان يشكل علامة فارقة في شهر رمضان المبارك في كل عام حيث يتنافس المصلون للحصول على مكان فيه في صلاة القيام، لما تعده وزارة الأوقاف من برامج دعوية وتستضيف فيه القراء المتميزين من الخليج و الوطن العربي بالإضافة إلى قراء الكويت المتميزين.