وسط تحذيرات من تسارع انتقال العدوى بالنسخ المتحورة، أعلنت فيتنام أمس اكتشاف نسخة جديدة هجينة لفيروس كورونا تنتقل سريعا عبر الجو وتعد مزيجا من النسختين الهندية والبريطانية، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية.
وتحاول البلاد جاهدة التعامل مع انتشار جديد للفيروس في أكثر من نصف أراضيها بما في ذلك في مناطق صناعية ومدن كبرى مثل هانوي ومدينة هو شي منه.
وقال وزير الصحة نغوين ثان لونغ خلال اجتماع وطني لمناقشة الوباء «اكتشفنا نسخة هجينة جديدة من النسختين الهندية والبريطانية».
وتابع «من العلامات المميزة لهذه النسخة انتقالها سريعا عبر الجو. يزداد تركز الفيروس في سوائل الحلق بشكل سريع وينتشر بقوة بالغة في البيئة المحيطة».
ولم يحدد عدد الإصابات التي تم تسجيلها بالنسخة الجديدة لكنه ذكر أن فيتنام ستعلن قريبا اكتشافها على خارطة العالم للمتحورات الجينية.
وأفادت وزارة الصحة بأنه كانت هناك 7 نسخ متحورة معروفة لفيروس كورونا في فيتنام قبل إعلان لونغ.
وقبل قليل من الإعلان عن النسخة الجديدة، حذرت منظمة الصحة العالمية من أنه لن يكون بالإمكان تجاوز كوفيد-19 قبل تطعيم 70% من سكان العالم، وأعربت عن قلقها حيال المستوى المرتفع لانتقال العدوى بالنسخ المتحورة لفيروس كورونا كالبريطانية والهندية الأشد عدوى.
وقال مدير الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية هانز كلوغه: «سينتهي الوباء عندما نصل إلى نسبة تطعيم قدرها 70%على الأقل، الوقت يدهمنا، علينا تسريع وتيرة حملة التطعيم، علينا زيادة عدد اللقاحات المتاحة».
وأشار كلوغه إلى أن وتيرة التحصين في أوروبا لاتزال بطيئة للغاية، وأعرب عن قلقه حيال المستوى المرتفع لانتقال العدوى بالنسخ المتحورة لفيروس كورونا كالبريطانية والهندية الأشد عدوى.
في هذه الأثناء، يحتدم الجدل في عدة دول غربية حول إطلاق حملات تطعيم الأطفال، مع وجود دول غير قادرة على تطعيم كبار السن.
وحذر خبراء صحة في بريطانيا وألمانيا امس، من ذلك، وقال الأستاذ آدم فين من جامعة بريستول البريطانية، إن الأطباء سيحقنون الأطفال بلقاحات لا يوجد حولها معلومات كافية حول أي آثار جانبية محتملة على الأطفال الذين لن يستفيدوا أي شيء من التلقيح.
وأوضح فين أن «الأطفال ينقلون فيروس كورونا إلى حد ما، وعلى الرغم من ذلك فإنهم لا يعانون بشكل سيئ من المرض نفسه.. إذا قدمنا لهم اللقاح فإننا نضعهم في خطر آثار جانبية محتملة، لذلك يجب أن يكون هناك فائدة ملموسة وملحوظة، ليس مجرد الحماية غير المباشرة للكبار».
وفي السياق نفسه، حث رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الدول المتقدمة على إعادة النظر في تلقيح الأطفال، بينما هناك دول نامية ليس لديها كمية لقاحات كافية لتطعيم المجموعات الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا.
واتفق آدم فين مع ذلك قائلا إن بعض الدول ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة ليس لديها إمداد كافي من لقاحات ضد كورونا لتحصين حتى العاملين في مجال الصحة، كما تواجه المستشفيات حالات حياة أو موت عديدة تحتاج إلى الرعاية بشكل طارئ.
وفي ألمانيا، أعرب عضو في لجنة التطعيم الدائمة بألمانيا عن معارضته لتنفيذ «حملة عامة» لتطعيم الأطفال ضد كورونا. وفي تصريحات لصحيفة «نورنبرغر ناخريشتن» الألمانية الصادرة، امس، قال خبير المناعة كريستيان بوجدان: «لذلك لا يمكن ببساطة إعطاء توصية للتطعيم لمجرد أن هذا الأمر يبدو مقبولا مجتمعيا أو سياسيا».
وأوضح بوجدان أن معهد باول-إرليش لديه، على سبيل المثال، «مؤشرات عن زيادة في ظهور حالات التهاب عضلة القلب بالتزامن مع التطعيم وخصوصا بين الشباب»، وتابع: «لا أريد أن أثير المخاوف، لكننا بحاجة إلى بيانات ولا ينبغي علينا أن نبدأ حملة تطعيم عامة للأطفال».
في المقابل، وبالرغم من التحذيرات بدأت رومانيا تطعيم الأطفال الذين يبلغون من 12 إلى 15 عاما امس قبل الحصول على الموافقة الرسمية من بروكسل.
وذكرت بوابة «هوت نيوز دوت أر أو» الإخبارية الإلكترونية أن محطتي تطعيم متنقلتين أقيمتا في متنزه عام في بوخارست لإعطاء الجرعات للأطفال، باستخدام الوحدتان لقاح بيونتيك/فايزر.