قال مدير منطقة الصباح الصحية التخصصية الدكتور أحمد الشطي إن مركز علاج الإدمان للعلاج والتأهيل صرح وطني له إنجازاته في مجال علاج الإدمان منوها بالجهود المتكاملة مع الجهات المعنية لخفض العرض والطلب على المواد المخدرة والحرص على العلاج والتأهيل.
جاء ذلك في كلمة للشطي اليوم الأحد خلال احتفال وزارة الصحة الكويتية باليوم العالمي لمكافحة اساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها الذي يصادف ال26 من شهر يونيو من كل عام وتحتفل بها أكثر من 190 دولة حول العالم.
وأوضح الشطي أن مركز علاج الإدمان لديه طموحات لبناء القدرات واستخدام مؤشرات أكثر دقة في تقييم ما يقدمه وتبني منصات يستطيع من خلالها التطوير لصالح المرضى ليصنع فرقا في جودة الحياة.
وأشار إلى أن الوزارة تجاوزت مرحلة التعريف بالخدمات المقدمة في هذا المجال لافتا الى أنه بحكم القانون فإن أي أسرة مبتلاة في أحد أفرادها يمكن توجيهها للعلاج في المركز وهناك تعاون وثيق ما بين ادارة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية بتحويل بعض الحالات التي يتم القبض عليها.
وأفاد أن الامر بحاجة الى تكريس مثل هذا التعاون فضلا عن الحاجة لخطوات استباقية عبر غرس القيم لتكون سورا وقائيا لحماية الأبناء من الحملة الشرسة الماكرة من تجار المخدرات الذين لا يترددون في الترويج والاتجار بها في الكويت وكل دول العالم.
وبين أن “6ر35 مليون شخص حول العالم يعانون من اضطرابات نفسية وجسدية من تأثير الإدمان وهناك أكثر من 900 نوع من المخدرات المخلقة التي تحتوي على مواد كيماوية مدمرة لخلايا الجسم”.
ولفت الى أن عدد الوفيات عالميا يتخطى 500 ألف شخص سنويا بسبب تنوع المواد المخدرة وتنوع عمليات التصنيع وإساءة استخدام العقاقير الطبية.
وذكر أن “عدد الوفيات عالميا بسبب مخدر الأفيون ومشتقاته زادت بنسبة 71 في المئة في السنوات العشرة الأخيرة وأن أكثر المواد المخدرة انتشارا بدولة الكويت وفقا لإحصائية آخر 5 سنوات هي (الحشيش ـ الشبو ـ الكيمكال ـ الميرغوانا)”.
وأشار الى “أن عدد قضايا المخدرات في دولة الكويت وفقا لإحصائية آخر خمس سنوات بلغ نحو 9787 قضية تشمل قضايا الحيازة بقصد التعاطي وقضايا بقصد الاتجار وأيضا قضايا الجلب”.
وقال “إن عدد الوفيات الناتجة عن إدمان المواد المخدرة والمؤثرات العقلية والخمور في الكويت خلال السنوات الخمس الماضية بلغت 327 حالة وفاة وأن عدد المتهمين في قضايا المخدرات في دولة الكويت وفقا لنفس الإحصائية بلغ 8177 متهما (منهم متهمين حازوا المواد المخدرة بقصد التعاطي ومتهمين بقصد الاتجار ومتهمين جلبوها من الخارج)”.
وأكد الشطي على ضرورة تضافر الجهود إعلاميا وتربويا وصحيا ووقائيا وأكاديميا لحماية المجتمع بجميع شرائحه من آفة تفتك وتفتت عضد الوطن مرة من خلال دخول المخدرات ومرات من خلال ما يتبعها من حوادث طرق وعنف وجريمة وغسل أموال وعدم الاستقرار.
من جانبه قال مدير مركز علاج الإدمان الدكتور عادل الزايد في كلمة مماثلة إن الهدف من الاحتفالية هو إيصال رسالة مفادها أن علاج الادمان ممكن إلا أنه يتطلب إرادة شخصية من المدمن.
وأوضح الزايد أن الاحتفالية أخذت طابعا مختلفا هذا العام من خلال إعداد وانتاج فيلم قصير يعبر عن رحلة السقوط في براثن الإدمان والدخول في دائرة الإدمان ثم الخروج منها وعودة الامل اذا اراد الانسان ذلك وأصر عليه مع الالتزام بالاشتراطات الصحية نظرا لتفشي جائحة فيروس كورونا.
ولفت إلى أن فترة انتشار فيروس كورونا كان لها بعض الظلال على عملية الإدمان بشكل عام في ظل الارتفاع الكبير بأسعار المخدرات خلال فترة الحظر الكامل الذي شهدته البلاد نظرا لصعوبة دخولها البلاد فكان أمرا إيجابيا ساهم في إقبال عدد كبير من المرضى على العملية العلاجية.
وأشار الى حدوث تغيير في نوعية المخدرات بسبب ظروف الوباء إلا أنه لم يحدث زيادة في أعداد المدمنين بل حدث زيادة في أعداد التعافي.
وأوضح أن المركز منذ عام 2010 تحول من مركز علاج مباشر الى مركز تأهيلي يقدم برامج مستمرة على مدار العام لدعم المتعافين فضلا عن تشجيعهم للتواصل مع الخدمات التي تقدمها مؤسسات المجتمع المدني.
وأكد الزايد حرص المركز على شعار المدمن المتعافي وهو (اليوم فقط) وهو اتخاذ القرار يوميا بالتوقف عن التعاطي ليكون بالقوة المطلوبة لعدم العودة مرة أخرى لذا هناك جلسات مستمرة منها العلامات المنذرة بالانتكاسة وكيف ينتبه للتغيرات الداخلية لديه فيتداركها قبل الانتكاسة.
وذكر أن المركز يضم جناحا خاصا للتشخيصات المزدوجة وهو للشخص الذي يعاني مرضا نفسيا بالاضافة الى الادمان لافتا الى وجود فريق علاجي متكامل ومتخصص لعلاج هذه المشكلة.