الحرب الخفية ..
لقد اقتضت الحاجة إلى مواصلة التطور والنماء في الحياة إلى الوقوف مطولا حول الطرق التي تؤدي إليه بأقل الأخطار والأضرار على النفس البشرية التي ألهمها المولى عز وجل أساليب عديدة في الحياة ، ولكن غفلة البعض نظرا للانشغال بالهدف دون الوسيلة المؤدية إليه أو ماتميل له النفس البشرية من رغبات دون أخرى أو حاجات لايمليها إلا بمقولة (الحاجة تبرر الوسيلة) تضعنا بعيدا جدا عنها.
نحن من رحم العقبات نولد لنحيا على أمل أن تعزز أهدافنا وتطلعاتنا من نماء المجتمع ، وأن تكون أهدافنا متلاحمة مع النجاح دائما كي لانقف موقف المتفرجين فقط ثم نلعن الواقع الذي لايد له بتواطئنا وتخاذلنا عن السعي والوقوف أمام العقبات.
علينا أولا معرفة الدوافع عن قرب ،فالعديد من المفاهيم المبهمة تأتي خلف الأحداث المؤلمة التي يشهدها الواقع الذي أصبح فيه العنصر البشري موجها بأفكاره وأدواته بشكل مباشر وغير مباشر نحو السقوط التدريجي الذي أخذ أبشع النماذج وأقسى الصور الدامية المبطنة بالجريمة والعبث النفسي والجشع البشري فأصبحنا بذلك من الأمم الشبه خالية من الدور القيادي الحكيم وبعيدين كل البعد عن الجدية والتأثير الايجابي على مستوى الأفراد والمجتمعات.
عندما ننظر لأثر القمع النفسي في الماضي والذي امتد إلى هذا العصر وأهم الوسائل التي استخدمت في ذلك والأدوات المادية والغير مادية التي سيرت الحاضر والمستقبل ..نجد أنها تشترك جميعها في ممارسة الضغط النفسي وتفكيك الأسر والمجتمعات وتقييد الحريات والعبث بالأمن ونشر الأخبار التي بدلت متانة المجتمع وقيمه وخلد في نفوس الأفراد الخوف بدلا من جعلهم منارة أمل لانفسهم ومجتمعاتهم واوطانهم .
واليوم يدفع المجتمع الثمن بسقوط مؤسف بكل تواطؤ وحسرة
فالقيم الانسانية مغيبة ،والأحكام السطحية على الأمور تنتشر في أغلب المنشورات الاعلانية ، خلط المفاهيم والحقائق ،العنصرية، وكل مامن شأنه التقليل من قيمة كل ذي قيمة على كافة المستويات وكأننا في معركة خفية جديدة لاخفاء كنوز المعرفة الصحيحة والطرق المستنيره التي رسمها الآباء والأجداد لأثرها القوي على الشعوب والمجتمعات، فالقوة الحقيقية لاتكون بالتفكك وتفريغ العقول والنفسيات من كل مايضمن لها الحياة الطيبة الكريمة المعطاءة ، ولهذا ابتكرت تلك الطرق البديلة لتخدير العقول وتغييبها وممارسة الضغط اللاإنساني من أجل الانتصار في هذه الحرب الخفية..
بقلم : وسمية الخشمان