أجاب الخبير الفلكي عادل المرزوق عن استفسارات تتعلق بفترة الجوزاء وعدد أيامها والصفات التي تميز طقسها وما تسميتها في منطقتنا والمصطلحات التي انتشرت بخصوصها، فإلى التفاصيل.
جاءتني استفسارات عديدة من بعض الإخوة الكرام حول الفترة الممتدة من يوم 3 /7 حتى يوم 28 /7 والتي تبلغ مدتها 26 يوما والتي تسمى بفترة الجوزاء وكذلك عن استمرار الحرارة العالية وطول مدتها وجل أسئلتهم تركزت حول فترة الجوزاء التي نحن فيها الآن، هل فترة الجوزاء هذه فترة واحدة أم فترتان؟
فقد أرسل لي هؤلاء الإخوة العديد من الفيديوهات والتي يتحدث فيها بعض الأشخاص عن فترة الجوزاء هذه ويشير هؤلاء الأشخاص إلى أن فترة الجوزاء مدتها (26) يوما وتشتمل على منزلتين، هما (منزلة الهقعة) و(منزلة الهنعة)، وهي من ضمن منازل القمر والتي تتكون من (28) منزلة قمرية، وهاتان المنزلتان من اشد فترات السنة حرارة.
ونشير هنا إلى أن هذا المسمى أو المصطلح (الجوزاء) والذي مدته (26) يوما هو مسمى يستخدم في وسط شبه الجزيرة العربية وتحديدا أكثر من يستخدمه هو سكان منطقة نجد.
ولكن هنا في الكويت يوجد اختلاف في المسمى فقط عن هذه الفترة ولا يوجد اختلاف في مدة هذه الفترة، فهاتان المنزلتان وهما (منزلة الهقعة) و(منزلة الهنعة) تسميان في الكويت (نوء) وهذا المسمى يستخدم عند أهل الكويت ومناطق سواحل الخليج العربي.
حيث تقسم هذه الفترة في سواحل الخليج والكويت إلى قسمين أو فترتين وهما:
1 ـ (نوء الهقعة) والذي يبدأ في يوم 3/7 ويسمى هنا في الكويت بالجوزاء الأولى.
2 ـ (نوء الهنعة) والذي يبدأ في يوم 16/7 ويسمى بالجوزاء الثانية.
ولكن في وسط الجزيرة العربية ومنطقة نجد جعلوا مدتها (26) يوما وسميت هذه الفترة بالجوزاء.
ولكن في الكويت والخليج تم تقسيم هذه الفترة والتي مدتها (26) يوما الى قسمين (نوء الهقعة وهي الجوزاء الأولى (13 يوما)، ونوء الهنعة بالجوزاء الثانية (13 يوما)، وجميع هذه الحسابات سواء كانت في الكويت أو في (نجد) بوسط شبه الجزيرة العربية كلها تنتهي في يوم 28/7.
ومع دخول (نوء الهنعة) أو الجوزاء الثانية التي تدخل في يوم 15/7 فانه سوف تحدث أمور فلكية عديدة وندرجها هنا كالتالي:
1 ـ في ثاني يوم من دخول (نوء الهنعة) وهو يوم 16/7 سوف تتعامد الشمس على الكعبة المشرفة.
2 ـ نهاية فترة البوارح وهي نهاية فترة الغبار الذي يهب في النهار ثم يترسب في الليل.
3 ـ دخول فترة الرطوبة في الجو.
4 ـ دخول فترة (التشلة) أو الكلة وفيها أقصى درجات الحرارة في الجو.
فبعد انتهاء فترة (نوء الهنعة) أو الجوزاء الثانية سوف يدخل نوء (المرزم) يوم 29/7، فقد كان يقول أجدادنا في الماضي عن دخول (نوء المرزم): (يا خراف الزم)، وكلمة (الخراف) هنا يعني قطع (عثق البلح) من شجر النخيل، بمعنى انه في هذه الفترة يبدأ جني وتحصيل ثمار النخيل وهي التمور أو البلح.
أما فيما يختص ارتفاع درجة حرارة الجو، فنعيد الإشارة هنا الى أن شهر يوليو سوف تكون فيه الحرارة مستمرة طوال هذا الشهر، كما سبق لنا أن ذكرنا ذلك في سابقة في الشهر الماضي، ونشير هنا إلى أن هذه الحرارة العالية قد تمتد وتستمر حتى يوم 11/8 مع دخول نوء النثرة أو ما يعرف بالكليبين، ففي هذا التاريخ وهو يوم 11/8 يكون بداية حساب النيروز الهندي والذي يبدأ فيه حساب الدرور البحري وهو ما يعرف بحساب أهل البحر في الماضي، حيث يبدأ الشعور بانخفاض في درجة حرارة الجو بعد هذا التاريخ. والله أعلم.