كشفت مصادر نفطية مسؤولة لـ «الأنباء» ان ما تم صرفه على مشروع إنشاء مصنع جديد لإنتاج البولي بروبلين مع شركة بامبينا في منطقة ألبرتا في جمهورية كندا بلغ 492 مليون دولار حتى ديسمبر 2020، حيث تم اتخاذ قرار من قبل الشركاء (شركة صناعة الكيماويات البترولية وشركة بامبينا) بتأجيل تنفيذ المشروع نتيجة تداعيات جائحة كورونا، مشيرة الى أن التكلفة التقديرية للمشروع تبلغ 3.6 مليارات دولار ويهدف لإنشاء مجمع بطاقة إنتاجية تبلغ 550 ألف طن سنويا من البولي بروبلين.
وقالت المصادر إن حصة شركة صناعة الكيماويات البترولية من مشروع كندا تبلغ 50% وعليه فان الشركة تحملت مصاريف بلغت 246 مليون دولار حتى نهاية العام الماضي، ويتضمن ذلك كافة التكاليف المتعلقة بدراسات الجدوى والمستشارين وتكلفة السفر والمهمات الرسمية وعقد دراسات مرحلة الهندسة الأولية والتصاميم ومكاتب المحامين وتكلفة التجهيز لعقد الإنشاء والتوريد الرئيسي.
وذكرت المصادر أن قرار تأجيل مشروع إنشاء وبناء مصنع البولي بروبلين في كندا كان بالتوافق بين الشركاء نظرا لتداعيات فيروس كورونا وتأثيره على المقاولين والموردين واستحالة ضمان استمرارية العمل بنفس الانتاجية المخطط لها للوصول للجدول الزمني المعتمد قبل الجائحة، وكذلك قيام الحكومة الكندية بإغلاق الحدود ومكاتب العمل وتشديد الاجراءات والاشتراطات الصحية ما خلق صعوبة في المحافظة على مستوى الإنتاجية، الأمر الذي دفع الشركاء متمثلين في شركة صناعة الكيماويات البترولية وشركة بامبينا الكندية لاتخاذ اجراءات حاسمة للحد من تداعيات الجائحة.
قرار التأجيل
وبينت ان قرار التأجيل قد اتخذ بالتوافق بين الشركاء نظرا لتداعيات جائحة كورونا والاتفاق ايضا على اعادة العمل بالمشروع متى ما نتفت أثار الجائحة والتي كانت متوقع انتهائها في ذلك الوقت بنهاية 2020 ولكن مع استمرار تداعيات الجائحة حتى يومنا هذا واستمرار تعطيل سلاسل الامداد عالميا متزامنا مع الاغلاقات القسرية في العديد من دول العالم التي يرتبط بها المشروع كان له اثر كبير وبالغ الأهمية على طبيعة تنفيذ المشروع وهو الامر الذي قد يؤدي الى مخاطر وخسائر اقتصادية وتعاقدية فادحة في حال الاستمرار.
وأشارت الى أن عدم وضوح الرؤية المستقبلية للفترة الزمنية التي ستنتهي مع الجائحة دعت الشركاء للاتفاق على تأجيل البرنامج الزمني لمشروع بتروكيماويات كندا لفترة زمنية غير محددة مع المحافظة على القيمة الاقتصادية للمشروع متى ما تمت اعادة العمل به من جديد لكامل طاقته.
وحول الخسائر التي لحقت بالكويت من قرار تأجيل او الغاء العقود، ذكرت المصادر انه حسب العقود المبرمة مع المقاولين والموردين للمشروع فانه يحق للملاك الغاء العقود للملاءمة ويتم التفاوض مع جميع المقاولين والموردين لتحديد جدوى الاستمرار او الالغاء او تعليق العقود المبرمة، وعليه يتم تنفيذ خطة التعليق المخططة للمشروع وفقا لأفضل الخيارات الاقتصادية والتي يتم تنفيذها من خلال شركة الشراكة، مشددة على انه لا يوجد شروط جزائية لهذه العقود.
تجدر الاشارة الى ان شركة صناعة الكيماويات البترولية تقوم بالتوسع في صناعة البتروكيماويات داخل الكويت وخارجها متى توافر اللقيم المناسب، حيث تطمح الشركة لتتبوأ مركزا رياديا في انتاج مادة البولي بروبلين، حيث ان مقاطعة البرتا في كندا تعتبر المركز العالمي لوجود هذا اللقيم بعد ثروة الغاز الصخري وبأسعار تنافسية لا يمكن الحصول عليها في أماكن أخرى متزامنا ذلك مع وجود مناخ استثماري مشجع وجاذب للاستثمار ودعم حكومي غير مسبوق لإقامة مثل هذه المشاريع لذلك وجدت شركة صناعة الكيماويات البترولية الدخول في هذه الشراكة مع شركة بامبينا تعد فرصة متميزة للشراكة.
لا توصيات مستقلة بإعادة النظر في المشروع
ذكرت المصادر انه لا توجد توصيات من هيئات بحثية مستقلة بإعادة النظر بالمشروع، مشيرة الى ان التوصيات الفنية التي تقوم بها شركة المشاركة تتم وفقا لأساليب مثلى للمشاريع بالاستعانة بمستشار متخصص في المقارنة بين المشاريع ويكون لديه قاعدة بيانات كبيرة لمشاريع مماثلة للنظر في الاستعداد الفني للمشروع من حيث تكامل فريق المشروع واستراتيجية البناء وغيرها.