قال الخبير الفلكي عادل المرزوق أن نوء المرزم يدخل يوم بعد غد الخميس مضيفا أن المرزم أو كما يسمى فلكيا الذراع هو نجم من نجوم كوكبة الجبار ويسمى باللغة الإنجليزية (Bellatrix) وهو نجم عملاق جدا وعظيم الحجم حيث يبلغ حجمه 5 أضعاف حجم الشمس (أي أكبر من الشمس خمس مرات) وهو من النجوم الساطعة في السماء ليلا وأكثرها لمعانا وبريقا ويميل لونه بين الأزرق والأبيض ويفوق لمعانه وضياءه ضياء الشمس بنحو 4000 مرة ويبلغ ترتيبه 27 في قائمة أشد النجوم سطوعا في السماء لكن بسبب قرب الشمس والقمر وكوكب الزهرة من الكرة الأرضية تغطي هذه الأجرام على ضوء هذا النجم، فتجد هذه الأجرام اكثر لمعانا من هذا النجم والذي يبعد بحوالي 245 سنة ضوئية عن الأرض.
وأوضح المرزوق دخول المرزم يعني انتهاء فترة الباحورة والتي نحن فيها الآن والتي تبدأ في يوم 23 يوليو من كل سنة ومدتها أسبوع واحد وتنتهي يوم 30 يوليو والتي تبلغ فيها الحرارة أقصى درجاتها ارتفاعا، ففي الباحورة أو كلة القيظ والتي تبلغ أشعة الشمس شدة سطوعها إذ إن درجة حرارة الجو تصل إلى أعلى معدلاتها السنوية في نصف الكرة الأرضية الشمالي في هذه الفترة وكذلك في هذه الفترة تنتهي فترة حرارة الجوزاء الثانية حيث تبلغ الحرارة في منطقة شمال الخليج العربي شدتها.
وتابع: فترة المرزم يقول فيها أهل الخليج العربي عادة المقولة المشهورة (في المرزم يا خراف الزم) أي في فترة شدة الحرارة يتم جني ثمر النخيل وهو البلح، والخراف هي عملية جني ثمرة البلح والتي عادة ما تكون في الفترة الحارة من السنة ونشير هنا إلى أنه في يوم 29 يوليو من كل عام يدخل (نوء المرزم أو نوء الذراع) وهو النوء رقم (26) من أنواء منازل القمر والتي عددها (28) منزلة أو نوء والتي تبلغ مدتها الكلية (365) يوما.
وعادة يظهر هذا النجم في هذا اليوم من كل عام في الجنوب وهو موجود في السماء قبل هذا التاريخ ولكن يكون ظهوره في السماء خلال النهار ولذلك تغطيه أشعة الشمس فلا يظهر للعيان قبل هذه الفترة ويستمر ظهوره في الليل حتى يوم 1 نوفمبر حيث يغيب عن السماء ويكون غروبه في جهة الغرب وظهور هذا النجم في السماء هو وقت دخول (نوء المرزم).
واستطرد الخبير الفلكي عادل المرزوق: ومع دخول هذا النوء ومشاهدة نجمه في منطقة الخليج العربي وشمال شرق شبه الجزيرة العربية في يوم 29 يوليو تهب على هذه المنطقة مع بداية هذا النوء الرياح الجنوبية الشرقية والتي تعرف محليا (برياح الكوس المطلعي).
نسبة إلى هبوبها من مطلع الشمس وهبوب هذه الرياح من علامات ومؤشرات دخول المنطقة في فترة «نوء المرزم» الذي يعطي سمة الارتفاع الملحوظ في نسبة الرطوبة الجوية والتي عادة ما تكون نسبة هذه الرطوبة بين 65 و85%، وتستمر هذه الرطوبة حتى نهاية هذا النوء في يوم 10 أغسطس ثم يدخل في يوم 11 أغسطس نوء النثرة والذي يعرف محليا (بالكليبين) والذي يبدأ معه حساب (النيروز الهندي) أو ما يعرف بحساب الدرور البحري أو حساب أهل البحر حيث تنخفض في العادة نسبة الرطوبة إلى 25% ثم تعاود بالارتفاع مرة أخرى والتي قد تستمر إلى ما بعد دخول نوء الطرفة أو دلوق السهيل وهذه الرطوبة ستكون نسبتها عالية في كل المناطق الساحلية للكويت.
وعن حرارة الطقس قال المرزوق: سيشعر الجميع بارتفاع في درجة الحرارة التي من المحتمل أن تكون بين 50 و53 درجة مئوية، وسوف يشعر الانسان فيما بعد الظهيرة أن حرارة الجو في هذه الفترة قد وصلت إلى 58 درجة مئوية خصوصا مع وجود الرطوبة العالية التي ستصيب الإنسان بالاختناق، ولذلك يجب أخذ الحذر وعدم الخروج في فترة الظهيرة خشية التعرض الى الجفاف والعرق الكثير من شدة الرطوبة والتعرض لضربة الشمس خصوصا وأن الجو سوف يخلو من الغبار الذي هو في العادة يخفف من أشعة الشمس الساقطة على الأرض في هذه الأيام.
كما يجب أخذ الحذر بأنه خلال هذه الفترة ستكثر حركة الزواحف الضارة والحشرات بمختلف أنواعها وتنتشر بشكل كبير خصوصا خلال فترة الليل بسبب ازدياد نسبة الرطوبة وعلى وجه التحديد في المناطق الساحلية فعلى الجميع والمتواجدين في تلك المناطق اتخاذ كل سبل الحيطة والحذر.