أعلن رئيس رابطة أطباء الأنف والأذن والحنجرة والرأس والرقبة الكويتية د.تميم العلي انتشار التهابات وأمراض الأنف والأذن والحنجرة التي تتصل ببعضها تشريحيا وتصاب بشكل متلازم في الغالب مع عودة المدارس ودخول موسم الشتاء.
وقال العلي في تصريح خاص لـ «الأنباء»: في هذا الموسم نجد الفيروسات والبكتيريا التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي والمتمثل بالتهاب اللوزتين ولحمية البلعوم الأنفي، علما أن هذا النوع من الالتهابات يصيب غالبا الاطفال من سن الحضانة حتى 10 سنوات تقريبا نتيجة لاختلاطهم بأقرانهم في المدرسة، وأسبابه فيروسية بشكل كبير ولكن البكتيريا أيضا لها دور، ولأن اللوزتين خط الدفاع المناعي الأول في الفم فإنها تقاوم الميكروب، ولكن إن تكررت الالتهابات فتضعف وتفقد عملها لتكون سببا للمرض أكثر من النفع.
وحول الأعراض، ذكر انها تكون على شكل إفرازات مخاطية من الأنف والحلق مع ارتفاع حرارة الجسم وإرهاق وتغير في الصوت واحيانا صعوبة في التنفس أثناء النوم مما ينتج عنه النوم المتقطع والذي يؤثر على الشخص أثناء النهار وعدم القدرة على مزاولة الأنشطة اليومية وخصوصا الدراسة، وقلة الشهية والتي تؤدي الى نقص الوزن لدى الأطفال، حيث يجب مراجعة الطبيب ان استمرت هذه الأعراض للتشخيص المبكر وتجنب المضاعفات.
أما بالنسبة لالتهاب الأذن الوسطى، فأوضح انه يأتي مصحوبا بالتهاب اللحمية واللوز ويكون على شكل ألم حاد بالأذن وحرارة وضعف بالسمع، ويحدث نتيجة انسداد قناة «استاكيوس» التي تصل الأنف بالأذن بسبب الالتهابات وتضخم اللحمية، ومن الممكن ان تؤدي الى تجمع سوائل خلف الطبلة وتكون بيئة خصبة للميكروبات وفي بعض الأحيان يخرج السائل عن طريق انفجار الطبلة إذا لم يعالج بالوقت المناسب، أو يكون تجمع السوائل فقط أو بشكل مزمن من غير ألم ويؤثر على التحصيل اللغوي والنطق لدى الأطفال ما قبل سن المدرسة، ناصحا بالتدخل السريع لمثل هذه الحالات، حيث تشير الدراسات إلى ان 80% من الأطفال في سن ما قبل المدرسة يعانون من التهاب الأذن الوسطى وتحصل لهم ولو مرة واحدة خصوصا من يذهب للحضانة ويختلط بالمصابين، وفي حال التكرار أو عدم الاستجابة للعلاج يجب مراجعة طبيب الأنف والأذن والحنجرة للتشخيص وعمل فحص السمع واحتمالية التدخل الجراحي لسحب سوائل الأذن الوسطى وتركيب أنابيب التهوية وإزالة اللحمية.
وفيما يخص مشاكل السمع في الأطفال، أشار العلي إلى انها كثيرة ويجب الانتباه إليها مبكرا، حيث إن غالب الأطفال لا يعرف ان يعبر عنها إلا إذا كبر قليلا، لافتا إلى ان ضعف السمع لدى الأطفال يعد شائعا نسبيا، ويعاني نحو 1.9% من الأطفال من مشاكل بالسمع، ويوجد ضعف دائم في السمع عند أكثر من طفل واحد من كل 1000 خضعوا للفحوصات.
ولفت إلى أن ضعف السمع يحدث لسببين رئيسيين اما توصيلي أو ضعف بالعصب، الأول يكون بسبب وجود شمع يسد قناة الأذن الخارجية، أو التهابات الأذن أو الأذن الوسطى وثقب الطبلة، أو تصلب عظيمات الأذن الوسطى أو تشوه في الأذن الخارجية مثل انسداد القناة او عدم تكون او قصور في شكل الصيوان، اما الحسي العصبي فيكون وراثيا او نتيجة لأسباب أخرى مثل مشاكل في حمل الأم أو أثناء الولادة او الصفراء.
وشدد على ضرورة عمل المسح السمعي المبكر أثناء الولادة لاكتشاف المشكلة من البداية والتشخيص الدقيق ومن ثم التدخل المبكر ووضع الخطة العلاجية اللازمة من علاج للضعف التوصيلي او مساعدات سمعية أو زراعة قوقعة إن لزم الأمر فيما بعد والتي بدورها تساعد على السمع وتتجنب اي تأخير في تطور النطق واللغة ومستوى التواصل وعدم العزلة الاجتماعية وصعوبات نفسية.