وأعلنت جبهة تحرير شعب تيغراي في نهاية الأسبوع سيطرتها على مدينتي ديسي وكومبولشا الاستراتيجيتين،على مسافة 400 كيلومتر شمال أديس أبابا.
في الوقت نفسه أعلن جيش تحرير أورومو الذي تحالف في أغسطس (آب) مع الجبهة، أنه دخل إلى مدن عدة في جنوب كومبولشا بينها كيميسي، 320 كيلومتراً من أديس أبابا.
ورداً على سؤال عن احتمال دخول العاصمة الإثيوبية، قال المتحدث باسم جيش تحرير أورومو أودا طربي: “إذا استمرت الأمور بالحيوية الحالية فستكون مسألة أشهر، إن لم يكن أسابيع”.
وتؤكد هذه التصريحات ما قاله التحدث باسم الجبهة غيتاشيو رضا في يوليو (تموز)، الذي قال:”إذا اضطررنا للسير إلى أديس أبابا، لحماية تيغراي فسنفعل ذلك”.
وأكد طربي أن مقاتلي جيش تحرير أورومو وجبهة تحرير شعب تيغراي “انضموا إلى بعضهم وهم على تواصل مستمر”، مؤكداً أن سقوط رئيس الوزراء أبيي أحمد أمر “محسوم”.
ولكن بسبب قطع الاتصالات في جزء كبير من شمال إثيوبيا حيث فرضت قيود كبيرة على دخول الصحافيين يصعب التحقق بشكل مستقل من المواقع على الأرض.
نفي حكومي
وتنفي الحكومة أي تقدم للمتمردين لكنها أعلنت حالة الطوارئ الثلاثاء في كل الإقليم، بينما طلبت سلطات أديس أبابا من السكان تنظيم صفوفهم للدفاع عن العاصمة.
واتهم أبيي أحمد تحالف المتمردين بتحويل إثيوبيا إلى ليبيا، أو سوريا. وقال: “إنهم يريدون تدمير بلد وليس بناؤه” داعياً السكان إلى الاتحاد في مواجهة “الإرهابيين”.
في إطار حالة الطوارئ التي يفترض أن يصادق عليها البرلمان اليوم الأربعاء، ستتمكن السلطات من تجنيد “أي مواطن في سن القتال ويملك سلاحاً” أو تعليق وسائل الإعلام التي يشتبه في أنها “تقدم دعماً معنوياً مباشراً أو غير مباشر” لجبهة تحرير شعب تيغراي، حسب ما أوردت وسيلة الإعلام الرسمية “فانا برودكاستينغ كوربوريت”.
وفي أديس أبابا، أكد السكان القلقون، دعمهم للحكومة اليوم الأربعاء.
وقال أزميراو برهان: “إنهم أعداء لإثيوبيا ويجب إزاحتهم ومن أجل ذلك، يجب أن نتعاون جميعاً مع حالة الطوارئ”.
ووصف غيتاشو رضا الإجراءات بـ “تفويض مطلق لسجن عناصر جبهة تيغراي أو قتلهم”. وكتب على تويتر “فيما أصبح النظام على وشك الانهيار، يطلق أبيي ومساعدوه أجواء رعب وانتقام”.
وبدأ النزاع في تيغراي في نوفمبر(تشرين الثاني) 2020. وشهد تحولاً كبيراً في الأشهر الأخيرة.
وأعلن أبيي أحمد صاحب جائزة نوبل للسلام في 2019 الانتصار في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) بعد إرسال الجيش إلى المنطقة، لطرد السلطات المنشقة من جبهة تحرير شعب تيغراي، التي اتهمها بمهاجمة قواعد عسكرية فدرالية.
وفي يونيو (حزيران) استولى مقاتلو الجبهة على الجزء الأكبر من المنطقة.
وسحبت الحكومة قواتها وأعلنت وقف إطلاق النار من جانب واحد في 28 يونيو (حزيران) لكن المتمردين واصلوا هجومهم في منطقتي عفر وأمهرا، المجاورتين.
انتهاكات
تخللت النزاع الدائر منذ عام روايات عن انتهاكات، ومجازر، وجرائم اغتصاب، وغيرها خاصةً ضد مدنيين، وغرق الشمال الإثيوبي في أزمة إنسانية خطيرة يواجه فيها مئات الآلاف خطر المجاعة، وفق الأمم المتحدة.
ونددت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشال باشليه اليوم الأربعاء بـ”وحشية قصوى” في النزاع بإقليم تيغراي خلال عرضها نتائج تحقيق مع الإثيوبيين وخلص إلى احتمال وقوع جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها كل الأطراف.
وأكدت باشليه في جنيف، أن “خطورة الانتهاكات التي رصدناها تؤكد ضرورة محاسبة المسؤولين عنها مهما كان المعسكر الذي ينتمون إليه”.
وفي تكثيف للضغوط الدولية، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الثلاثاء، إلغاء امتيازات تجارية لإثيوبيا بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان في حملتها العسكرية في إقليم تيغراي.
وشدد المبعوث الأمريكي الخاص إلى منطقة القرن الإفريقي جيفري فيلتمان، أمس الثلاثاء، على أن واشنطن تعارض “تقدّم جبهة تحرير شعب تيغراي إلى أديس أبابا وكل محاولة منها لمحاصرة أديس أبابا”.
ومساء الثلاثاء جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدعوة إلى “وقف فوري للمعارك وإلى إتاحة وصول المساعدات الإنسانية الضرورية لإنقاذ الأرواح دون عوائق، وإقامة حوار وطني يشمل كل الأطراف لحل هذه الأزمة وإيجاد أسس للسلام والاستقرار في كل أنحاء البلاد”.
وأعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن “قلقه” من إعلان حال الطوارئ، مشدداً على أن الأمر سيدفع بالبلاد أكثر فأكثر، نحو الحرب الأهلية.