شاركت طالبتان كويتيتان للمرة الأولى في فعاليات (محاكاة الأمم المتحدة) الشبابية مع مئات من الطلبة من مختلف دول العالم للانخراط في تجربة العمل الدبلوماسي العالمي والتعرف على آليات منظمات الأمم المتحدة وكيفة معالجة التحديات الدولية.
وتقلدت الطالبتان هيا الأحمد وعالية جحيل دور سفيرتا فرنسا في أعمال نموذج روما لمحاكاة المنظمة الدولية الذي انطلقت مساء امس بمقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) حيث تولى الطلاب الذين يشاركون من ايطاليا وعدد من بلدان العالم الأعضاء في المنظمة الدولية في محاكاة المناقشات الدبلوماسية في اللجان والمحافل الدولية.
وحضر سفير دولة الكويت الشيخ علي خالد الجابر الأحمد الصباح وحرمه حفل افتتاح المحاكاة التي تستمر أعمالها حتى ال17 من مارس الجاري كضيف شرف الى جانب عدد من السفراء وكبار المسؤولين في الأمم المتحدة ومن الحكومة الايطالية والمعاهد الدبلوماسية والاستراتيجية ممثلي عدد من المؤسسات الاعلامية العالمية.
وقال الشيخ علي الخالد في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) بهذه المناسبة ان الكويت أول دولة عربية تشارك في الفعالية العالمية الشبابية للأمم المتحدة حيث سارعت السفارة للاستجابة لدعوة منظمة (شباب حول العالم) ووزارة الخارجية الايطالية.
وأكد حرصه وحرص السفارة على اتاحة الفرصة عبر ‘وصلة’ خاصة على موقعها لمزيد من الطالبات والطلبة الكويتيين للمشاركة الدائمة والنشطة في هذه المبادرة السنوية الهادفة الى توعية الأجيال الشابة حول العالم عبر الخبرة المباشرة بالنظام العالمي ومنظومة الأمم المتحدة متعددة الأطراف والتفاهم والتعاون في التعامل مع القضايا المشتركة.
وأشار الى أنه اضافة لهذا النشاط الذي يشكل نموذجا مصغرا لعمل الأمم المتحدة يوسع مدارك ونظرة الشباب للنظام العالمي فان السفارة ستشجع أبناء وبنات الكويت للانخراط في مزيد من الأنشطة التي تشمل مجالات عديدة أخرى كالفنون والثقافة والرياضية التي يختارون الالتحاق بها وذلك بالتنسيق مع المؤسسة المعنية بهذه المبادرات.
وأوضح أن سفارة دولة الكويت تحرص على تحفيز شباب الكويت وتقدم لهم كافة التسهيلات والتشجيع على الانفتاح بالمشاركة والاستفادة من هذه الفعاليات العالمية وذلك على ضوء التوجيهات السامية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه للاهتمام الخاص والعناية بالأجيال الصاعدة بناة المستقبل.
وأشاد الشيخ علي الخالد بالنجاح والاهتمام الكبير الذي أحاط بأعمال شباب المشاركين معربا عن اعتزازه بحماس الذي شاركت به ‘السفيرتان’ هيا الأحمد وعالية جحيل اللتان اختيرتا لشغل مقعد فرنسا في المؤتمر العام الذي ناقش قضايا الأمن الغذائي والتغير المناخي وطائفة من القضايا الدولية الراهنة.
ومن جانبها قالت رئيسة مؤسسة (شباب في العالم) المنظمة لهذه المبادرة البروفيسورة دانييلا كونتي ل(كونا) ان (نموذج روما للأمم المتحدة) الذي ينعقد لعامه الخامس على التوالي عبارة عن ‘محاكاة دبلوماسية يشارك فيها هذا العام 1500 من الشباب الذين يقومون بدور السفراء الذين سيحاولون التوصل لحلول للمشكلات العالمية الملحة’.
وأوضحت أن هدف هذه المبادرة التي ترعاها منظمات الأمم المتحدة في روما ووزارة الخارجية الايطالية هو انخراط الشباب في البعد الدولي وتفتيح مداركهم كي يعوا أن التعامل مع عالم اليوم يحتاج لمنهج متعدد الثقافات يستلزم تفهم منطق الآخر وتعلم أن التفاوض هو مفتاح أسلوبنا في الحياة.
وحول مشاركة فتيات الكويت أكدت كونتي ‘اننا فخورون بانضمام مزيد من البلدان المشاركة كل عام لاسيما مشاركة الكويت هذا العام تتسم بأهمية خاصة’ معتبرة ان زيادة انضمام الشباب الكويتي لهذا الحدث ‘يشكل لنا قيمة مضافة أساسية’ نظرا لقرب العالم العربي الثقافي والجغرافي من ايطاليا.
ونوهت رئيسة النموذج الأممي بالحماسة التي يبديها الشباب والشابات المشاركون في التعامل الايجابي المجرد مع القضايا الدولية لافتة الى أن نسبة الفتيات المشاركات تصل الى نحو 60 في المئة ‘وهن أكثر اقبالا ورغبة في اثبات الذات ربما لكون النساء ما زلن أقلية في عالم الدبلوماسية’.
وبدوره أكد مدير المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية الايطالي ماسيمو بالدي الذي تولى ادارة جلسات امس في حديث مماثل ل(كونا) أهمية هذه المبادرة الناجحة في زيادة حساسية الشباب وشعورهم بالقضايا العالمية التي تحيط بهم وكذلك فهم الآليات التي يتعامل معها المجتمع الدولي في اطار متعدد الأطراف والاقتراب من تقنيات العمل في الدبلوماسي في الأمم المتحدة.
وشدد على أهمية مشاركة بلد يتسم بأهمية دولية خاصة وبارزه كالكويت في هذه الفعالية التي ستتيح للشباب الكويتي الذي يشارك بتلك المحاكاة والتي يشارك في ادارتها كبار مسؤولي الأمم المتحدة فرصة للمعرفة الأعمق التي ربما تؤهلهم أن يمثلوا بلدهم كدبلوماسيين ناجحين في المستقبل.
وتشهد فعاليات نموذج روما للأمم المتحدة هذا العام محاكاة أعمال الجمعية العامة للمنظمة الدولية ومجلس الأمن الدولي ومنظمة الأغذية والزراعة ومحكمة العدل الدولية ومجس الأمم المتحدة لحقوق الانسان ومجلس الاتحاد الأوروبي والاتحاد الدولي للاتصالات.
وتم تصميم البرامج التدريبية لنموذج الأمم المتحدة كي يتعلم الطلاب المشاركون عن طريق لعبة المحاكاة كيفية عمل الأمم المتحدة حيث يرمي هذا البرنامج ‘القائم على الخبرة المعاشة’ الى ايجاد حلول مشتركة وفعالة للقضايا المدرجة على جدول الأعمال وذلك بالتوقيع التوقيع والموافقة على عدد من القرارات التي يصدرها نموذج روما الذي أصبح أحد أكبر عمليات محاكاة الأمم المتحدة في العالم.
يذكر انه شارك في حفل انطلاق أعمال محاكاة الأمم المتحدة المندوب الدائم لدولة الكويت لدى الفاو المهندس يوسف جحيل والمندوبة المناوبة الشيخة منار صباح الصباح.