أصدرت حركة العمل الشعبي “حشد” بيانًا تؤكد فيه بأن التعاطف والتضامن لا يكفيان للتعبير عن رفض ما حدث تجاه الزميل سعد العجمي بعد خطفه وتهجيره قسرًا إلى السعودية، وتساءلت في البيان ما الذي تنوي فعله وزارة الداخلية تجاه الشعب بعد هذا القرار التعسفي؟
وجاء نص البيان كالتالي:-
يقول المولى عز وجل “إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذابٌ أليم” الشورى 42
كم هو محزنُ للشعب ومخزٍ للسلطة ما فعلته وزارة الداخلية مع الأخ سعد العجمي قبل يومين، فالعمل غير الأخلاقي والمنافي للقانون والدستور يحمل أبعاداً خبيثة ويعبر عن أنفس حاقدة.
لقد فقد سعد العجمي جنسيته ظلماً وحرصوا على تهجيره قسرياً من وطنه حتى يُفَوتوا عليه أي فرصة لاستعادة جنسيته وفقا للمادة 11 من قانون الجنسية حيث أن سعد العجمي فقد جنسيته ظلماً وبهتاناً بعيداً عن القانون وتطبيقاته وبفعل انتقامي شرير وحرصوا بهذا الفعل الخبيث والذي لا يوجد إلا في أذهانهم المريضة بحرمانه ورغما عنه من استمرار تواجده بالكويت بعد قرار الفقد لمدة سنة كاملة دون انقطاع ليستعيد الجنسية بشرط أن يقضي مدة سنة كاملة في الكويت من تاريخ الفقد غير المشروع . ومعلوم للسلطة أن سعد العجمي قد طعن على قرار فقده الجنسية أمام القضاء وبالتالي لا يفسر تهجير سعد إلا اعترافا من وزارة الداخلية بضعف موقفها حول موضوع جنسيته وعلمها المسبق بعدم مشروعية القرار وإلا ما هذا الخوف من مواجهة مواطن أعزل في ساحات المحاكم والدفاع عن قرارها. فتعلم السلطة حجم التمادي في مخالفة الدستور الذي انتهكته في قضية سعد العجمي وغيره من أبناء الكويت وكذلك مخالفتها لإتفاقية حقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص للحقوق المدنية والسياسية بتجريد سعد من جنسيته بسبب مواقفه السياسية ومن ثم رميه خارج حدود الدولة التي لا يعرف أي انتماء سوى الانتماء إليها.
إن مخطط تدمير البلد والهيمنة على قراراتها وابتلاع ثرواتها تم من خلال التحالف المشبوه بين السلطة المتهورة ورأس المال الجشع، فلقد انتهت بالنسبة لهم مرحلة اختطاف المؤسسات ودشنوا الآن بتحالفهم المشبوه مرحلة اختطاف الإنسان ورميه خارج الحدود بفعل غير مسبوق في تاريخ الحياة السياسية الكويتية عبر تشريد الأسر الكويتية وتقسيمهم عبر الأقاليم.
ولقد تعدى الأمر كل حد بعد أن حطمت وزارة الداخلية كل القواعد القانونية والأخلاقية بتعمدها إذلال الناس، وحبسهم وضربهم، وإنتزاع جنسياتهم.
لنشهد بعد ذلك كله عملية تهجير غير مسبوقة لمواطن وتهجيره عن بلده سبقها عملية اختطاف رسمي من قبل عناصر أمن الدولة على نحو يهدد السلم الإجتماعي وشعور الأفراد بالاستقرار.
فما هي الخطوات التالية التي تنوي وزارة الداخلية القيام بها بعد دخولها مرحلة اختطاف الناس وتهجيرهم؟
إن تعطيل أحكام الدستور وغياب العدالة الاجتماعية وإيذاء الناس والتعدي على حرياتهم وحقوقهم بكل الوسائل جاء بعد استحواذ مجموعة من التجار المعلوم لدى المجتمع فسادهم ورغبتهم المريضة في السيطرة على مفاصل القرار في الدولة لمصلحتهم على حساب مصلحة المجتمع ونهبهم للثروات مما ينذر بخطر سقوط الدولة وسلطاتها بيدهم والتحول لمنهج العصابات مما سيلحق بالمجتمع الكويتي بأفدح درجات الضرر.
وكل هذا ما كان له أن يتم لولا التعدي الصارخ على الدستور والتحالف المشبوه بين السلطة وتجار الفساد والإفساد.
إن ما يخفف وطأة الألم وشدة القهر هو تلك الوقفة العامة والتضامن الشعبي العارم مع الأخ سعد العجمي.
إن هذا التعاطف والتضامن لا يكفيان إطلاقا فلا بد للشعب من الدفاع عن حقوقه وكرامته وثرواته وأن يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، وأن يعملوا على إيقاف السلطة عند حدها ومعها حلفاؤها الفاسدون الذين زحفوا زحف الثعابين تحت أجنحة الظلام لوضع يدهم على القرار.