أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة محمد الصقر، أن الرئيس السابق للغرفة علي الغانم، لعب دوراً كبيراً في تأسيس الاقتصاد الكويتي.
كلام الصقر أتى على هامش تكريم الغانم من قبل «الغرفة» في حضور رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وحشد كبير من أعضاء الغرفة وكبار الشخصيات الاقتصادية في البلاد.
وقال الصقر لـ «الراي»: علي الغانم قدم الكثير للاقتصاد الكويتي طيلة تواجده في غرفة التجارة.
من ناحيته، أكد علي الغانم أن التجارة الحرة أو الحرية الاقتصادية هي التفسير التأريخي لنشوء المجتمع الكويت وقيام دولته الفتية على تربته الزكية.
وقال في كلمته التي ألقاها بمناسبة حفل تكريمه من قبل الغرفة إنه لم تكن علاقة الكويت والكويتيين بالتجارة مقتصرة على الكسب المعيشي بل كانت بمثابة ارتباط عضوي تفاعلت فيه طبيعة المكان مع سجية السكان، ما نشأ عنه مجتمع كويتي متكافل.
وأفاد بأن تجديد العلاقة بين الكويت والتجارة وفق تقنيات العصر واقتصاديات المعرفة يعد توظيفاً حديثاً للمزايا النسبية التنافسية لرقعة الكويت الجغرافية.
وفي تصريح لـ «الراي»، قال علي الغانم: ما شهدته من تكريم ليس جديداً على الكويتيين.. وأعجز عن التعبير عما يعنيه لي.
التعليم
وأوضح أن انخفاض مستوى التعليم في الكويت أخطر من انخفاض سعر برميل النفط او معدل دخل الفرد.
وتابع الغانم خلال حفل تكريمه أن المواقف الوطنية للغرفة وآرائها الصريحة العلمية في ميادين التشريع والتوعية والإصلاح والتنمية محل اعتزاز وتقدير.
النشاط التجاري
وأكد الغانم أن الدور المفصلي، في النشاط التجاري، وفي نشوء المجتمع الكويتي، وفي بناء قواعد نهضته الاقتصادية، وبلورة ثوابته المجتمعية ورسم محدداته السياسية، يؤكد حقيقة مهمة، هي أن لتجار الكويت في التعبير التاريخي الأصيل، أو للقطاع الخاص في المفهوم الحديث، دوراً رئيساً في قيام الدولة وبنائها.، وتطورها ونمائها.
وأضاف «لئن خفتت أضواء التجارة بعض الخفوت، وتواري دور القطاع الخاص بعض التواري، نتيجة هيمنة منتجات النفط، وسيطرة رأسمالية الدولة، فإن كل المؤشرات تؤكد أن المشروع الإصلاحي، لمستقبل الكويت الإقتصادي، إنما يقوم على الحرية الاقتصادية، والاستقلالية التجارية، المحصنة بالكفاءة، والمحروسة بالعدالة».
وتابع «يقوم على القطاع الخاص، القادر على النهوض بمسؤوليته التنموية، والملتزم بواجباته الاجتماعية».
«البلدوزر»
من ناحيته، قال استشاري غرفة التجارة والصناعة ماجد جمال الدين «كنا نلقب العم علي الغانم مع أعضاء مجلس إدارة الغرفة بال»بلدوزر” بسبب نشاطه وحزمه في العمل.
وأضاف جمال الدين: سأفتقدك، ولا أعتقد أن رجل أعمل مثله سيتقاعد. مردفا بالقول: «قد تبدل الجياد او تخفف السرعة ولا أعتقد انك ستترجل».
مرزوق الغانم: فخور بتكريم الوالد
أبدى رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم سعادته وفخره بالحضور الكبير الذي شهد تكريم والده علي الغانم.
وقال «إنه يوم خاص للوالد ولي وللجميع وأشكر الأخ محمد صقر وأعضاء وإدارة الغرفة على هذا التكريم»، لافتاً إلى أن الوالد نشأ وترعرع بالغرفة وشل عضويتها حتى رئاستها.
وأضاف «لا يمكنه الانفصال عن هذه المؤسسة فهو يعيش داخلها وتعيش داخله».
فوزية الخرافي: شهادتي مجروحة
من ناحية قالت، فوزية الخرافي لـ «الراي» إن شهادتي مجروحة في «أبو مرزوق» وأنا أعرف كل ما قدمه من جهود لخدمة الكويت والاقتصاد.
وأضافت «شكراً لكل من حضر هذا التكريم الأسطوري والله يحفظه لنا وللكويت».
كلمة الصقر بحفل التكريم:
قال الصقر في كلمته إن واجبي تجاه من نحتفي به ونحتفل من أجله، أن أتحدث عن علاقة الزميل الكريم «أبو مرزوق» بغرفة تجارة وصناعة الكويت، التي اختارها منطلقاً طبيعياً لعمله الاقتصادي العام، فانضم إلى مجلس إداراتها سنة 1981، وتدرّج في مواقعه إلى سنة 2004، حين اهدته الغرفة رئاستها بالتزكية والاجماع، إلى أن أعاد إليها أمانتها سنة 2020، رغم كل محاولات زملائه في أن يثنوه عن ذلك.
وأضاف «لقد كانت مرحلة رئاسة الأخ علي الغانم بمثابة الجسر الذي انتقلت عبره الغرفة من جيل المؤسسين الى جيل المخضرمين. وكان لشخصيته الجريئة المنفتحة دور كبير في أن يأتي هذا الانتقال باسلوب ولا أرقى، وتواصل ولا أقوى. فعرفناه حازماً بلا تعسف، حاسماً بلا تردد، صريحاً دون تجريح، وديبلوماسياً حين يغني التلميح عن التصريح، إذ نسج في الأصالة والايثار والالتزام على منوال من سبقه. ومهَّد الطريق واسعاً لمن يأتي بعده لتطوير يواكب روح العصر في تحديث الوسائل، وتوطين الوظائف، والانحياز بحماس للعلم والتقدم والمستقبل».
وتابع بأنه بعد هذا كله، أشعر أن من الصعب عليَّ، ومن الظلم لك، أن أتجاوز أموراً ثلاثة: أولها، أنك حفظت لغرفة تجارة وصناعة الكويت ما سجّلَتْه دائماً من حضور مميز، ومؤثر، وبالغ الاحترام، في الأوساط والمنابر الاقتصادية العربية والعالمية، من خلال مشاركتها الفاعلة في منظمات العمل والتجاره، وفي الغرفة الدولية، والغرفة الاسلامية، واتحاد الغرف العربية، واتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مجالس ادارة الغرف العربية الأجنبية المشتركة، وهذه ظاهرة رائعة ومستمرة تضع على عباءة الكويت أوسمة دولية واقليمية رفيعه.
وأشار إلى أن الأمر الثاني، هو جهود الغرفة واجتهاداتها الجادة والمخلصة والجريئه في الدعوة الى الإصلاح الاقتصادي بكل أبعاده. وهي الدعوة التي كنتَ تحرص دائماً على أن تؤكد فيها العلاقة العضوية الوثيقة بين التنمية والتعليم. فالانسان الكويتي هو منطلق التنمية وهدفها، وانخفاض مستوى التعليم هو أهم وأخطر التحديات التي تواجه الكويت ومستقبلها.
وقال إن الأمر الثالث الذي يصعب عليَّ أن أتجاوزه، أن «ابو مرزوق» أصيلُ الانتماء العربي بقدر ما هو أصيل الهوية الكويتية. ورغم كل ما اعترى العروبة من وهن وتفكك، وما ارتكب في حقها من خطايا وأخطاء، مازال مهموماً بقضاياها، واثقاً من اشراقة فجرها مهما طال ليلها.
وتابع «الأخ الزميل أبومرزوق، لقد عُرضت الأمانة التي خلعتها عن كتفك، فأبى أن يحملها من كان أحق بها وأجدر بادائها. وكنتُ ظلوماً جهولاً فأقبلتُ عليها، لأدرك من اللحظة الأولى، كم أرهقت نفسك، وكم أتعبت من أتى بعدك، ولأعرف، من المهمة الأولى، كم هو شاق المضي في نهج المؤسسين، وكم هو شقي من ينحرف عنه. غير أن ما جعلني أقبلُ على هذه المسؤولية هو أملي بتوفيق الله عز وجل، وتطلعي الى استمرار دعم ورعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه، والى تواصلٍ تشجيع سمو ولي العهد وفقه الله – للقطاع الخاص ودوره، وما جعلني أقبل على هذه المسؤولية معرفتي بتفهم مجلس الأمة الموقر وأهدافه الوطنية، وثقتي بصدق جهود سمو رئيس مجلس الوزراء الاصلاحية. وما يشجعني على مواصلة السير في هذا الطريق، أنك معنا وبيننا، نعود اليك، ولا تضن علينا».
واختتم بقوله، يشرفني – أخي «أبو مرزوق» – أن أنقل إليك مشاعر زملائك أعضاء مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت، الذين أعربوا عن أسفهم العميق لاصرارك على اعادة الأمانة إليهم. وعن ثنائهم الصادق على ما أبليت من اخلاص واقتدار، وعلى ما أبديت من جرأة والتزام، كما عبّروا عن اعتزازهم الشديد بما ساهموا به في خدمة الاقتصاد الكويتي في ظل رئاستك.
وأضاف أما أنتم، حضورنا النبيل الكريم الذي شرّف احتفالنا وأثرى احتفاءنا، فأتوجه الى كل واحد منكم بالتحية والود والامتنان، وأخص بالترحيب والتقدير والعرفان أخواننا الذين وفدوا إلينا من خارج الكويت، ضيوفاً كراماً أعزاء.
كلمة علي الغانم:
وقال الغانم في كلمته «ضيوفنا الأجلاء،، وإخواننا الأعزاء، تتزاحم أمام عيني، وفي سماء ذهني، دلالات زاهية من التعبير الزاهر، وأطياف حائمة من ذكريات الماضي الغابر، وألوان باسمة من أماني المستقبل والحاضر، وجميعها تلح أن ينالها التعبير والبيان، وأن يجري بها اللسان والبنان، وأنا بينها، نهب لها، لا أدري ما آخذ منها وما أدع، ويضيق بها وقتي وإن اتسع».
وأضاف «إن هذه اللحظات التي أسعد بوقوفي فيها أمامكم، وأژ بالحديث بها لكم، لحظات نادرة في حياتي، سارية في نبضاتي، ممازجة لومض خواطري، مخالطة لنبض مشاعري، هي كل ذلك، وهي لا غرو أن تكون كذلك، فالمضيف الذي بكرمه غمرني، هو مؤسسة المجتمع المدني، الأبعد تأريخ وأصالة، والأسرع إقبالا على الحداثة، هو المؤسسة التي عملت فيها ومعها ولها، قرابة أربعة عقود لم أوقها فيها حقها، والتي رغم مغادرتي لها، أشعر أني ما زلت أعمل بها، وأني لم أغادر قط ساحتها.
وتابع «والحضور في هذا الاحتفال، ليسوا – فقط هذه النخبة الكريمة التي جمعها اليوم دفء المحبه ونبل الوفاء ورق التقدير من الرجال، بل هم. أيضا – أولئك الرواد الراحلون أشباحة، الباقون أرواحة، الذين تركوا بعد رحيلهم، مضيء مآثرهم، ووضيء آثارهم.
وأضاف «والزمان على المستوى العالمي، حرج واستثنائي، تتسابق فيه المتغيرات المقلقة، وتتلاحق الأحداث المؤرقة، وتغشى العالم فيه مخاوفك صراع مجنون، ونزاع مفتون، يذكي الغرور نازه، وتلهب الغطرسة أواره، ويعلو وجة وطني منه کدر وزهق، وتوجس وقلق، يرسمه إصلاح قاصر، وفساد ظاهر».
وقال الغانم إنه من أجل ذلك، وغير ذلك، أو فيما يلي من كلام، أن أتناول بعض ما هو جدير بالاهتمام، مما يتواءم مع المناسبة وظرفها، ويتلاءم مع اهتمام الضيف والمضيف بها، مشيرا غلى أن التجارة الحرة، أو الحرية الاقتصادية، هي التفسير التأريخي، لنشوء المجتمع الكويتي، وقيام دولته الفتية ن على تربته الزكية.
ولفت إلى أن «العتوب، عندما حطوا رحالهم، وأناخوا رواحلهم، على هذه الرمال المشرقة بأمجاد الأمس، والمتألقة بأشعة الشمس، إنما اكتشفوا العبقرة التجارية للموقع، والأهمية الاقتصادية للموضع، فوظفوا انفتاح الميناء، وانسياح الصحراء، خطا تجاريا، وممرة اقتصادية، يربط الجزيرة العربية وما وراءها، ببلاد الشام وما بعدها، كان هو الأكبر في المنطقة كلها، والأوسع أثرا في النفع لها، بنوه بخبراتهم وأيديهم، وقادة النواخذه والبحاره من رجالهم، فوصلوا به إلى الهند وسيلان، وشرق أفريقيا واليمن وغمان».
وأكد الغانم «لم تكن علاقة الكويت والكويتيين بالتجارة، مقتصرة على الكسب المعيشي، بل كانت بمثابة ارتباط عضوي، تفاعلت فيه طبيعة المكان، مع سجية السكان، فنشأ عنه مجتمع كويتي متكافل، متميز متكامل، يتم بالإيمان العميق، والترابط الوثيق، والتسامح والتآلف، والتعاون والتكاتف، والانفتاح الحضاري، والازدهار الثقافي، والفطرة المبدعة للحلول الوسط، البعيدة عن التفريط والشطط، بل أكاد أجزم أن ما التزم به الكويتيون في تجارتهم، من خلق وأمانه، ونبل واستقامة، ومن بذل وكد، واجتهاد وجد، وما فرضته عليهم حياة البحر بتقلباتها، وشعاب الصحراء بتنوعها، من استقلالية في الفكر والنظر، وتضامن في مواجهة الشدة والخطر، كانت هي العوامل التي رسخت مفاهيم الحرية في مجتمعهم، وأسس العدالة في دولتهم.
وشدد على أن هذا الدور المفصلي، في النشاط التجاري، وفي نشوء المجتمع الكويتي، وفي بناء قواعد نهضته الاقتصادية، وبلورة ثوابته المجتمعية ورسم محدداته السياسية، يؤكد حقيقة مهمة، هي أن «لتجار الكويت، في التعبير التاريخي الأصيل، أو «للقطاع الخاص» في المفهوم الحديث، دورا رئيسا في قيام الدولة وبنائها.