تصاعدت الدعوات لمقاطعة البضائع الهندية في البلاد العربية والإسلامية، فيما نددت العديد من الدول بالأساءة الصادرة عن مسؤولين في الحزب الحاكم في الهند للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وتوالت الإدانات في العالم العربي والاسلامي احتجاجا على التصريحات، حيث اعتبر الأزهر الشريف في بيان أن التصريحات تمثل «الإرهاب الحقيقي بعينه الذي يمكن أن يدخل العالم بأسره في أزمات قاتلة وحروب طاحنة، ومن هنا فإن على المجتمع الدولي أن يتصدى بكل حزم وبأس وقوة لوقف مخاطر هؤلاء العابثين».
كما ادانت هيئة كبار العلماء، أعلى هيئة دينية سعودية امس، بشدة التصريحات الصادرة عن نوبور شارما المتحدثة باسم حزب «بهاراتيا جاناتا» الهندي من إساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ودعت الهيئة، في بيان صحافي، المسلمين إلى التعريف بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم وما احتوت عليه رسالته الخالدة، وسيرته العطرة، من خير وبر ورحمة للناس أجمعين، مشيرة إلى أن القيام بذلك هو أبلغ رد على من يحاول أن يسيء إلى جنابه.
وأعربت سلطنة عمان امس عن استنكارها للتصريحات المسيئة، مشيرة إلى أن مثل هذه التصريحات والحوادث لا تخدم علاقات التعايش السلمي بين المكونات الدينية وتؤجج الرأي العام.
وأوضحت وكالة الأنباء العمانية أن ذلك جاء خلال لقاء وكيل وزارة الخارجية للشؤون الديبلوماسية في سلطنة عمان الشيخ خليفة بن علي بن عيسى الحارثي مع سفيرة الهند لدى السلطنة أميت نارنغ.
وأكد الحارثي رفض سلطنة عمان المساس بالرموز الدينية كافة، مجددا التأكيد على تمسك سلطنة عمان بثقافة التسامح والتعايش ومجابهة الكراهية واحترام المعتقدات والأديان، معربا عن ترحيب بلاده بالبيان الذي أصدره الحزب الحاكم في الهند والذي أعلن فيه إيقاف المسؤول عن هذه التصريحات المسيئة.
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي د.نايف الحجرف في بيان عن «شجبه ورفضه واستنكاره للتصريحات»، مشددا على «الموقف الرافض للاستفزاز أو استهداف المعتقدات والأديان أو التقليل من شأنها».
وحذرت «رابطة العالم الإسلامي» ومقرها السعودية من «المخاطر التي تنطوي عليها أساليب إثارة الكراهية ومن ذلك التطاول على الرموز الدينية»، فيما رحبت وزارة الخارجية البحرينية بقرار إيقاف المتحدث باسم الحزب الهندي عن العمل.
وقالت منظمة التعاون الإسلامي في بيان «هذه الإهانات تأتي في سياق من زيادة حدة الكراهية والإهانات للإسلام في الهند والمضايقات الممنهجة التي يتعرض لها المسلمون هناك».
واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية بدورها السفير الهندي للاحتجاج، بينما أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية هيثم أبو الفول «استنكار المملكة لهذه التصريحات، والرفض القاطع للمساس برموز الدين الإسلامي والرموز الدينية كافة باعتباره سلوكا يغذي ثقافة الكراهية والتطرف».
وفي الإطار، سارعت الحكومة الهندية امس إلى تهدئة الغضب في الداخل والخارج، بينما اعتقلت السلطات 38 شخصا في أعمال شغب نشبت بسبب التصريحات في مدينة بشمال البلاد.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الهندية إن بعض أبرز المسؤولين في الهند شاركوا في إدارة الأزمة الديبلوماسية التي نشبت مع دول إسلامية طالبت باعتذار من الحكومة لسماحها بصدور مثل تلك التصريحات.
وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان إن التغريدات والتصريحات المسيئة لا تعكس بأي حال وجهة نظر الحكومة.