ثمّن النائب السابق د ..فيصل المسلم استجابة القيادة السياسية لمطالب الشعب، واصفا إياه بالرائعة والسريعة، مشيدا في الوقت نفسه بالخطاب السامي الذي ألقاه سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، مؤكدا انه ليس خطابا سياسيا بل خطاب وطني حمل مضامين كبيرة رسخت حفاظ القيادة على الدستور والتمسك به وعدم المساس به أو تعديله أو تنقيحه.
ودعا المسلم خلال الوقفة التضامنية الخامسة في ديوان النائب خالد العتيبي، الشعب الكويتي إلى الاستعداد لاختيار من يمثله خير تمثيل، مناشدا في الوقت نفسه سمو الأمير وسمو ولي العهد استكمال ملف العفو، وإلى التفاصيل:
قال المسلم: «في بداية هذه المرحلة الأخيرة غردت وقلت نعيش أياما عصيبة والمرحلة اكتملت بحكم رصدي لها ونحن في تركيا في سنوات الغربة والهجرة بأن أمر الله خير وإلى خير، وقلت إن الأمر سيكون أياما لأن النواب اتخذوا القرار السليم وبمثله ستضح الصورة لأصحاب القرار والقيادة، في الوقت الذي كان فيه حواجز حتى لا تصل الصورة كما ينبغي لكن باعتصام النواب المشهد أصبح مغايرا».
وأكد المسلم أن «الاعتصام حدث سياسي تاريخي غير مسبوق ولذلك صنع المشهد وأكملت التغريدة بأن المشهد سياسي وإعلامي لا ميداني، لأن الآخر لا يستطيع أن يبادل هذا الحدث بحدث منه ولا يستطيع الرد، فكان تحريضه ومكر الليل والنهار بأن يجرونا إلى الميدان حتى يكون ما كان، صراع بين المصلحين والدولة وهم يقفون على الرف يصفقون ويبذلون جهدهم في الدفاع عن الدولة ويشيطنون الآخر».
وأضاف: «لكن اعتصام ممثلي الأمة مرتبط بشخوص ذوي صلاحيات وسلطات معبرين عن الأمة وفي المجلس وبقاؤهم فيه صنع المشهد والتفاف الناس وأولهم الرموز الوطنية والنواب السابقون في مشهد تاريخي جمع الأضداد والآخرين ثم توالت التيارات السياسية والمجتمع المدني ومؤسسات طلابية ونقابية وعمالية ثم توالت إلى الدواوين وإلى الشباب في كل موقع حتى أصبح البلد في اعتصام».
وذكر المسلم: «ثم قدر الله عز وجل لأننا نعيش في الكويت تراكمات سيئة جدا جعلت الأمر أن الكل بدأ يشعر بالخوف والقلق والخطر فكانت الاستجابة اليوم أكثر من رائعة استجابة فاقت التوقع في السرعة أو في المضامين».
وأكد أن «هذه البيانات خطابات استثنائية بدءا من خروج الشيخ نواف الأحمد الصباح نواف الكبير في خطاب يؤكد من خلاله رغم حالته الصحية التي نسأل الله عز وجل أن يتم عليه كمال الشفاء والأجر والثواب حتى يؤكد ان الدستور بين (أعيننا) وأنه في المشهد وبإصراره وبإدراكه لكل المشهد ثم تفويضه لسمو ولي عهده الأمين».
وأشار المسلم إلى «الخطاب الاستثنائي معبرا عن الرغبة الأميرية وعن رغبة سمو ولي العهد، خطاب استثنائي في مضامينه بحجم ما تابعت وما شاركت وبحجم هذه السنوات الطوال من الخبرة وأيضا كمؤرخ سياسي، فلم أسمع خطابا سياسيا بمضامينه بهذا الوضوح الذي سمعته اليوم، فهذا ليس بخطاب سياسي بل خطاب وطني صادق يريد أن ينتشل الكويت، وكان ترجمة لما كان ينقل بالرغم أن ما كان ينقل أحيانا لم يكن في اتجاه واحد».
وأضاف أنه «عندما اكتمل المشهد واكتملت الإرادة الشعبية كانت الاستجابة في أعلى سقف من الصراحة الواضحة وبها تعهدات، واستخدم سمو ولي العهد ستة ألفاظ حتى وصل إلى عدم المساس بالدستور».
وأكد أن «هذه التعهدات هي تعهدات وطنية لرجل يريد أن يبدأ مرحلة جديدة وأقول لسمو ولي العهد، أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا للوطن وللأمير، وأن احترم الدستور وقوانين الدولة وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأن أؤدي أعمالي بالأمانة والصدق».
وشدد على أنه «هذه الأمانة والصدق التي جسدها اليوم الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، قالها السياسيون قديما وحديثا ونقولها اليوم وسيتوارثها الأجيال والأطفال بأننا أشد الناس ولاء وإخلاصا».
وزاد المسلم «اليوم بحكم الحالة والتفويض حظ الكويت اليوم أن لديهم والدين وليس والدا واحدا، اليوم رأينا تسابق بين الشيخ نواف الأحمد والشيخ مشعل الأحمد على احتضان الكويت والاستجابة لمطالب الشعب، والاستماع لرأيهم، شكرا كبيرة سمو الأمير وسمو ولي العهد على هذه الاستجابة الرائعة للمطالب الشعبية واحترام إرادة الأمة والالتزام بالدستور روحا ونصا وبإذن الله فعلا وتحقيقا لبقية الخطاب».
وبين المسلم «أن الخطاب استثنائي ذو مضامين كبيرة لم أسمع أي خطاب قبله يبدأ بهذا الوضوح واحترام القيادة السياسية لمطالب الأمة والاستجابة لها وتأكيد واضح على النصح وعدم التدخل وترك هذه المؤسسات تدير أعمالها وحملها المسؤولية وعاب عليها التقصير وخاصة على الحكومة والمؤسسات الحكومية».
وأشار إلى أن «سمو ولي العهد أعلن عدم التدخل في سابقة تاريخية في انتخابات مجلس الأمة بعدما عشنا المرارة والويل بسبب تدخلات السلطة والحكومة والنظام في الانتخابات، في كل انتخابات كان تدخل أطراف النظام حتى تسقط فلانا وتقرب فلانا».
وقال إن «سموه تعهد تعهدا آخر بعلو بأنه لن يتدخل في انتخابات الرئاسة أو حتى لجان المجلس، هذه تعهدات رجل الدولة، ثم أتبع ذلك في كلام صريح وواضح يخاطب الناس بأن يتحملوا مسؤولياتكم وقوموا بواجبكم في اختيار الأكفأ حتى نخرج من هذه المرحلة السيئة لمرحلة تستحقها الكويت ويستحقها شعبها».
وقال مخاطبا سمو ولي العهد، لقد أدخلت السرور في كل بيت وأحييت الأمل في كل نفوس الكويتيين ونحن والمخلصون جميعا معك في بدء هذه المرحلة، تأييدا مستحقا لصالح الوطن والمواطنين».
وأضاف: «بقدر ما يريد المخلصون المضي قدما في طريق الإصلاح سيحرص تجار الفساد وبفضل من الله عز وجل أنهم قلة في هذا البلد وأصبحت عناوينهم واضحة وأسماؤهم مدركة، سيحرصون على تعطيل هذا الطريق وتعويض الخسائر ومواصلة التشويه لذلك الطريق الإصلاحي».
وتابع «سمو ولي العهد، البدايات نهايات وأصعب الخطوات أولاها وكل بطولة لها بطل وقائد وندعو الله عز وجل أن يجعلك قائدا لهذه المرحلة برعاية سمو الأمير وإشرافه، فبطولة إنقاذ الكويت ورفع شأن الكويتيين وإسعادهم ورفع الهموم عنهم وجع الكويت وما حباه الله عز وجل من شعب عظيم».
وقال: «إن هذا التوافق ينبغي أن يجعل الكويت جنة الله في الأرض، وقدرك يا سمو ولي العهد أن تأتي والفساد قد استفحل، وأصبح غولا يدمر الأوطان فإما أن نوقفه وإما سيدمرنا، اليوم نعاني من ويلاته لكنه لم يصل إلى العظم والشعب الكويتي لم يجد من يقوده واليوم يومك لقيادته».
وأضاف: «ستجد كل المخلصين والشعب الكويتي رهن أمرك وقبلك ووراءك في اتخاذ هذا الطريق للقضاء على الفساد وأهله، سمو ولي العهد أنت دعوت الشعب إلى حسن الاختيار وهذا لا يمكن أن يكون بعمل سياسي أساسه الفردية والعلاقات الاجتماعية وبإذن الله سنرد هذا الطلب بالتحية المناسبة بأن العمل السياسي ينبغي أن يكون منظما وأن يكون جماعيا وفقا لبرنامج ووفقا لذلك فاستعدوا يا أحرار الكويت لاختيار من يمثلكم خير تمثيل، من خلال كتل سياسية برلمانية ببرامج تؤدي واجب الوطن والشعب». وأضاف مخاطبا سمو ولي العهد قائلا: «أعبت على سلطات الدولة ضعف الإنجاز وتعطله وهذا أساسه في إقصاء الكفاءات بدءا من اختيار رئيس مجلس الوزراء والوزراء، الأصل في تولي مناصب الدولة هي الكفاءة ثم التوافق، فأي مجتمع يتوصل إلى حالة من التوافق بين الحكم وبين الشعب مآله إلى الخير والإعمار والتنمية والأمن والأمان، لذلك الكفاءة تكون بالتوافق».
وزاد: «دائما أقول إن هذه الأسرة من أذكى الأسر في الحكم تستبعد السيئ منها قبل أن يصل حتى تحرص على رضا الناس والتوافق معهم، وهم حالة نادرة ولا يوجد بينهم خلاف على إدارة الدولة».
وبين «كلما تم إبعاد الوطنيين قرب الفاسدون وتدمر البلد ومؤسساته، وشاع القلق والخوف وكلما توافق الحكم والوطنيون أصبحت الحالة الوطنية في قمتها الرائعة وأصبح الإنجاز والاستقرار هو عنوانها».
وتابع: «يا سمو ولي العهد، الكويت في نعمة، اسرة خير ويقابلها شعب وفي ليس له مثيل، هؤلاء النواب المعتصمون والرموز الوطنية وجموع الشعب أصدق الناس وأحرصهم على الكويت وحكمها ولسنا أعداءكم ولا أعداء البلد كما قال المرحوم مشاري العصيمي».
وذكر أن «أعداء البلد وأعداء السلطة هو من يرى البلد حقل وبئر ومن ولاؤه للدينار وليس للبلد وترابها وشرعيتها الدستورية».
وتابع: «يا سمو ولي العهد حتى تكتمل هذه الأجواء وهذه الفرحة، البلد تعيش انسدادا ونأمل أن يتم الاستعجال في تكليف رئيس وزراء جديد حتى نتجاوز أي إجراءات خاطئة ممكن أن يتم الطعن بها في المستقبل، رئيس وزراء جديد ثم يصدر مرسوم الحل ثم تتم الدعوة للانتخابات، ويتم الاحتكام إلى الشعب الكويتي حتى يقرر في مسألة هي شأنه هو».
وذكر المسلم «نناشدك ونناشد سمو الأمير الوالد استكمال ملف العفو، فهذا الملف تم توظيفه كمفهوم سياسي واستكماله مطلب يدخل السعادة والفرح والسرور على أهل الكويت، وبنات الكويت مخلصات لهذه الأرض، وحقهن علينا وعلى الكويت كبيرة ونناشد استكمال الأفراح بعودة هؤلاء».
وقال المسلم: «أشكر النواب المعتصمين على دورهم الوطني تجاه الكويت وقيادة شعبها والمحافظة على دستورها ومكتسباتها الوطنية، فالتاريخ يسجل فعل الكبار ولا أحد يصل إلى مرحلة الكبار، ويقرن الفعل بصاحبه، واعتصامكم التاريخي سيكون في صدارة صفحات تاريخ هذا البلد العظيم، تكتب بماء من الذهب، والتاريخ هو خير منصف». وتابع: «كان موقفكم موقفا سياسيا وحضاريا ومستحقا وواجبا دستوريا عليكم واستجابة للنداءات الشعبية في تفعيل أدواتكم الدستورية فاستجبتم وجاءت الاستجابة من القيادة السياسية».
وقال: «الكويت لا تبحث عن نواب ولا مرشحين ولكن تبحث عن منقذين كما حدث من المعتصمين، همهم الحفاظ على شرعيتها، وأبشروا فأمر الله كله خير». وأضاف: «أعظم الشكر للشعب الكويتي أنتم من تصنعون الحدث، ونوابكم كانوا يعبرون عنكم أصدق تعبير وعندما كونتم القرار جاءكم الاستجابة». وتمنى المسلم «أن نلتقي بسمو الأمير ونسلم على سموه وأن نلتقي بسمو ولي العهد، ونفرح أن نتواصل ونلتقي مع سموهما وننقل هموم الناس بصدق وأمانة».