أجمع المتحدثون في ندوة «أثر التضخم العالمي على طلبة الكويت في الخارج» والتي نظمها الاتحاد الوطني لطلبة الكويت – فرع الولايات المتحدة الأميركية مساء أمس الأول بالجمعية الاقتصادية على ضرورة زيادة المخصصات المالية للطلبة المبتعثين في كل مقار الابتعاث ومن بينها أميركا، وذلك تماشيا مع التضخم الذي تشهده تلك الدول والغلاء المعيشي وارتفاع أسعار السلع الغذائية والبنزين والإنترنت وغيرها من الأمور التي يحتاج اليها الطالب لاستكمال مسيرته التعليمية.
وطالبوا الحكومة باتخاذ خطوات سريعة لإقرار زيادة المخصصات، مؤكدين على دور المكاتب الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني في دعم المطالب المستحقة لتوفير حياة كريمة للطلبة.
في البداية، قال رئيس قسم الاقتصاد في كلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت د.أنور الشريعان ان التضخم يعني غلاء السلع والمعيشة بما يجعل الشخص يتجه للاستهلاك الأقل، موضحا انه يمكن للطالب ان يواجه ارتفاع الأسعار في دول الابتعاث بالتوجه للاماكن التي تبيع بأسعار أقل وهناك خيارات عدة للحفاظ على مصروفه الشهري.
وأضاف الشريعان ان المتضرر الأكبر من التضخم هم أصحاب الدخول الثابتة، مبينا ان الطالب المبتعث من عام 2012 حتى اليوم يحصل على 2600 دولار شهريا برغم ارتفاع السلع والإيجارات، لافتا إلى ان دور الحكومة توفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة للطالب حتى يتمكن من الدراسة وأن 90% من أولياء أمور الطلبة يقومون بتحويل أموال شهريا إلى أبنائهم في دول الابتعاث بسبب عدم كفاية رواتبهم الشهرية.
ولفت إلى ان تبعات أزمة «كورونا» والحرب الروسية – الأوكرانية أثرت على زيادة التضخم والعالم يشهد تحولا سياسيا عالميا، مشيرا الى ان أميركا حتى 2012 كانت مسيطرة على العالم والآن أصبحت الصين قوى اقتصادية كبيرة وروسيا أيضا وبالتالي أصبحنا أمام عالم واقتصاد متغير، مضيفا انه خلال الأزمات الاقتصادية يكون الحل بيد الحكومة ومن غير المقبول ألا تتحرك لحل تلك المشكلة، مطالبا بتعديل رواتب الطلبة من خلال حساب التضخم الذي حدث خلال السنوات الـ 10 الماضية والمتوقع خلال السنوات المقبلة.
بدوره، بين عضو مجلس إدارة الجمعية الاقتصادية الكويتية محمد الجوعان ان الطلبة يستحقون زيادة مخصصاتهم المالية، لافتا الى انه عندما كان رئيسا لاتحاد طلبة أميركا سعى لزيادة المخصصات، مؤكدا انها مستحقة لأن الطلبة يحق لهم عيش حياة كريمة.
وتابع الجوعان: إيجارات السكن في أميركا زادت بشكل كبير جدا، بالإضافة الى ارتفاع أسعار البنزين والسلع الغذائية والإنترنت بنسبة 100%، موضحا ان هناك حاجة ماسة لزيادة المخصصات التي لم تزد منذ 2014 حتى اليوم، وكان من المفترض خلال تلك الفترة زيادتها بنسبة 30% والدور اليوم ليس فقط على اتحاد الطلبة وانما هناك دور للمكاتب الثقافية في دول الابتعاث، مؤكدا ان مفهوم الحياة الكريمة يجب عدم المساس به، مشيرا الى ان مختلف الجهات ترمي بالكرة في ملعب غيرها، والطلبة هم الضحية واتحاد طلبة أميركا لديهم موافقة على الزيادة من 2019 ولم يتم تفعيلها حتى الآن.
ومن ناحية أخرى، ذكر ان مطالبة الاتحادات الطلابية كل 4 سنوات بزيادة المخصصات المالية أمر غير مقبول فلا بد ان تتم الزيادة بشكل تلقائي تماشيا مع التضخم والغلاء المعيشي في دول الابتعاث، مشددا على ضرورة تطوير دور المكاتب الثقافية وهو أحد الحلول المستدامة بأن تتابع وضع الطالب وتسجيله لعدد الوحدات الدراسية ومواظبته على الدراسة وتحصيله العلمي.
من جانبه، قال الأستاذ المساعد والمحاضر في الاقتصاد والتمويل د.عبدالعزيز العصيمي ان التضخم هو ارتفاع في مستوى الأسعار في جميع قطاعات الاقتصاد وارتفاع تكلفة السكن والمواد الغذائية والتنقل، لافتا الى انه في الولايات المتحدة وصل التضخم الى ما يقارب 9% وفقا لمؤشر أسعار المستهلكين، موضحا انه بدأ مؤخرا مع أزمة كورونا.
وأوضح العصيمي ان هناك أسبابا أخرى، منها الحرب الروسية – الأوكرانية، لافتا الى ان ارتفاع اسعار النفط يؤدي الى التأثير على باقي المنتجات وجميع تلك الامور اجتمعت في رفع التضخم في الولايات المتحدة، موضحا ان اصحاب الدخول الثابتة هم اكثر من يتأثرون بالتضخم، مؤكدا أهمية ان يكون لدى الطلبة وعي اقتصادي حول ما يدور في العالم، لاسيما الذين يدرسون في الخارج، مشددا على أهمية دور الجامعة في توعية الطلبة بالاقتصاد وتنوير العقول الطلابية، مشيرا الى ان متابعة الناس للأزمات التي تحدث يخلق لديهم وعي بما يدور حولهم، لافتا الى ضرورة سعي الاتحاد والقوى الطلابية للمطالبة بزيادة المخصصات المالية بما يتواءم مع التضخم الذي تشهده دول العالم حاليا.