«جسر لندن سقط».. اضطرت بريطانيا إلى إعلانها بمرارة، وخيّم الحزن على شعبها، إثر وفاة الملكة إليزابيث الثانية، عن 96 عاماً، في إشارة إلى عبارة رمزية لرحيل المرأة الأطول بقاء في حكم بريطانيا، والأكبر عمراً بين ملوك العالم، حيث سينقل جثمانها، اليوم، من مقر إقامتها في قصر بالمورال بإسكتلندا إلى قصر باكينغهام في لندن.
وعانت الملكة قبل وفاتها من مشكلات صحية، بدأت منذ أكتوبر الماضي، وسببت لها لاحقاً صعوبة في المشي والوقوف، إلى أن أفضت إلى وفاتها.
وكان أطباؤها قالوا ــ أمس قبيل وفاتها بساعات إنهم «قلقون» بشأن صحتها، وأوصوا بأن «تبقى تحت المراقبة الطبية».
وفي مؤشر على خطورة الوضع، هرع أبناء الملكة وأحفادها إلى إسكتلندا؛ ليكونوا بجانب سريرها، واتُّخذت الخطط والاستعدادات لأي سيناريو سيئ.
وبمقتضى خطة «جسر لندن سقط»، سيجري الآن تفعيل الخطط الرسمية لموت الملكة، وبصفتها ملكة المملكة المتحدة و15 مملكة أخرى، ورئيسة الكومنولث المكون من 54 دولة، ستدخل الأمة والدول الأخرى فترة حداد 10 أيام.
وستشمل الإجراءات إطلاق تحية البندقية الاحتفالية، وإغلاق المساكن الملكية المفتوحة للجمهور، وإنزال العلم في قصر باكنغهام إلى نصف الصاري، احتراماً للملكة التي حظيت بمودة هائلة، ظهرت في يوبيلاتها الثلاثة الفضي والذهبي والماسي.
وفي اليوم العاشر من وفاة الملكة، ستقام الجنازة الرسمية، وسيكون «يوم حداد وطنياً». وسيحضر تشارلز، وسيقبِّل إخوتُه يده، وسيتغير أيضاً شكل العملة البريطانية الحالي، وكذلك النشيد الوطني، بإزالة عبارة «حمى الله الملكة» لتحل محلها عبارة «حمى الله الملك».
وبدأت الآن في بريطانيا مرحلة جديدة، يقودها الملك تشارلز (73 عاماً)، وريث العرش منذ سن الثالثة، ومن المتوقع أن يلتقي، اليوم، رئيسة الوزراء ليز تراس.
وأعلن قصر باكنغهام، اليوم الخميس، وفاة الملكة إليزابيث الثانية بعمر يناهز 96 عاماً.
وأضاف قصر باكنجهام في بيان «توفيت الملكة بسلام في بالمورال بعد ظهر اليوم».
وجاء في البيان «الملك وعقيلته سيبقيان في بالمورال هذا المساء وسيعودان إلى لندن غدا».
وبوفاة الملكة إليزابيث، يصبح ابنها الأكبر تشارلز «73 عاما» ملك بريطانيا تلقائيا وقائدا لكومنولث يضم 14 دولة أخرى، من بينها أستراليا وكندا ونيوزيلندا.
وكان القصر، قد ذكر في وقت سابق أن ملكة بريطانيا تخضع للإشراف الطبي بعد مراجعة طبية، وأشار الأطباء إلى أنهم قلقون للغاية من تدهور صحتها.
هذا وكانت الملكة قد اضطرت إلى إلغاء اجتماع عبر الإنترنت مع الوزراء أمس الأربعاء، بعد أن نصحها أطباؤها بالراحة، بعد يوم من قيامها بتعيين ليز تراس رئيسة جديدة للوزراء.
والملكة إليزابيث ولدت في 21 إبريل 1923، وتولت المُلك بعد وفاة والدها الملك جورج السادس في 6 فبراير 1952.
على جانب آخر، ستتوجه رئيسة وزراء بريطانيا بكلمة إلى الشعب البريطاني بعد قليل، وذلك عقب وفاة الملكة إليزابيث الثانية.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان على تويتر إن جلالة الملكة إليزابيث الثانية جسدت استمرارية الأمة البريطانية ووحدتها لأكثر من 70 عاما.
وأضاف «أتذكرها صديقة لفرنسا وملكة طيبة القلب تركت انطباعا دائما في بلدها وفي قرنها».
إلى ذلك، أعلن الملك تشارلز وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية، قائلا «نحن في لحظة حزن عظيم»
وأضاف: «العائلة البريطانية حزينة».
بدورها، نعت رئيسة وزراء بريطانيا ليز تراس الملكة إليزابيث خلال كلمة وجهتها للشعب البريطاني والعالم، حيث قالت: «الملكة إليزابيث قدمت لنا الاستقرار والقوة».
وأكدت على ولائها للملك تارلز الذي خلف والدته الملكة، «نعبر عن ولائنا للملك تشارلز وسنقف خلفه».
وأشارت إلى أن الملكة إليزابيث كانت الصخرة التي بنيت عليها بريطانيا، مضيفة أن دول الكومونولث ستحتفي بإنجازات الملكة الراحلة