في ظل استمرار تلكؤ الجهات المعنية في معالجة المشكلة، يتواصل مسلسل قتل الكلاب الضالة في الشوارع، حيث وقعت مجموعة منها مجدداً في فخ أيدٍ عابثة، بمنطقة الصبية، أسكتت نباحها بـ«الشوزن» بينما كانت تترقب وصول الطعام، في لحظة غابت فيها الإنسانية والرفق بالحيوان.
وعلى الرغم من نشر «الراي» العديد من التقارير عن قصص لكلاب تعرَّضت للقتل في منطقة الصبية وغيرها من المناطق، لم تتخذ الجهات المعنية، وفي مقدمها الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية والهيئة العامة للبيئة، أي حلول في هذا الشأن.
وتواجه الكلاب الضالة واقعاً مريراً، إذ تقتل بالسم أو بالرمي ببنادق الصيد من دون ذنب، وهي تحت أشعة الشمس تبحث عن ماء أو طعام.
وفي غالبية الأحيان، يتم قتل الكلاب بمجازر غير مبررة وبطريقة عبثية، بينما تأوي إلى أماكن يقوم بعض الشباب بوضع الطعام والمياه فيها، على فترات متباعدة.
وتعليقاً على تكرار الحوادث المماثلة، قال مدير عام منظمة «FCI» للكلاب في الكويت محمد سراب لـ«الراي» إن «ما يحصل مشهد متكرر وعمل منافٍ للأخلاق، في ظل صمت الجهات المختصة التي جعلت المشكلة تتفاقم وتكبر من دون أي تحرك»، محذراً من أن «الظاهرة ستزداد انتشاراً ما لم يكن هناك تحرك حكومي».
وأعلن أنه «مستعد لوضع خطة متكاملة لمعالجة ظاهرة الكلاب الضالة، شريطة توفير مكان لتجميعها، وبعض الاحتياجات البسيطة، وبذلك سنوفر للدولة ملايين الدنانير»، موضحاً أن «ثمة فرقاً تطوعية من رجال ونساء جاهزون للمشاركة في حملة تجميع الكلاب الضالة».
وأكد سراب أن «قسماً كبيراً من الكلاب الضالة يُمكن أن يتم استثماره في وزارات الدولة، بعد تدريبها، سواء في الكشف عن المخدرات والأسلحة أو غيرها، وبالتالي يتم توفير آلاف الدنانير بدلاً من شراء تلك الكلاب المتخصصة من الخارج»، لافتاً إلى أن «بعض الكلاب الضالة تصلح لتكون كلاباً عاملة أو حتى يتم توزيعها لأهل الحلال».
وأضاف: ان «بعض الكلاب يتم بيعها لشركات خاصة أو نقلها لدول أوروبية، ولكن مع الأسف بعض المسؤولين في الجهات الحكومية لا يريدون تحمل مسؤولياتهم»، مشيراً إلى أن قسماً كبيراً من المسؤولين «لايعرف أهمية تلك الكلاب ولا يحب الحيوانات أصلاً».
وطالب سراب بـ«تفعيل ممارسة جمع الكلاب الضالة عن طريق فرق تطوعية متخصصة مع بعض الدعم، وبكل تأكيد ستنتهي تلك الظاهرة خلال فترة قصيرة»، رافضاً قتل الكلاب بتلك الطرق العشوائية «فهي منافية للأخلاق والدين ومرفوضة دولياً».