أمر وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس اليوم الجيش الصهيوني بأن يكون في حالة تأهب على الحدود الشمالية مع لبنان وسط انتكاسة واضحة في الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق حول الحدود البحرية.
وأجرى غانتس تقييمًا للوضع مع رئيس أركان جيش الاحتلال ومسؤولين أمنيين آخرين بعد أن قال رئيس الحكومة الصهيونية يائير لابيد إن حكومته لن تقبل تعديلات لبنانية على مسودة اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة.
وجاء في بيان صادر عن مكتب غانتس أنه «أوعز للجيش بالتحضير لسيناريو تصعيد في الشمال، هجومياً ودفاعياً، في ضوء التطورات في المفاوضات بشأن الحدود البحرية».
وكانا المواقف الصهيونية المستجدة في ما يتعلق بملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان عاكست كل الأجواء الإيجابية اللبنانية التي تحدثت عن توقيع الاتفاق خلال أيام وليس أسابيع.
فبعد تسليم لبنان الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين التعديلات على عرضه، أتى الرد برفض هذه التعديلات من قبل الكيان الصهيوني، مترافقاً برفع وتيرة التهديدات ضد لبنان.
رئيس الوزراء الصهيوني يائير لابيد رفض المراجعات اللبنانية على مسودة الاتفاق التي وضعها هوكشتاين، مشيراً إلى أن بلاده لن تتنازل عن مصالحها الأمنية والاقتصادية حتى لو كان ذلك يعني أنه لن يكون هناك اتفاق قريباً.
ولفت لابيد إلى أن «استخراج الغاز من منصة كاريش سيبدأ في أقرب وقت ممكن»، مهدداً بوقف المفاوضات في حال استهدف حزب الله حقل كاريش.
اما وزير دفاعه بيني غانتس فهدد لبنان بدفع ثمن باهظ اذا استهدف حزب الله الكيان الصهيوني، موضحاً ان اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان سيضر بمصالح ايران.
بالموازاة، كشف مسؤول صهيوني ان فرصة توقيع اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان قبل الانتخابات التشريعية أصبحت متدنية. وقال إن لبنان يطالب بأن يكون جزءاً من محادثات تل أبيب وتووتال بشأن ارباح حقل قانا.
على الجانب اللبناني، لا يزال التريث سيد الموقف بانتظار «الرد الرسمي الصهيوني ليبنى على الشيء مقتضاه».
مصدر رسمي لبناني نقل عن الوسيط الأميركي قوله: ان «الصهاينة رفضوا بعض المقترحات ولم يرفضوا الاتفاق»، متوقعاً أن يتم توقيع الاتفاقية من دون اشكالات. ولفت المصدر الى ان الرفض الصهيوني أتى في سياق حفظ ماء الوجه فقط وهو كلام انتخابي لن يؤثر في الاتفاق.
في الغضون، يستمر التشاور اللبناني مع هوكشتاين، وقال مستشار رئيس الجمهورية المكلف متابعة الملف الياس بوصعب انه تمّ إنجاز %90 من الاتفاق لكن نسبة %10 المتبقية هي الحاسمة.