في شهر أكتوبر، يركز الأطباء على زيادة وعي النساء بصحة الثدي وضرورة الفحص الدوري بهدف اكتشاف الاعراض المقلقة والأورام الخبيثة. إلا ان هذا التركيز قد تسبب في زيادة القلق ورعب النساء من اي تغير او عرض حتى لو كان طبيعيا.
ومن جانبها، شرحت د فرح صادق، استشاري تشخيص امراض الثدي بأن غالبية التغيرات التي تطرأ على الثدي مثل خروج الافرازات والآلام والتكتلات المؤقتة، التي سببها في الواقع هي حالات حميدة. إلا ان سبب زيادة التشديد على ضرورة فحص الثدي ذاتيا وطبيا يهدف الى اكتشاف الحالات القليلة التي تصاب بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة، وهي المرحلة التي يمكن فيها شفاء وانقاذ حياة السيدة من مرض خطر وقاتل. واستعرضت د. فرح أهم المفاهيم الخاطئة المنتشرة، وهي:
الخطأ والحقيقة
1 – الخطأ: خروج اي إفراز من الثدي دليل على إصابة قناة الحليب بالسرطان
◄ الحقيقة: غالبية مسببات افرازات الثدي لها علاقة بالاضطرابات الهرمونية، إلا ان هناك حالات تستدعي القلق وقصد الطبيب مباشرة، ومن أهمها:
– خروج سائل من فتحة واحدة أو دم:
قد يدل على وجود تليفات او لحميات (نتوءات) في قناة الحليب او تكون خلايا ورم سرطاني. وفي هذه الحالة ينصح بفحص الثدي عبر السونار والأشعة السينية (الماموغرام) وأخذ عينة من المنطقة المشكوك فيها.
– نزول نقط الدم من فتحة في الثدي ومن دون الضغط عليه:
هو عرض مخيف ويستوجب الإسراع في قصد الطبيب.
2 – الخطأ: استمرار تقشر الحلمة يدل على الجفاف ولا يستدعي قصد الطبيب
◄ الحقيقة: قد يكون السبب فعلا هو الجفاف أو التحسس الجلدي، فتقصد السيدة أطباء الجلدية وتعالج عبر الكريمات الجلدية. إلا ان استمرار تورم وتقشر جلد حلمة الثدي (بخاصة ان رافقه تغير في لونها) قد يدل على الاصابة بمرض «باجت» وهو نوع من انواع السرطان الشرس الذي يصيب جلد الحلمة. والفيصل هنا، هو تحسن الاعراض بعد العلاج بالكريمات الجلدية. فعدم تحسن جلد الحلمة وتوقف تقشرها رغم استمرار العلاج لمدة أسبوعين من دلالات الخطر التي تحتم قصد متخصص في أمراض الثدي.
3 – الخطأ: تنصح السيدة بالتوقف عن فحص الماموغرام بعد بلوغ الستين عاما
◄ الحقيقة: بعد تعدي السيدة عمر 60 سنة، تتغير بنية نسيج الثدي ليغلب عليه النسيج الدهني مما يقلل فرصة الاصابة بسرطان الثدي، ولكن ذلك لا يلغي وجود الاحتمال ولو بنسبة ضئيلة. لذا، تنصح السيدات بالاستمرار في الخضوع دوريا لفحص الماموجرام طوال العمر.
4 – الخطأ: يجب بدء فحص الثدي ذاتيا بعد عمر الثلاثين.. فصغيرات السن لا يصبن
◄ الحقيقة: تشير الاحصائيات المحلية الى وجود اصابات محلية بسرطان الثدي بين الشابات (خلال سنوات العشرينيات). لذا، تشجع الفتيات على تعلم فحص الثدي مبكرا وتشدد النصيحة الطبية على تعويدهن تحديد موعد شهري لفحص الثدي ذاتيا مع بلوغ عمر العشرين (يكتمل نضوج نسيج الثدي).
فالتعود على فحص الثدي ذاتيا بشكل شهري سيعود السيدة على طبيعة ثديها حتى تصبح اكثر حساسية في اكتشاف اي تغير او اختلاف مبكرا. وبالإضافة الى الاعتماد على ملمس اليد، فيجب عليها أيضا الوقوف امام المرأة اثناء فحص الثدي، وذلك لملاحظة شكل الثدي عند تحريك اليد الى الأعلى والانحناء ومظهر الجلد في جميع مناطق الثدي. ولا يجب اهمال فحص منطقة الابط أيضا.
5 – الخطأ: ليس على السيدة فحص ثديها ذاتيا ما دامت تخضع لفحص الماموغرام دورياً
◄ الحقيقة: من المهم ان تكون المرأة واعية ومتأكدة من طبيعة ثديها وان تستمر في فحصه شهريا حتى لو خضعت لفحوصات تصوير الثدي طبيا. فكثير من سرطانات الثدي يتم اكتشافها نتيجة لشكوك سيدات قمن بفحص الثدي شهريا. كما قد يتكون السرطان خلال الاوقات الفاصلة بين فحوصات الماموغرام.
6 – الخطأ: تكبير الثدي عبر الحقن أكثر امنا من زرع السيليكون
◄ الحقيقة: أوصت د. فرح بعدم حقن الثدي بمواد التكبير (الفيلر) وباللجوء الى الطرق المعتمدة طبياً والمتفق عليها من قبل منظمة الدواء والغذاء العالمية وكلية الأشعة الأميركية ومنظمات مكافحة السرطان وهي زرع اكياس السيليكون. فقد أثبتت الأبحاث المطولة بأن زرع أكياس السيليكون في الثدي لا يسبب ارتفاعا في خطر الإصابة بالسرطان.
7 – الخطأ: فحص الأشعة (الماموغرام) لا يناسب من خضعت لعملية التكبير
◄ الحقيقة: شددت الدكتورة على ضرورة زيادة وعي الفئة التي قامت بتكبير الثدي عبر زرع السيليكون بعدم اهمال الخضوع لفحص الثدي بالماموغرام دوريا، كشأن اي سيدة لديها ثدي طبيعي. وقالت: «يجب على من تخضع لعمليات تكثير الثدي ان تستمر في فحص ثديها ذاتيا وشهريا للتعرف على طبيعته. كما أن الفحص الإشعاعي الدوري يضمن الاكتشاف المبكر، حيث يتمكن فنيو الأشعة من إزاحة السيلكون وتصوير نسيج الثدي كاملا. وغالبا ما تنصح هذه الحالات بالخضوع للفحص بالرنين المغناطيسي للتأكد من سلامة مغلف السيليكون واكتشاف اي تسريب او تكيس ليفي حوله».
8 – الخطأ: يمكن استبدال فحص الماموغرام بالتصوير بالسونار
◄ الحقيقة: الماموغرام هو أهم وأدق فحص لتشخيص الثدي واكتشاف الإصابة المبكرة بالسرطان، حيث يمكن اكتشاف المرحلة التي تسبق تكون الورم السرطاني (عندما يكون حجم خلاياه لا تزال بمقاس الميللي سنتمتر). بينما يستعان بفحص السونار لتدعيم نتيجة فحص الماموغرام.
5 علامات مقلقة تستوجب زيارة الطبيب
بينت الدكتورة فرح صادق أن هناك علامات مقلقة يجب الانتباه إليها أبرزها:
1- عدم تساوي حجم الثديين: من الطبيعي ان يكون حجم احد الاثداء اصغر من الآخر، لكنه امر خلقي وقديم. بيد ان حدوث تغير مفاجئ في حجم احد الاثداء مثل ان يلحظ انكماشه هو أمر غير طبيعي.
2- حدوث تغير في شكل وحجم الحلمة: مثل دخول حلمة الى الداخل (الحلمة الغائرة).
3- تغير في شكل او حجم الثدي عند رفع اليد: مثل انكماشة او انقلاب الحلمة.
4- تغير في ملمس الجلد: مثل ظهور منطقة متقشرة او صلبة او مشابه لجلد البرتقال او مؤلمة عند اللمس.
5- تغير في طبيعة جلد الحلمة: مثل تغير لونها إلى الأحمر وتورمها وتقشر جلدها.
متى يبدأ الفحص؟
أوضحت د. فرح أنه تختلف النصيحة الطبية لكل سيدة وتوقيت بدء خضوعها لفحص الثدي طبيا بحسب درجة او مجموعة الخطر التي تنتمي لها. حيث قامت الارشادات الطبية بتقسيم النساء الى 3 مجموعات خطر بحسب فرصة اصابتهن بسرطان الثدي الى:
1 – مجموعة الخطورة المنخفضة: من لم تصب قريباتها من الدرجة الأولى بسرطان الثدي او اصبن بعد انقطاع الطمث. وعليها بدء الفحص من بعد بلوغ عمر 40 سنة وتكراره دوريا.
2 – مجموعة الخطورة المتوسطة: من لديها تاريخ عائلي بإصابة قريبة من الدرجة الاولى (مثل الام او الاخت او البنت) ولكن مع شرط حدوثه قبل انقطاع الطمث. وتنصح ببدء فجص الثدي عند بلوغ سن يقل 10 سنوات من سن اصابة قريبتها.
3 – مجموعة الخطورة العالية: تشمل الفئة التالية:
◄ من اصيبت سابقا بسرطان الثدي في ثدي واحد، حيث تتضاعف فرصة اصابة الثدي الآخر او من لديها جينات (براكا) التي تزيد فرصة الاصابة بسرطان الثدي والمبيض والقولون. وتنصح هذه ببدء فحص الثدي طبيا بشكل دوري من بعد عمر 28 سنة.
◄ من خضعت للعلاج الاشعاعي لعلاج مرض الليمفوما او اللوكيميا. وتنصح هذه ببدء فحص الثدي بعد 8 سنوات من انتهاء العلاج الاشعاعي بغض النظر عن عمرها.
لا تستخدمن مزيلات العرق.. قبل فحص «الماموغرام»
حذرت الهيئة العامة للغذاء والدواء في السعودية، من استخدام «مزيلات العرق»، بالتزامن مع إجراء الفحص الخاص بـ«سرطان الثدي»، من أجل الحصول على «نتائج تشخيصية دقيقة». ووجهت الهيئة، رسالة للسيدات المقبلات على إجراء فحص سرطان الثدي بـ«الماموغرام»، مطالبة إياهن بـ«تجنب استخدام مزيلات العرق» في يوم الفحص للحصول على نتائج دقيقة وصحيحة، وفقا لتغريدة عبر حسابها بموقع «تويتر». وبحسب الهيئة فإن «معظم مزيلات العرق تحتوي على جزئيات من الألمونيوم» والتي تظهر خلال الفحص على شكل نقاط بيضاء، مما قد يتسبب في التشخيص بشكل خاطئ.
جاء ذلك التحذير بالتزامن مع فعاليات الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي (الشهر الوردي)، والتي تقام في أكتوبر من كل عام. ويعد سرطان الثدي، أكثر أنواع السرطان شيوعا لدى النساء في المملكة، وفقا لوكالة الأنباء السعودية «واس».
معلومات مهمة
– غالبية تغيرات الثدي وأعراضه سببها حالات حميدة
– زرع السيليكون أكثر أمناً من حقن الثدي
– احتمال الإصابة بسرطان الثدي أمر وارد للصغيرات وكبيرات السن