«الخضاري» و «الشهرمان» و «أبو مجرفة» من أشهر أنواع البط المهاجرة عبر أجواء الكويت واستوطنت بكثرة في الجزء الشمالي منها لاسيما على ساحل الصليبيخات والمحميات.
وتبدأ هجرة أسراب البط مطلع فصل الخريف حيث تعبر بعض المجموعات المهاجرة ثم تبدأ الرحلة الثانية في الشتاء حيث يقضي بعض أنواع البط هذا الفصل في الكويت والبعض يمر عبورا وفي الربيع تتجمع أنواع كثيرة للعودة لأماكن التفريخ.
وقال رئيس فريق عدسة البيئة الكويتية راشد الحجي إن البط من الطيور المائية المهاجرة وهناك 16 نوعا من البط المهاجر تعبر أجواء الكويت ومن أشهر أنواع البط في الكويت «الخضاري» ويتميز بالحجم المتوسط 56 سم وعند الطيران 95 سم ويختلف عن «الشهرمان» بأن الذكر له لونان في فصول مختلفة فعند التزاوج يكون الرأس أخضر وطوق أبيض صغير على الرقبة ثم لون بني على الصدر وألوان مختلطة على الجسم بينما الأنثى أقل جمالا وتتميز باللون البني.
وأوضح الحجي أن بط الشهرمان كان أشهر أنواع البط وأكثرها عددا في الكويت لكنه أصبح نادرا الآن ويتميز بأحجامه الكبيرة حيث يبلغ طولها ما بين 55 و65 سم وعند الطيران يكون من 100 إلى 120 سم وله لون أبيض والرأس الأسود مع أطراف الجناح وحلقة من اللون البني حول الرقبة.
وذكر أن الشهرمان يمر في شهر نوفمبر بأعداد قليلة لكنه يبقى ليكمل الشتاء في الكويت ثم يغادر البلاد في شهر مارس للتفريخ ويتميز الذكر بوجود زائدة لحمية على الجبهة لا توجد في الأنثى.
ولفت إلى أنه غالبا ما نشاهد الشهرمان في النصف الشمالي من الكويت من منطقة الصليبيخات إلى الصبية وينتشر الشهرمان في كل الجزيرة العربية ويفرخ في إيران والعراق مبينا أن «بط أبو مجرفة» أخذ اسمه من شكل المنقار الذي يشبه المجرفة ويستخدمه في البحث عن الطعام من خلال وضع الفك السفلي بالماء والفك العلوي فوقها ثم يسبح ويحرك فكيه بحثا عن الطعام فوق الماء وحجمه يعتبر متوسطا من 44 إلى 52 سم وعند الطيران من 73 إلى 82 سم.
وبين أن بط أبو مجرفة يمر على الكويت مبكرا في الخريف بأعداد كبيرة وبألوان باهتة بعد انتهاء موسم التزاوج ويميز الذكر لون العين الصفراء مع لون أسود خفيف على الرأس ثم يهاجر لمناطق أخرى ليعود في فصل الشتاء بألوان جميلة تعتبر من أجمل ألوان البط حيث يكون رأس الذكر باللون الأخضر الزيتي والصدر أبيض والجناح بني والذيل أسود ويستمر بالتجمع في الكويت ثم يغادر في الربيع للتفريخ.
وقال الحجي إن البط يقضي معظم الوقت في الماء مستخدما أرجله كمجاديف للغطس والعوم وهو رشيق فوق سطح الماء ويحمي نفسه من تأثير الماء البارد عن طريق منقاره في تدليك الريش بزيت شمعي يستخرجه من غدة موجودة لديه عند قاعدة الذيل.
وأضاف أن طعام البط يتنوع إلى حد كبير بين الغذاء النباتي والحيواني فمنه ما يأكل الحبوب وبذور الأعشاب والحشائش ومنها ما يتغذى على الحشرات والأسماك والقواقع والحيوانات الصغيرة.
وأكد أن البط يعتبر من الطيور الاجتماعية والأليفة ويوجد ضمن مجموعات ويختلف صوت الذكر عن الأنثى حيث يكون صوت الذكر مكتوما وخشنا ويميل احيانا للصمت بينما الأنثى تصدر أصواتا صاخبة أكثر من الذكور.
وأشار إلى أن البط يفضل العيش بالمناطق الدافئة مع قدرته على التكيف مع جميع المناطق ويهاجر على شكل مجموعات مشكلين حرف «v» ويستدل البط في هجرته على الشمس ومواقع والنجوم التي تساعده على الاستدلال من خلالها على المناطق الدافئة والهجرة إليها.
واوضح أن مسؤولية بناء الأعشاش تقع على البطة الأم أما الذكر فيتولى حراسة الأعشاش من الأخطار المحتملة وتستخدم البطة الأم في بناء العش المواد النباتية كالعشب والأوراق والأغصان وتقوم ايضا بتبطين العش بريش ناعم تنزعه من ريش صدرها ليرقد البيض عليه.
وذكر الحجي أن أنثى البط تضع ما بين 10-15 بيضة وترقد عليها قرابة 28 يوما وبعدها يصبح الفرخ قادرا على التوجه إلى الماء مع أمه مبينا أن فرخ البط لونه أصفر ويغطيه ما يسمى الزغب عند خروجه من البيضة وأنثى البط هي المسؤولة الأولى عن صغارها فيبقون بحمايتها مدة 50-60 يوما حتى يصبح الفرخ قادرا على الاعتناء بنفسه وايجاد طعامه.
وأشار إلى أنه في السنوات الأخيرة أصبح بعض أنواع البط يفرخ بصفة دائمة في «محمية الجهراء» وأشهر هذه الأنواع البط الكستنائي والخضاري وأخيرا البط السماري.