الرئيسية / عربي وعالمي / وسط تحذير خليجي.. ما خطورة فيروس “ماربورغ” وإمكانية انتشاره؟

وسط تحذير خليجي.. ما خطورة فيروس “ماربورغ” وإمكانية انتشاره؟

عاد تهديد فيروس “ماربورغ” إلى دول العالم من جديد، بعد الإعلان عن وفاة خمسة أشخاص في منطقة كاغيرا شمال غربي تنزانيا بالمرض القاتل، وهو ما يتطلب من الحكومات اتخاذ الإجراءات العاجلة للتقليل من خطورة انتشاره.

ويشكل الفيروس “ماربورغ” خطورة كبيرة على صحة الإنسان، خاصة أنه مميت، وأعراضه قوية، ولا يوجد أي لقاحات فعالة له، وهو ما دفع بعض الدول الخليجية إلى التنبيه على خطورته.

وجاء الحديث عن المرض من جديد بعد إعلان وزارة الصحة في تنزانيا، الأربعاء 22 مارس الجاري، اكتشاف حالات بالفيروس ووفاة 5 مصابين، وخضوع 161 شخصاً للمراقبة الطبية.

وإلى جانب الحالات المؤكدة في تنزانيا، كشفت منظمة الصحة العالمية عن وجود إصابات إضافية بفيروس ماربورغ في غينيا الاستوائية.

تحرك عُماني سعودي

بعد الحديث عن انتشار المرض من جديد، أكدت وزارة الصحة العُمانية أنها تراقب عن كثب انتشار “ماربورغ” في جمهوريتي تنزانيا وغينيا الاستوائية، داعية المواطنين لتجنب السفر إلى هذين البلدين الأفريقيين.

وأوضحت الوزارة في بيان لها، الخميس 30 مارس الجاري، أن المرض يعد شديد العدوى وتصل فيه نسبة الوفيات من 60% إلى 80%، وأن هناك جهوداً لاحتواء المرض في نطاقه الجغرافي.

وطالبت المواطنين بتأجيل سفرهم إلى البلدين إلا للضرورة القصوى، مع اتخاذ التدابير اللازمة، ومن ضمن ذلك عدم الاتصال المباشر بالمرضى ومن تظهر عليهم علامات الإصابة؛ ومنها الحمى وآلام العضلات والطفح الجلدي.

كما دعت الوزارة لتجنب زيارة المناطق الموبوءة وتجنب ملامسة الدم وسوائل الجسم الأخرى بشكل عام للأشخاص الآخرين، وعدم ملامسة خفافيش الفاكهة وتجنب زيارة الكهوف والمناجم التي تعيش فيها، مع عدم الاتصال بالحيوانات مثل الشمبانزي والغوريلا.

وشددت على ضرورة قيام المسافرين القادمين من الدول الموبوءة بعزل أنفسهم عن الآخرين والتوجه إلى أقرب مؤسسة للرعاية الطبية، ومن بينها أقسام الطوارئ في المستشفيات، إذا أصيبوا بعدد من الأعراض.

من جانبها، أوصت هيئة الصحة العامة السعودية “وقاية”، الجمعة (31 مارس)، مواطني المملكة بتجنب السفر إلى غينيا الاستوائية وتنزانيا إلى “حين السيطرة على المرض”.

ونصح المصدر الرسمي، في بيان، السعوديين الموجودين في البلدين بـ”اتباع الإجراءات الوقائية الصادرة من وزارة الصحة وهيئة الصحة العامة، واتباع تعليمات السلطات الصحية المحلية”.

وسبق هذه البيانات بأشهر تأكيد كويتي بأن وزارة الصحة تتابع متابعة مستمرة للأمراض والأوبئة التي تنتشر مؤخراً في عدة دول.

ونقلت صحيفة “القبس” المحلية، في يوليو الماضي، عن مصادر صحية في وزارة الصحة قولها، إن الوزارة تتابع عن كثب آخر مستجدات الأمراض والأوبئة محلياً وعالمياً، لا سيما بعد تسجيل إصابات بفيروس “ماربورغ” في غانا.

وأكدت “استعداد الطواقم الطبية والتمريضية للتعامل مع أي أمراض أو أوبئة قد يتم تسجيلها في البلاد، نظراً للخبرات التراكمية المتواصلة خلال تعاملها مع فيروس كورونا ومتحوراته منذ فبراير 2020”.

اكتشاف الفيروس

اكتُشف فيروس “ماربورغ”، وهو من عائلة فيروس إيبولا الفتاك، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، لأول مرة بعد إصابة 31 شخصاً، ووفاة سبعة أشخاص بعد أن تفشى في توقيت متزامن عام 1967 في ماربورغ وفرانكفورت في ألمانيا وبلغراد في صربيا.

وتصنف منظمة الصحة “ماربورغ” من جنس فصيلة الفيروسات “فيلوفيريداي” التي تضم إلى جانبه فيروسي “كويفا” و”إيبولا”، وهو واحد من أكثر الفيروسات فتكاً، ويصنف كواحد من أخطر 3 فيروسات.

وينتقل الفيروس، وفق الخبراء، إلى الإنسان عن طريق التعامل مع الحيوانات البرية المريضة المصابة أساساً، كالقرود وخفافيش الفاكهة، ثم ينتقل بعد ذلك بين البشر عن طريق الاتصال المباشر مع المصاب، سواء بنقل الدم أو أي من سوائل الجسم المصاب، أو من خلال ملامسة إفرازات الجسم المصاب (البراز والقيء والبول واللعاب والإفرازات التنفسية)، وتلك الإفرازات تحتوي على الفيروس بتركيزات عالية.

وتشبه الصحة العالمية تجليات المرض بـ”ملامح الشبح”، بعينين عميقتين ووجه غير معبّر وخمول شديد، وهو ما يعكس خطورته على صحة الإنسان.

مرض فتاك

المختص في علم الأحياء الدقيقة سامي خويطر، يؤكد أن فيروس “ماربورغ” يعد من الأمراض الفتاكة والخطيرة جداً على صحة الإنسان، إضافة إلى أنه شديد العدوى، خاصة بمن يخالط المرضى.

ويقول خويطر، في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “رغم أن فيروس ماربورغ مكتشف من سنوات طويلة فإنه لم يتم التوصل إلى لقاح فعال يقضي عليه أو يقلل من خطر انتشاره، أو يساعد المصابين به على الشفاء”.

وأضاف: “تبدأ حضانة المرض من 3 إلى 9 أيام، وله أعراض حادة كالصداع، والآلام في عضلات جسم الإنسان، ويتسبب بخمول شديد، وحمى، وإسهال، وطفح جلدي”.

وبين أن الحكومات مطالبة باتخاذ إجراءات جدية للتعامل مع الفيروس في حالة انتشاره حول دول العالم، خاصة في المطارات وعند الحدود، لكون المرض فتاكاً وقاتلاً.

وحول إمكانية وصول الفيروس إلى دول عربية ومنها منطقة الخليج، يوضح خويطر أن المرض ينتقل من شخص لآخر عبر التواصل المباشر مع دم المصاب، ووصوله بين الدول يكون من خلال تنقل المصابين.

ويرى المختص في علم الأحياء الدقيقة، أن المرض يشكل تهديداً على المنظومات الصحية، خاصة بالدول الفقيرة؛ لكونه يسبب الوفاة، ويحتاج المصابون به إلى رعاية صحية خاصة، وتعامل بطريقة احترافية.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*