الرسوم مقابل «التوثيق» يدفع البعض إلى الهجرة من «تويتر».
ففي وقت بدأ فيه موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» منذ مطلع الشهر الجاري إلغاء علامة التوثيق الزرقاء لمن امتنع عن دفع الرسوم المادية بقيمة 8 دولارات شهرية، والتي كان إيلون ماسك قد أقرها، تراجع أعداد الكويتيين الذين يدفعون تلك الرسوم من أجل توثيق حساباتهم، خصوصاً أن المنصة تقدم عبر خدمة «Twitter Blue» عدداً من الخدمات من بينها توثيق الحساب مقابل دفع هذه الرسوم الشهرية.
المصداقية
أكد خبير أمن المعلومات المهندس صالح الشمري لـ «الراي» أنه «في السابق ارتبطت العلامة الزرقاء للتوثيق بالمصداقية، لكن اليوم عندما أصبح التوثيق في متناول الجميع للأسف سيختلط الحق بالباطل وهذا يضر بالمصداقية، والخطرسيتمثل في زيادة الكلام المغلوط والمعلومات الخاطئة لأن الناس تثق في الحسابات الموثقة التي باتت لا يحكمها إلا المال»، مردفاً «من وجهة نظري أصبح الأمر مادياً وتجارياً، فقد كنا نتأكد من صحة الأخبارعبر الحسابات الموثقة، لأنها كانت تمر في مرحلة تدقيق وفحص حتى توثق، وكانت هناك سياسات وإجراءات لهذه العملية، لكن الآن وبعد السياسة الجديدة أصبح التوثيق متاحاً للجميع بغض النظر عن المحتوى».
وشدد الشمري على أن «الكويتيين واعون، ودائماً ما يبحثون عن المصادر الموثوقة، أما من يريد أن يتفاخر بالعلامة الزرقاء ظناً بأنها ما زالت بالقيمة نفسها التي كانت عليها في الماضي فهو من سيدفع ثمن التوثيق»، مردفاً «يجب الانتباه إلى زيادة احتمالية وجود تهديدات ضارة على مستخدمي (Twitter Blue)، حيث إنهم عرضة لعمليات التصيد الاحتيالي والاحتيال المتعلق بالتشفير وتوزيع البرامج الضارة بغرض الحصول على الأموال وبيانات الأشخاص».
وتوقع الشمري أن «تؤدي سياسة الرسوم مقابل التوثيق إلى نشر أخبار مزيفة وكوارث سياسية محتملة»، مضيفاً «تخيل لو تم انتحال شخصية سياسية على (تويتر)، ويكون حساب هذا الشخص موثقاً، فضلاً عن قيام الحسابات المخادعة بالتأثير في أسواق الأسهم والعملات المشفرة للتلاعب بمشاعر الناس، وكل ما يحتاجه مجرمو الإنترنت ببساطة هو 8 دولارات للبدء في هذه الأعمال، وقد يكون عائد الاستثمار ضخماً».
وبيّن أن «الكثير من الشركات العالمية وكذلك المشاهير أعلنوا أنهم لن يدفعوا مقابل هذه الخدمة، كذلك أعلن البيت الأبيض أنه لن يدفع مقابل تصديق حسابات موظفيه عبر (تويتر)».
شركات ترفض
وفي السياق، قال خبير أمن المعلومات رئيس لجنة الأمن السيبراني في اتحاد الإعلام الإلكتروني الكويتي محمد الرشيدي لـ «الراي»، «بات على الجميع منذ مطلع هذا الشهر الجاري دفع مبالغ مالية مقابل التوثيق في (تويتر)، وهذه الفكرة التي طرحها ماسك بأن التوثيق يكون مقابل أموال قللت من أهميته ومصداقيته، الأمر الذي جعلنا نشاهد الشركات الكبرى ترفض دفع مبالغ مادية مقابل العلامة الزرقاء».
وأضاف أن «(تويتر) خسر أكثر من 60 في المئة من قيمته السوقية، وهذا بسبب سياسات مالكه الجديد ولكن المفاجأة الكبيرة أن ماسك هو أكثر شخص في مجال التقنية حصل على أرباح هذا العام وزاد من ثروته بقاربة 45 مليار دولار رغم الخسارة التي طالت (تويتر). وهنا نأتي لتساؤل هل يهم ماسك مستقبل (تويتر) أم أنه سيتمسك به فقط حتى الانتخابات الأميركية فقط، لكن المؤكد أن المنصة من انحدار لانحدار وقد تنفرط سبحة هذه المنصة ونرى (تويتر) من الماضي».
تعويض المبالغ
إلى ذلك، قال خبير أمن المعلومات المهندس ناصر الأستاذ
لـ «الراي»، «فرض رسوم التوثيق الشهرية أتى لتعويض المبالغ التي دفعها ماسك في شراء (تويتر) الذي يخسر شعبيته وتقلل قيمة أسهمه، في وقت تقوم فيه المنصات الأخرى بعملية التوثيق مجاناً، فالتوثيق له مميزات لكن نفرض أن ثمة شخصاً مشهوراً لم يوثق حسابه، وهنا سيأتي شخص منتحل لشخصية هذا المشهور ويدفع الرسوم ويوثق الحساب».
واعتبر أن «تويتر بات يفقد شعبيته بعد شراء ماسك له، وما فعله من طرده لواحدة من أكفأ الموظفات وسحب علامة التوثيق من صحيفة (نيويورك تايمز)».
«Twitter Blue»
هي خدمة مدفوعة يتم الاشتراك فيها، ويتم بناء عليها إضافة شارة توثيق زرقاء إلى الحساب، وتوافر أيضاً خدمات أخرى مثل تعديل التغريدة، والحصول على ملخص لأهم المقالات وميزة التراجع عن التغريدة (قبل أن يراها الآخرون في خلال فترة محددة)، وميزة التغريدات الأطول.