توقعت وكالة «ستاندرد أند بورز» استمرار خسارة مصدري النفط في الشرق الأوسط للحصة السوقية في بعض الأسواق الآسيوية خصوصاً في الهند وسط التخفيضات الطوعية التي أعلنتها «أوبك بلس» والنفط الروسي الرخيص والتكاليف المرتفعة للشحنات المنطلقة من دبي.
وأوضحت أنه رغم ارتفاع صادرات البلدان الرئيسة المصدرة للنفط في الشرق الأوسط من دول الخليج والعراق إلى بعض أسواق آسيا بنسبة 0.6 في المئة على أساس سنوي لتبلغ 17 مليون برميل يومياً في الربع الأول من 2023، فإن صادرات هذه البلدان إلى الهند تراجعت بنسبة 25 في المئة إلى 2.338 مليون برميل يومياً خلال الفترة ذاتها.
وكشفت الوكالة أن روسيا حلت محل العراق كأكبر مورّد للنفط إلى الهند التي تعد ثالث أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم وتلبي نحو 85 في المئة من الطلب المحلي على النفط من مشترياتها في الخارج.
ونقلت الوكالة عن المحلل في مؤسسة «رينيسانس إينرجي أدفايزرز» والزميل في مؤسسة أكسفورد لدراسات الطاقة أحمد مهدي قوله: «إن تخفيضات (أوبك بلس) والصادرات الشرق أوسطية الأقل في وقت لاحق من العام بسبب زيادة طاقة المصافي ودخول بعض المصافي الجديدة الخدمة ستحفّز المصافي الهندية على زيادة وارداتها من الخام الروسي».
وكانت كل من السعودية والعراق والامارات والكويت وكازاخستان والجزائر وعمان والغابون أعلنت في 2 أبريل الجاري أنها ستبدأ بالتخفيض الطوعي لإنتاجها النفطي اعتباراً من شهر مايو وحتى نهاية العام بما يبلغ مجموعه 1.66 مليون برميل يومياً.
وسيكون ذلك إضافة إلى التخفيضات التي بدأها كل أعضاء «أوبك بلس» في نوفمبر الماضي والتي بلغت 2 مليون برميل يومياً.
وبدأت الهند شراء النفط الخام في 2022 عندما كانت حصة موسكو من إجمالي مشترياتها 2 في المئة، ولكن هذه الحصة ارتفعت إلى 30 في المئة بالربع الأول من 2023.
وحسب تقديرات «إس آند بي غلوبال» ستُساهم الهند بنحو 17 في المئة من نمو الطلب على الخام في المنطقة مع تعافيه بوتيرة أسرع من سرعته في بقية المنطقة.
وأشارت الوكالة إلى أن منتجي الشرق الأوسط يحاولون التعويض عن انخفاض الحصة السوقية لصادراتهم إلى المنطقة بالتوجه نحو زيادة صادراتهم إلى بلدان أخرى في المنطقة مثل ماليزيا وإندونيسيا والفيلبين.
وذكرت أن صادرات 7 دول منتجة في الشرق الأوسط إلى ماليزيا ارتفعت 73 في المئة سنوياً لتبلغ 491 ألف برميل يومياً في الربع الأول من العام، بنما ارتفعت الصادرات إلى إندونيسيا بأكثر من 45 في المئة لتبلغ 150 ألف برميل يومياً.
ولفتت الوكالة إلى أن اعتماد اليابان على خام الشرق الأوسط عند أعلى مستوياتهـ حيث شكّل 98.1 في المئة من وارداتها في فبراير، مضيفة أن مصدّري النفط في المنطقة يزيدون مبيعاتهم إلى أوروبا الساعية إلى الاستعاضة عن النفط الروسي بسبب الحظر الأوروبي المفروض عليه.