أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل ما لا يقل عن خمسة فلسطينيين بينهم طفل، وإصابة عشرات آخرين خلال عملية اقتحام للقوات الإسرائيلية لمدينة جنين ومخيمها، تخللها في سابقة منذ عقود قصف صاروخي بمروحيات «أباتشي».
واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال تقدر بـ120 آلية عسكرية معززة بمروحيات «أباتشي»، مدينة جنين ومخيمها، ونشرت قناصتها فوق بعض المنازل والبنايات المطلة على المخيم، خاصة في حيي الهدف والجابريات.
ودارت اشتباكات عنيفة لعدة ساعات بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين في عدة مناطق في مخيم جنين ومحيطه، أطلق جنود الاحتلال خلالها الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام، باتجاه الشبان الفلسطينيين، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات، بينها حالات حرجة، كما قصفت طائرة حربية من طراز «أباتشي» لأول مرة منذ عام 2002، أرضا خالية في حي الجابريات بمدينة جنين.
ودمرت جرافة عسكرية خط مياه ناقلا في حي الجابريات، كما تسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من مخيم جنين.
وقال شهود عيان إن القوات الاسرائيلية اقتحمت منزلا في الحي، واستخدمت سكانه دروعا بشرية.
وأوضحت مصادر في جنين أن قوات الاحتلال اعتقلت الشابين عاصم أبو الهيجا، ومصعب حسن البرمكي، خلال عدوانها على جنين ومخيمها.
وصدمت مركبة عسكرية اسرائيلية مركبة اسعاف للهلال الأحمر بشكل متعمد، ومنعتها من الوصول لنقل مصابين، كما عاقت عمل الطواقم الطبية في عدة أماكن من المدينة.
وأسفرت الاشتباكات المسلحة عن إصابة سبعة عناصر من القوات الإسرائيلية بجروح.
وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها طائرات مروحية عسكرية إسرائيلية لقصف مواقع فلسطينية في جنين منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية، بحسب مصدر أمني فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس.
من جانبه، أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان بأن مروحيات عسكرية من نوع «أباتشي» أطلقت «النيران تجاه المسلحين للمساعدة في انسحاب الجنود»، موضحا أن اقتحام جنين تخللته «اشتباكات كثيفة مع مسلحين فلسطينيين».
فلسطينيا، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن «مجازر الاحتلال هدفها تفجير المنطقة والوضع الحالي لا يمكن استمراره وعلى المجتمع الدولي، والإدارة الأميركية خاصة، التدخل فورا لوقف هذا الجنون الإسرائيلي».
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان «عدوان الاحتلال المتواصل» على جنين، قائلة إنه يشكل «تصعيدا خطيرا في ساحة الصراع واستنجادا إسرائيليا رسميا بدوامة العنف».
وأكدت حركة «فتح» أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم، ولن يرفع الراية البيضاء أمام عدوان الاحتلال الإسرائيلي الهمجي، مؤكدة مقاومته بالوسائل كافة، حتى انتزاع حقوقه الوطنية، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.