ما هي حقيقة انهيار الهرم المنحني؟

شهدت منصات التواصل في مصر مؤخراً انتشاراً لشائعة انهيار أحد الأهرامات في مصر، مع تداول صورة تظهر زاوية أحد تلك المعالم مهدمة وبانت أعمدة دعم حديثة موضوعة في المكان.

تم إضافة التدعيمات في الزاوية الشمالية الغربية في 2014

الهرم آمن وجاذب قوي للسياحة

وتم تداول تلك الشائعة مساء يوم الجمعة الماضي، مع انتشار منشور على فيسبوك، ولاحقاً عبر منصات تواصل اجتماعي أخرى بعنوان “الهرم بيفرط مننا، حجر حجر”.

وظهر في المنشور شخص يقف أمام إحدى زوايا هرم باتت بنيته الداخلية ظاهرة للعيان، وبانت بعض أعمدة التدعيم موضوعة في المكان للحؤول دون انهياره بشكل كامل.

ونال أحد أول المنشورات حول تلك الشائعة حتى تاريخ كتابة هذا التقرير، قرابة 600 مشاركة على فيسبوك، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار المنشورات المماثلة التي انتشرت منذ مساء يوم الجمعة، وأعدادها الكبيرة وغياب أي دور رقابي لفيسبوك من أجل نشر توضيح لتلك الشائعة أو العمل على الحد من انتشارها.

أصل الصورة

من خلال البحث العكسي، يتبين أن الصورة التي تنتشر اليوم عبر حسابات منصات التواصل ليست بجديدة، ويتم استعمالها من العديد من الحسابات والمنصات التي تروج للسياحة في منطقة الأهرامات منذ سنوات عدة.

التعرف والرد

ومع تداول لهذه الصورة، استطاع رواد منصات التواصل التعرف إلى الهرم، الذي تبين أنه يعود إلى الهرم المنحني الشهير للملك سنفرو، بمنطقة دهشور بمحافظة الجيزة في مصر.

واستدعى تضخم الشائعات عبر منصات التواصل إلى تدخل رسمي، مع إصدار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر مصطفى وزيري، بياناً ينفي فيه الحديث عن انهيارات أو خطر على زواره، مؤكداً أن “الأمر عار تماماً من الصحة، والهرم آمن وتتم زيارته بشكل طبيعي”.

وبشكل يتوافق مع الصور المنتشرة عبر منصات التواصل خلال الأعوام الماضية، يؤكد وزيري أن الصلبات الحديدية المتواجدة في الهرم المنحني ليست جديدة.

وأكد الأمين العام أنه جرى تثبيت الصلبات الحديدية في الزاوية الشمالية الغربية للهرم منذ مايو (أيار) 2014، حفاظاً على هذا الجزء من الهرم وتدعيماً له.

ولفت المسؤول إلى أن هذا التدعيم ساهم بشكل كبير في تحقيق الهدف المرجو منه، حيث يعد الهرم واحداً من أهم المزارات السياحية بالمنطقة الأثرية حالياً.
وقال مدير متحف الآثار بالإسكندرية حسين عبدالبصير في تصريحات لموقع “صدى البلد”، إن الجزء المنهار في الهرم ليس جديداً لكنه يعود لآلاف السنين، موضحاً أن الانكسار بالهرم والذي تسبب في تغيير زاوية بنائه، وهي مشكلة هندسية في التصميم، حيث بدأ بناء الهرم بزاوية 55 درجة، ولكن كان لا بد من تعديله إلى 43 درجة بسبب الحمل الزائد في الأحجار، مما أدى إلى عدم الاستقرار.

الحديث عن الأهرامات

وتصاعد الحديث عن الأهرامات في مصر يأتي في ظل استعداد مغني الراب الأمريكي ترافيس سكوت إقامة حفل غنائي له في الجيزة يوم 28 يوليو (تموز) الجاري وإطلاق ألبومه المنتظر “يوتوبيا” وشبه نفاد التذاكر على الموقع الرسمي بعد ساعات قليلة من طرحها.