هناك تصور شائع أن الاستعانة بالمستشارين الْمَالِيين هو أمر لا يُقدم عليه إلا الأثرياء فقط. بيد أن التَطَوُّر التكنولوجي قد ساهم في إتاحة فرص الحصول على الخدمات الاِسْتِشَارِية لمجموعة واسعة من الأفراد.
من منظور اقتصادي، أظهرت إحدى الدراسات أن المستشار الْمَالِي يمكن أن يحسن النتائج بمرور الوقت وأن الأفراد الذين يستخدمون مستشارًا ماليًا لأكثر من 15 عاما لديهم في المتوسط 2.7 أضعاف أصول أكثر من الأفراد الذين لم يستعينوا بمستشارين.
ربما الأهم من ذلك، هو المنظور النفسي، وحالة الاطمئنان النابعة من معرفة أن شخصاً ما يراقب الأصول في ضوء ظروف السوق ويمكن أن يساعد في الحفاظ على المسار الصحيح لتحقيق الأهداف.
غالبًا ما يكون قرار النظر في الاستعانة بخدمات المستشار الْمَالِي مدفوعًا بالظروف الشَخْصِيّة. ومع ذلك، هناك عدد من المحفزات الشائعة التي قد تدفع المرء إلى البحث عن مستشار منها:
الرغبة العامة في توظيف خدمة تحافظ على الْاِسْتثمَارات على المسار الصحيح؛ وضيق الوقت، وتراكم الثروة التي قد تتطلب بعض التخطيط.
بمجرد أن تشعر بأنك مستعد لبدء العمل مع مستشار مالي، هناك العديد من الجوانب التي يجب مراعاتها.
أهم 5 قواعد يجب مراعاتها قبل الاستعانة بمستشار مالي
1- اختيار المستشار الْمَالِي حسب نمط الحياة
إن فهم كيفية تناسب المشورة الْمَالِية في حياتك هو المفتاح لاختيار المنصة المناسبة لك.
بدلًا من أن يكون المستشار شخصًا أو فريقًا من الأشخاص، وسعت التكنولوجيا من اختيار الخدمات الاِسْتِشَارِية، وكذلك كيفية تقديم المشورة.
إذا كنت تفضل وجود علاقة وثيقة يتم إجراؤها من خلال المكالمات الهاتفية والاجتماعات، فقد يكون المستشار التقليدي أفضل.
ولكن؛ إذا كان إنشاء علاقة والحفاظ عليها من خلال الهاتف المحمول أكثر توافقًا مع نمط حياتك، فقد يكون المستشار الآلي التقليدي مناسبًا لك.
هناك العديد من العروض التي تندرج بين هذين الخيارَيْـن، وتجمع بين التكنولوجيا والمشورة البشرية التي قد تناسب العديد من التفضيلات.
إن العثور على مستشار يناسب نمط حياتك الشخْصِيّة سيعني على الأرجح أنك ستكون أكثر عرضة للالتزام باختيارك، وبالتالي استثماراتك.
2- وضع التوقعات الصحيحة
إن فهم العوامل الآتية سيجعل تجربة الْاِسْتثمَار أكثر سلاسة:
– من سيكون له القول الفصل بشأن قرارات الْاِسْتثمَار.
– كيف كان أداء الْاِسْتثمَارات السابقة.
– تحمل المخاطر الشخْصِيّة والجدول الزمني.
وهذا سيحدد فهمًا واضحًا لما يمكن توقعه وما هو نطاق العوائد الممكنة، بالنسبة لاحتياجاتك.
لضمان حصولك أنت ومستشارك على صورة كاملة عن احتياجاتك، اقضِ بعض الوقت في تحديد أهدافك.
على سبيل المثال، قد ترغب في الاستقرار وتأسيس عائلة في السنوات القليلة المقبلة أو شراء منزل.
3- معرفة هيكل الرسوم بالكامل
من الأهمية بمكان أن نفهم أن هناك دائمًا رسوماً؛ سواء كانت صريحة أو ضمنية. لذا يُنصح باستجلاء الأمر من كافة جوانبه وطرح هذه الأسئلة:
– هل هناك رسوم إدارية إضافية للخدمات الأخرى أم هي رسوم شاملة؟
– كيف سيتم احتساب الرسوم ودفعها؛ هل كنسبة مئوية من حجم محفظتك أم كرسوم ثابتة؟
– وكم مرة سيتم محاسبتك؛ شهريًا أم ربع سنويًا أم سنويًا؟
أخيرًا، تأكّد من فهم الرسوم الشَّامِلة، والتي يمكن أن تشمل الرسوم الاِسْتِشَارِية والرسوم من الْاِسْتثمَارات الأساسية، مثل الصناديق ومراجعة أداء المحفظة أو “صافي” جميع الرسوم.
بشكل عام، يجب أن يتمتع المستشارون بالصراحة والشفافية بشأن هياكل الرسوم الخاصة بهم.
4- فهم نهج الْاِسْتثمَار
تأتي المشورة الْاِسْتثمَارية في شكل مجموعة متنوعة من الأساليب باستخدام البيانات الكمية، مثل الخوارزميات، أو البيانات النوعية، مع تقدير المستشار الْمَالِي.
بيد أن هناك مخاطرة في الاعتماد على نهج واحد. قد يكون للخوارزميات قيود في توليف الأحداث الجارية أو تطبيق التوقعات.
وبالمثل، يمكن أن تتأثر السلطة التقديرية البشرية بالتحيزات والعواطف، والتي قد لا تكون موضوعية مثل خوارزمية تحليل الاتجاهات.
وعلاوة على ذلك، ينبغي أن يكون المستشارون قادرين على توفير السياق والتبرير لإجراء تغييرات على محفظتك.
5- التعرّف على نوعية الْاِسْتثمَارات
إن فهم أنواع الْاِسْتثمَارات التي سيقوم بها مستشارك، سواء كانت أسهماً أو سندات أو صناديق استثمار مشتركة أو صناديق متداولة في البورصة؛ أمر حتمي بالنظر إلى أهداف الْاِسْتثمَار الخاصة بك.
على سبيل المثال، هناك اختلافات ملحوظة بين الْاِسْتثمَار في صناديق الْاِسْتثمَار المتداولة مقابل صناديق الْاِسْتثمَار المشتركة.
حيث يمكن أن تكون صناديق الْاِسْتثمَار المتداولة أكثر كفاءة من الناحية الضريبية من صناديق الْاِسْتثمَار المشتركة وتسمح لك بالْاِسْتثمَار فقط في نهاية اليوم.