اختتمت الخميس الماضي ورشة عمل بعنوان «تعزيز الحس الأمني للمتحدث الاعلامي»، التي نظمتها أكاديمية الشرطة في قطر بالتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والأمانة الفنية لمجلس وزراء الاعلام العرب والتي استضافها نادي الضباط بالإدارة العامة للدفاع المدني لمدة ثلاثة أيام.
وشارك في ورشة العمل نائب رئيس التحرير رئيس جمعية الصحافيين الكويتية نائب رئيس اتحاد الصحافيين العرب الزميل عدنان الراشد بالإضافة إلى عدد من الخبراء والمختصين والأكاديميين من الدول العربية والمنظمات الدولية ذات العلاقة.
وتضمن البرنامج الختامي للورشة عددا من الأوراق، بدأت بورقة عمل قدمها العميد جوزيف مسلم رئيس شعبة العلاقات العامة والمتحدث الرسمي في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني وكانت بعنوان «مهارات المتحدث الرسمي أمام وسائل الاعلام»، بينما قدم الورقة الثانية اللواء متقاعد د.معتصم عبد الوهاب المجالي المفوض العام السابق للشرطة الدولية بالوكالة من الأردن وكانت بعنوان «تحسين الصورة الذهنية لمؤسسات وقطاعات الدولة المختلفة- المؤسسات الحكومية الأمنية والأهلية والقطاع الخاص».
واختتمت الجلسة بورقة قدمها الأستاذ عزالدين سلمان مدير البرامج ومسؤول مكتب الشرق الأوسط وشمال افريقيا بمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب حول «دور الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الحس المجتمعي لمنع ومكافحة الإرهاب وتنفيذ خطاب العنف والتطرف والكراهية في المنطقة العربية».
وكانت ورشة العمل انطلقت الثلاثاء الماضي في الدوحة أكد فيها رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية د.عبد المجيد البنيان في كلمة له خلال حفل الافتتاح أن تنظيم هذه الورشة يستهدف تعزيز الحس الأمني للمتحدث الإعلامي، لافتا إلى أن مثل هذه الورش تأتي ضمن مسؤوليات الجامعة كونها الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب والجهة الموكلة لها تنفيذ مخرجات الاستراتيجيات الأمنية العربية. وذكر البنيان انه في عام 2019 أقر المجلس الأعلى للجامعة خطة استراتيجية تضمنت إطلاق مجموعة من المبادرات النوعية شملت تقديم برامج دراسات عليا جديدة في مجالات الأمن الوطني والقانون الجنائي وعلم الجريمة والجرائم السيبرانية والجرائم الاقتصادية وانفاذ القانون. وأضاف ان الخطة تضمنت أيضا إنشاء مراكز متخصصة من أجل دعم صناعة القرار وصياغة السياسات الأمنية العامة، مشيرا إلى إنشاء مركز للمخدرات والجريمة بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة وأمن الحدود بالشراكة مع منظمة الهجرة الدولية ومركز للبحوث الأمنية المتخصصة في مجالات الأمن الوطني والدراسات الإستراتيجية.
من جهته، قال رئيس أكاديمية الشرطة العميد عبدالرحمن السليطي في كلمة مماثلة إن الإعلام الأمني يشكل أداة الاتصال والتواصل الرسمي لوزارات الداخلية وللأجهزة الأمنية، إذ يعهد إليه صياغة الخطاب الإعلامي الموجه الوسائل الاعلام المختلفة وإلى الجمهور بموضوعية وشفافية وحيادية من أجل توعيتهم بالحقائق والمعلومات الصحيحة الصادرة من الجهات الرسمية.
وأضاف أن توعية الجمهور تهدف إلى منع أي أكاذيب أو إشاعات مغرضة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المجتمعات العربية وتعزيز الشراكة المجتمعية وزرع الثقة والمصداقية لدى أفراد المجتمع فيما يطرحه الخطاب الاعلامي الرسمي علاوة على ألا يستقي معلوماته إلا من مصادرها الرسمية المعتمدة. وبين أن الحس الأمني للمتحدث الاعلامي يعد مهارة تنطلق من الإحساس بالمسؤولية والخبرات المتراكمة نحو استحضار الألفاظ والعبارات التي تتناسب والموضوع المراد بيانه وتوضيحه لأفراد المجتمع، مشيرا إلى حرص أكاديمية الشرطة القطرية على ترسيخ مفاهيم الحس الأمني لدى منتسبيها والتدريب على المهارات اللازمة.
وأقيمت أعمال الورشة تحت رعاية وزير الداخلية وقائد قوة (لخويا) رئيس المجلس الأعلى لأكاديمية الشرطة الشيخ خليفة بن حمد وبحضور وزير الدولة للشؤون الداخلية الشيخ عبدالعزيز بن فيصل.
وقال مدير إدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية العميد عبدالله خليفة المفتاح خلال تقديمه لورقة العمل الخاصة به في اليوم الثاني للورشة بعنوان «المتحدث الرسمي الأمني بين تطورات العمل الإعلامي وضوابط الحس الأمني- الواقع والتحديات» ان من أهم وظائف المتحدث الرسمي الأمني هي الإحاطة المعلوماتية للجمهور عما تقوم به المؤسسة الأمنية وصناعة التفاعل الإيجابي مع الخطط والإجراءات الأمنية وتنمية العلاقة بين المؤسسة الأمنية والجمهور ووسائل الإعلام.
وأضاف ان من أهم مهام المتحدث الرسمي التصدي لما يثار عن المؤسسة من آراء سالبة ودراسة التفاعل الإعلامي حول المؤسسة والرد عليه إضافة الى ضمان مجتمع متبن للقضايا الأمنية بمختلف أشكالها. وانتهت أعمال الجلسة الأولى بورقة قدمها اللواء د.سعد الموسوي مدير العلاقات العامة والاعلام بوزارة الداخلية العراقية وكانت بعنوان «التعرف إلى أساليب وطرق الإدارة النموذجية للمتحدث الرسمي في أثناء الأزمات». وتحدث الموسوي عن مهارات المتحدث الرسمي، أهمها أن يكون تواقا حذرا غير منفعل وأن يمتلك مهارة التواصل الدائم والثبات، وأن يكون سباقا وسريع الفهم والاستيعاب ومرنا ومميزا جيدا.
كما تحدث الموسوي عن تجاربه الشخصية في العراق كونه متحدثا رسميا والصعوبات التي واجهها وكيفية التغلب عليها.