أعلن الباحث في التراث الكويتي طلال الرميضي الانتهاء من فهرسة 800 وثيقة نادرة عن الكويت في الارشيف العثماني وتصنيفها بنظام الحاسب الآلي تتنوع اهميتها ما بين معلومات عن الكويت وشيوخها أو متعلقة بحادثة تاريخية معينة.
وقال الرميضي الذي يشغل منصب أمين عام رابطة الأدباء الكويتيين في محاضرة نظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب ضمن موسمه الثقافي علي مسرح متحف الكويت الوطني هنا الليلة أن الأرشيف العثماني يعتبر من أكبر مراكز الأرشيف على مستوى العالم وله إدارة مميزة في التنظيم والاستقبال وتقديم خدمات للباحثين ‘الا أن الكويت لم تهتم بهذا المركز الأرشيفي الهام بذات الأهمية على غرار مراكز الأرشيف الأخرى’.
وذكر أن 11 باحثا كويتيا فقط زاروا الأرشيف العثماني الامر الذي يعكس ‘عدم اهتمام الدولة والباحثين بالأرشيف العثماني’ فضلا عن قلة الاهتمام الإعلامي بما يحتويه من وثائق تاريخية نادرة حول تاريخ الكويت واللغة المستخدمة بالوثائق والتي تم التوقف من استعمالها في عام 1923.
واوضح ان الأرشيف العثماني يضم نحو 150 مليون وثيقة تتناول أخبار وتواريخ مناطق مختلفة في ثلاثة قارات وأن منطقة الخليج العربي لها نصيب وافر من هذه الوثائق مشيرا الى وجود 419 دفترا سجلت الأحكام والقرارات المهمة التي يجري تداولها ومناقشتها في القضايا الداخلية والخارجية وفي المجالات السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية بالإضافة إلى دفاتر قديمة متنوعة المواضيع ذات أهمية كبرى تتجاوز الألف دفتر.
وذكر انه تم فهرسة جزء من الوثائق العثمانية في الأرشيف بما يقارب الثلث وجاري العمل بجدية على فهرسة الباقي اذ تتبع إدارة الأرشيف خطة للانتهاء من باقي الوثائق في حلول عام 2023 بمناسبة مرور قرن على تأسيس الجمهورية التركية.
واكد الرميضي وجود معلومات نادرة وقيمة عن جوانب متنوعة من تاريخ الكويت في الأرشيف العثماني منها موضوع علاقة إمارة الكويت بالدولة العثمانية والعراق العثماني بالاضافة الى معلومات متعلقة بتواريخ أسر وقبائل في الكويت ومنطقة الخليج العربي.
واشار الى وجود وثائق هامة جدا عن ماضي الكويت متناثرة في عدة أرشيفات عالمية تابعة لدول كان لها طموحات واسعة بمنطقة الخليج العربي في الزمن الماضي منها ما هو موجود في خزائن الأرشيف البريطاني والأرشيف الروسي والأرشيف الفرنسي والمراكز الأرشيفية الهولندية والألمانية وغيرها ‘الا أن الجهود الكويتية المبذولة للاستفادة منه ضئيلة جدا’.
وذكر ان هناك أيضا وثائق خليجية وعربية تتعلق بالكويت وبها فوائد تاريخية كبيرة للتاريخ الكويتي منها ما هو محفوظ في دارة الملك عبدالعزيز بالرياض ودار الوثائق القومية بالقاهرة وخلاف ذلك من المراكز الوثائقية الهامة.
وبين ان المصادر الوثائقية التي يستعين بها الباحث أثناء اشتغاله بالبحث في جوانب تاريخ الكويت وعند دراسته لحادثة تاريخية متعددة منها المصادر المطبوعة والروايات الشفهية والقصائد الشعرية والصحافة القديمة وغيرها موضحا ان المخطوطات القديمة تظل هي المصادر الأكثر أهمية وفائدة للباحث.