في مدينة لوليو السويدية، البالغ عدد قاطنيها 80 ألف نسمة، والواقعة على مسافة 150 كيلومتراً في جنوب الدائرة القطبية الشمالية، تشجّع حملة بلدية السكان الذين يُوصفون بأنهم انطوائيون، على إلقاء التحية على بعضهم بعضاً.
ويُظهر مقطع فيديو انتشر أخيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سكاناً من لوليو بوجوه عابسة، تتغيّر ملامحهم فجأة عندما يصادفون أحد المارة ملقياً التحية عليهم. وأُرفق المقطع بتعليق جاء فيه “إلقاء التحية على جيرانك خطوة بسيطة، لكنها تساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية”.
وتُبث الحملة طوال الشهر الجاري في الحافلات والمباني في المدينة، وفق ما أوضحت أوسا كوسكي، القائمة على هذه المبادرة في بلدية لوليو.
وأضافت “لسنا في إسبانيا، حيث يجلس الناس على المقاعد لتبادل الأحاديث، وحيث يكون التواصل بين أفراد المجتمع في الهواء الطلق أكثر شيوعاً”.
وأشارت كوسكي إلى أن “السويديين يميلون أحياناً إلى الانغلاق أكثر على أنفسهم، يجب إيجاد طرق للتفاعل”.
وتنظم المدارس الثانوية في المنطقة أيضاً عروضاً لهذا الفيديو. وبحسب كوسكي، فإن “أحدث الدراسات تشير إلى أن أفراد الفئة العمرية 16-29 عاماً معرضون بشكل خاص للوحدة”. وتابعت كوسكي “نعتقد أن الناس سيتبادلون التحيات بصورة أكبر وسيرون التأثير الإيجابي” لهذه المبادرة البلدية.
في منطقة تشرق فيها الشمس ثلاث ساعات فقط يومياً خلال الشتاء، وحيث يصل متوسط درجة الحرارة إلى حوالي عشر درجات دون الصفر في ديسمبر (كانون الأول)، لا تتاح للمقيمين فرصة كبيرة للقاء بعضهم البعض بشكل يومي.
لكن أوسا كوسكي تعزو هذا المنحى لدى السكان أيضاً إلى نمط الحياة الحضري، قائلة: “كلما كبرت المدينة، شعرت بالوحدة أكثر. في الوقت الذي كنا لا نزال نعيش في القرى، كنا أكثر قدرة على قول هذه الأشياء البسيطة”.