أشاد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ طلال الخالد بقوة ومتانة العلاقات الكويتية – الإماراتية في ظل قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
جاء ذلك في تصريحات خلال حفل الاستقبال الذي نظمته سفارة دولة الإمارات لدى البلاد بمناسبة عيد الاتحاد الـ 52 بحضور رسمي وديبلوماسي وشعبي كبير.
وأعرب وزير الداخلية عن خالص التهنئة لقيادة وحكومة وشعب الإمارات الشقيق، مشيدا بالتقدم والازدهار الذي تحققه دولة الإمارات الشقيقة في جميع المجالات.
من جهته، أشاد سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى البلاد د.مطر النيادي بعمق العلاقات الإماراتية – الكويتية والتي وصفها بالتاريخية والمتجذرة، نظرا لأواصر الأخوة والمصير المشترك الذي يربط البلدين الشقيقين، موضحا أن هذه العلاقات تستمد قوتها من العلاقات المتميزة التي تجمع القيادة الرشيدة في البلدين وتكامل الشعبين والتعاون والتواصل المستمر، مشيرا إلى تطور العلاقات الثنائية على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، لافتا إلى أن الحضور الكبير الذي يشهده حفل العيد الوطني سنويا يعكس محبة الكويت وشعبها للإمارات وشعبها، وهو شعور متبادل يكنه أهل الإمارات للكويت وشعبها.
وكشف النيادي عن أن إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 38 مليون دينار في نهاية العام الماضي، مشيرا إلى أن بيانات العام الحالي تشير إلى ارتفاع معدلاته، لافتا إلى التطور الأكاديمي بين البلدين، حيث يوجد أكثر من 1500 طالب كويتي يتلقون تعليمهم الجامعي في كليات وجامعات إماراتية، موضحا أن الإمارات تولي اهتماما كبيرا بالتعليم ومؤخرا تم افتتاح ثلاث جامعات جديدة أمام الطلاب الكويتيين لدراسة الطب.
ولفت النيادي إلى وجود تعاون مثمر بين الكويت والإمارات في القطاع الصحي، معربا عن سعادته بأن الإمارات أصبحت وجهة مهمة للعلاج بالخدمات الطبية النوعية التي يوفرها القطاع الصحي، نحن فخورون بالتعاون المثمر في مجال زراعة الأعضاء بين الجهات الصحية في البلدين الشقيقين، موضحا أن دولة الإمارات من الوجهات السياحية المفضلة للكويتيين، والسياحة تلعب دورا مهما في دعم وتعزيز العلاقات الشعبية بين البلدين، كاشفا عن أن أكثر من 300 ألف مواطن كويتي قد زاروا الإمارات خلال العام الحالي.
وفيما يتعلق بمؤتمر Cop 28 الذي انطلق في دبي الخميس الماضي، قال السفير النيادي إن بلاده من الدول المصدرة للنفط والغاز وتسعى إلى خفض الانبعاثات والتحول في قطاع الطاقة المتجددة، لهذا جاء المؤتمر تأكيدا على إيمان الإمارات بأنه يمكن الجمع بين المصادر التقليدية من نفط وغاز وجهود التحول في قطاع الطاقة وخفض الانبعاثات، مشيرا إلى أن رسالة بلاده في المؤتمر تحمل عنوانا عريضا أنه مؤتمر للتنفيذ وليس للتعهدات فقط، مبينا أن هناك أربعة أهداف رئيسية تضعها بلاده لهذا المؤتمر، أهمها التحول المسؤول والمنطقي في قطاع الطاقة وتحسين حياة الإنسان من مياه وغذاء بزيادة الرقعة الزراعية ومحاربة التصحر، إضافة إلى تطوير آليات التمويل للدول التي تحتاج إلى تحسينات بيئية والنقطة الأخيرة أنه لا يترك أحد خلف الركب، وذلك بمراعاة المناطق ذات الطبيعة الخاصة مثل غابات الأمازون وغيرها.
وعن المبادرة التي أطلقها رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بداية العام (2023 عام الاستدامة) تحت شعار (اليوم للغد)، أوضح النيادي أن قصة الإمارات كبيرة مع الاستدامة وتحول الطاقة وحماية البيئة، وتلك القصة ترجع إلى وقت الرئيس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث بنت القيادة الإماراتية على تلك الرؤية خطوات مهمة وفعالة، مبينا أن «عام الاستدامة» يهدف إلى تحفيز مختلف القطاعات إلى تنفيذ المبادرات والفعاليات وتسليط الضوء على جهود الإمارات في التنمية المستدامة، إضافة إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية وتشجيع المشاركة المجتمعية في تحقيق استدامة التنمية ودعم الاستراتيجيات الوطنية في هذا المجال نحو بناء مستقبل أكثر رخاء وازدهارا وإبراز الجهود التي تقوم بها الإمارات في تعزيز العمل الجماعي الدولي لمعالجة تحديات الاستدامة ودورها في التوصل إلى حلول مبتكرة.
وأشار إلى أن الاستثمار في التقنيات الجديدة لالتقاط واحتجاز الكربون أصبح أمرا مهما، ولذلك تم افتتاح مركز تعزيز جهود استخدام هذه التقنيات والتي أثبتت جدارتها في خفض الانبعاثات، هذا بما يتعلق باستخدام التكنولوجيا، أما فيما يتعلق بالأدوات الطبيعية فقد حرصت الإمارات على زراعة شجرة (القرم) والتي لها تأثير كبير في خفض الانبعاثات وإعادة تهيئة البيئة البحرية حيث أطلقت مع إندونيسيا تحالفا في العام الماضي باسم تحالف القرم من أجل المناخ وبهدف تحفيز الدول على زراعة أشجار القرم، معربا عن فخره واعتزازه بانضمام الكويت الى هذا التحالف في شهر مايو الماضي، مبينا أن السفارة قامت بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة بزراعة 200 شجرة تم استيرادها من الإمارات في محمية الجهراء، وكل تلك الجهود تصب ضمن خفض الانبعاثات.
وعن الدور الإماراتي في العمل الإنساني، ذكر أن الإغاثة والعمل الإنساني هما جزء من السلوك الإماراتي كبقية دول مجلس التعاون الخليجي، ففي فبراير 2023 أطلقت الإمارات عملية الفارس الشهم لإغاثة منكوبي الزلازل في تركيا وسورية، كما قدمت مساعدات إنسانية عاجلة لإغاثة المتضررين من زلازل أفغانستان، مضيفا أن بلاده تركز على إغاثة الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة، مشيرا إلى أنه حتى الآن تم إرسال 88 رحلة عبر الجسر الجوي الإماراتي تضمنت مساعدات و1600 طن من المساعدات تم شحنها للقطاع، وأيضا عدد كبير من المواد الغذائية يتم شراؤها من السوق المحلية في مصر وإدخالها لغزة، فضلا عن مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لعلاج ألف طفل وألف مصاب بالسرطان في مستشفيات الإمارات، كما تم إنشاء محطة مياه بقدرة 600 غالون وجار العمل على إنشاء مستشفى ميداني في غزة.