أكد السفير الفيتنامي لدى البلاد نجو ثوان ثانغ أن العلاقات الفيتنامية ـ الكويتية تتسم بالقوة والمتانة حيث إنها بنيت على أسس صلبة من الصداقة والاحترام المتبادل والتعاون المشترك، مشيرا إلى تطور العلاقات الثنائية على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، لافتا إلى أن الكويت بديبلوماسيتها الرائدة والمتوازنة تلعب دورا فريدا إقليميا ودوليا في حل الازمات وإحلال السلام. وأشار ثانغ ـ في لقاء خاص مع «الأنباء» ـ إلى وجود اكثر من 10 اتفاقيات ومذكرة تفاهم تسير العلاقات الثنائية بين البلدين وتشكل الإطار القانوني لها، موضحا أن الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية قد مول 18 مشروعا للبنى التحتية في فيتنام بإجمالي 200 مليون دولار، موضحا أن اجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 5.5 مليارات دولار العام الماضي، في حين بلغ إجمالي حجم الاستثمارات الحكومية الكويتية في مشروع مصفاة ومجمع بتروكيماويات نغي سون 3.5 مليارات دولار. وأوضح أن بلاده لديها إمكانات هائلة في قطاع الانتاج الزراعي وتستطيع أن تكون شراكة مميزة مع الكويت في مجال الأمن الغذائي، كاشفا عن أن الجولة القادمة من المشاورات السياسية بين البلدين على المستوى الوزاري ستعقد في الكويت العام القادم، وفي السطور التالية تفاصيل الحوار.
كيف تصف العلاقات الكويتية ـ الفيتنامية ماضيها وحاضرها وآفاقها المستقبلية؟
٭ العلاقات الفيتنامية ـ الكويتية تتسم بالقوة والمتانة حيث بنيت على أسس صلبة من الثقة والصداقة والاحترام المتبادل والتعاون المشترك. العلاقات الديبلوماسية بين البلدين بدأت في عام 1976 وكانت الكويت أول دولة خليجية تقيم علاقات ديبلوماسية مع فيتنام، وعلى مدار 47 عاما هي عمر العلاقات بين البلدين تتطور علاقاتنا الثنائية بشكل ملحوظ على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون.
وقد ساهمت الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين في دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ووضعت الأطر الملائمة لها، ومنها على سبيل المثال زيارة رئيس الوزراء الأسبق سمو الشيخ ناصر المحمد إلى فيتنام في عام 2007 وزيارة رئيس الوزراء الفيتنامي نجوين تان دونغ إلى الكويت في عام 2009، حيث وقع الجانبان عددا من المعاهدات ومذكرات التفاهم بين البلدين تسير ابرز مجالات العلاقات الثنائية وتشكل الإطار القانوني لها. نسعى للبناء على العلاقات الثنائية القوية التي تجمعنا مع الكويت من خلال فتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي لاسيما في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار، وستعقد الجولة القادمة من المشاورات السياسية على المستوى الوزاري في الكويت العام القادم، كما أن الاجتماع القادم للجنة المشتركة بين البلدين التي يترأسها من الجانب الكويتي وزير المالية ومن الجانب الفيتنامي وزير التجارة نتوقع ان يعقد العام القادم.
كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين؟ وما أبرز جهود السفارة لرفع معدلاته؟
٭ إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 5.5 مليارات دولار في العام الماضي، 5 مليارات دولار منها منتجات ومشتقات نفطية وكيماوية تستوردها فيتنام بشكل رئيسي من الكويت، في حين تقدر الصادرات الفيتنامية إلى الكويت بـ 500 مليون دولار، معظمها من الفاكهة والتوابل والأرز والقهوة والمأكولات البحرية وأواني السيراميك والأثاث والمنتجات الجلدية وبعض الأجهزة الإلكترونية.
ماذا عن الاستثمارات الكويتية في فيتنام؟
٭ الاستثمارات الكويتية في فيتنام محدودة جدا، ولكن لدينا تعاون مميز مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والذي مول 18 مشروعا للبنى التحتية في فيتنام بإجمالي 200 مليون دولار ونثمن هذا الدعم عاليا والذي بدأ مع المشروع الأول في عام 1979. والعام القادم سيرسل الصندوق مجموعة من الطلاب الكويتيين إلى فيتنام لزيارة هذه المشاريع ومدى أهميتها للسكان.
إجمالي حجم الاستثمارات الحكومية الكويتية المباشرة في فيتنام يبلغ 3.5 مليارات دولار لشركة البترول الكويتية في مشروع مصفاة ومجمع بتروكيماويات نغي سون، إلا أن المصفاة قد واجهت العديد من الصعوبات خلال جائحة كورونا، ولكن الأمور الآن أخذة في التحسن وأصبح المشروع على الطريق الصحيح.
وعلى صعيد استثمارات القطاع الخاص صناعات الغانم لديها مشروع في جنوب البلاد، ممثل في شركة «كيربي ستيل» للحديد، والذي يصنع أجود أنواع الحديد بنحو 200 مليون دولار سنويا، إلا أنني لست راضيا عن حجم الاستثمارات وأرى أن هناك فرصة كبيرة لزيادة معدلاتها في ضوء الإمكانات التي يتمتع بها البلدان. ولذلك أدعو المستثمرين الكويتيين إلى استكشاف فرص الاستثمار المتاحة في فيتنام بموقعها الاستراتيجي المميز والذي يشكل جسرا للتواصل بين دول عدة كالصين، بالإضافة إلى أن الاقتصاد الفيتنامي آخذ في الازدهار، وهناك الكثير من الفرص الاستثمارية المميزة.
ما أبرز مجالات التعاون المحتملة والتي تسعون للترويج لها في الكويت؟
٭ أعتقد أن فيتنام بإمكاناتها تستطيع أن تكون شريكا موثوقا للكويت في العديد من المجالات مثل الأمن الغذائي حيث إن لدينا إمكانات هائلة في قطاع الزراعة لإنتاج الغذاء، ونستطيع أن نكون شراكة في هذا المجال الحيوي، لقد بدأ المستهلك الكويتي التعرف على جودة منتجاتنا الغذائية ويقبل عليها مثل الفاكهة والتوابل والأرز والقهوة والمأكولات البحرية، بالإضافة إلى التجارة والاستثمار والتعاون الاكاديمي والتي تعتبر من القطاعات الواعدة، إلا أن العائق الوحيد الذي نسعى للتغلب عليه هو عدم وجود خط طيران مباشر بين البلدين.
ماذا عن جهود السفارة في الترويج لفيتنام كوجهة سياحية مميزة؟
٭ إن التبادل الشعبي بين الدولتين يعزز من التقارب ويوسع مساحة التفاهم بينهما، خصوصا أننا نشترك مع الكويتيين في القيم الآسيوية نفسها خصوصا في الانفتاح وقبول الآخر والترحيب بالضيف. وفيما يتعلق بالطعام بات لدينا الآن الكثير من المطاعم الحلال، ولدينا نحو 100 ألف مسلم في فيتنام، كما توجد لدينا مساجد في جميع أنحاء البلاد، ونسعى للترويج لفيتنام كوجهة سياحية مميزة تمتاز بتنوع طبيعي وحضاري وثقافي كبير، لدينا أكثر من 3000 كيلومتر شواطئ والعديد من المنتجعات والجبال لمحبي تسلق الجبال، بالإضافة إلى العديد من الأماكن التاريخية.
الكويتيون يحصلون على التأشيرة اونلاين وتستغرق من 3 إلى 5 أيام عمل برسوم 25 دولارا تسمح لحاملها للإقامة في فيتنام لمدة شهر، وفي عام 2019 اصدرنا حوالي 3000 تأشيرة للكويتيين.
كم عدد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تسير العلاقات الثنائية بين البلدين؟
٭ لدينا أكثر من 10 اتفاقيات ومذكرة تفاهم تغطي أكثر من 17 مجال من مجالات التعاون الثنائي وتسير العلاقات بين البلدين وتشكل الإطار القانوني لها، منها منع الازدواج الضريبي وإعفاء أصحاب الجوازات الديبلوماسية والخاصة من التأشيرة والتعاون الاكاديمي.
كيف ترى الدور الذي تلعبه الكويت في حل الأزمات وإحلال السلام؟
٭ الكويت تلعب دورا فريدا إقليميا ودوليا في حل الأزمات وإحلال السلام بديبلوماسيتها الرائدة والمتوازنة وعلى الصعيد السياسي نتعاون بشكل مميز ونتبادل الدعم معها في المحافل الدولية، كما أود أن أشيد بدور الكويت المميز على صعيد العمل الإنساني والذي هو محل احترام وتقدير المجتمع الدولي.
كيف ترى الأوضاع الصعبة والمعقدة في المنطقة؟
٭ المشهد السياسي في المنطقة في غاية التعقيد بالعديد من المناطق الساخنة والتي تؤثر على الأمن والأمان وتسبب في معاناة الناس، وأتمنى أن يعود الأمن والسلام إلى المنطقة وأن تنعم بالهدوء ومزيد من الاستقرار.
الديوانية ثقافة فريدة
أكد السفير الفيتنامي لدى البلاد نجو ثوان ثانغ أهمية الديوانية كثقافة فريدة وجسر من جسور التواصل في المجتمع الكويتي، موضحا أنه زار حوالي 60 ديوانية خلال شهر رمضان المبارك.
جالية صغيرة
أشار السفير نجو ثوان ثانغ إلى الجالية الفيتنامية في الكويت صغيرة ولكنها نوعية ومدربة، موضحا أن تعداد أبناء جاليته في الكويت كان 4000 مواطن قبل جائحة كورونا ولكن أغلبهم عاد لبلاده خلال الجائحة ولكنهم بدأوا في العودة بعد عودة الحياة الطبيعية، لافتا إلى أن تعداد الجالية يبلغ 500 شخص يعملون في قطاعات مختلفة مثل النفط والغاز والخطوط الجوية الكويتية وقطاع الفنادق، بالإضافة إلى 8 طلاب فيتناميين يدرسون اللغة العربية في جامعة الكويت.
التبادل الثقافي
لفت السفير الفيتنامي إلى أهمية التبادل الثقافي بين البلدين والذي يسهم في تعزيز الفهم المشترك بين الشعبين، مشيرا إلى أن السفارة تولي التبادل الثقافي أهمية كبيرة من خلال جلب الفرق الموسيقية والفنية من فيتنام إلى الكويت، مشددا على أن للتبادل الثقافي أوجه عدة بخلاف الموسيقى والفنون، مبينا أن الطعام والقهوة الفيتنامية من أبرز تلك الأوجه، بالإضافة إلى الطلاب الذين يدرسون اللغة العربية في جامعة الكويت بموجب منحة حكومية.
المطبخ الكويتي
أشار السفير نجو ثوان ثانغ إلى أنه يعشق المطبخ الكويتي بأطباقه اللذيذة والمتنوعة وخصوصا مكبوس اللحم ومكبوس الدجاج، موضحا أن الطعام من ابرز عناصر التبادل الثقافي بين البلدين.