حالة من الترقب تعيشها “الصاغة”، وسوق الذهب في مصر، بعدما قامت أجهزة الأمن بالقبض على أحد كبار تجار خام الذهب في “الصاغة” بمنطقة الجمالية.
وكان لإلقاء القبض على “إمبراطور الذهب”، كما لقبته وسائل إعلام، وقعاً وتأثيراً على سوق الذهب والسوق والسوداء للدولار، حيث يرى خبراء أنه يتم تسعير الذهب في مصر وفقاً لسعر الدولار في السوق السوداء، وليس السعر الرسمي، كما يحدث مع العديد من السلع الأخرى.
مبالغات
من جانبه، أكد الخبير في مجال الذهب، سامح عبد الحكيم، أن ما تم نشره في وسائل الإعلام، حول أحد تجار خام الذهب في “الصاغة” المصرية، والذي تم إلقاء القبض عليه من قبل الشرطة مؤخراً، به الكثير من المبالغات.
ليس حوتاً
وقال عبد الحكيم لـ 24: “كل ما يقال حول تاجر خام الذهب مجرد تكهنات، وكونه “حوت سوق الذهب” في مصر غير حقيقي بالمرة، نعم تم ضبطه بالفعل، ولكن ما قيل حول أنه هو الذي يقوم بتحديد سعر الذهب في مصر غير صحيح، كما أنه بكل تأكيد ليس مسؤولاً عن رفع سعر الدولار في السوق السوداء، فالذهب مثل أي سلعة أخرى تحتاج إلى الدولار، مثل السيارات والأجهزة وغيرها”.
وأضاف “فما قيل حول أنه هو السبب في ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء ليس حقيقياً بدليل أنه بعد القبض عليه واصل الدولار الارتفاع إلى أن وصل إلى 56 جنيهاً في السوق السوداء، كما وصل الذهب إلى 3440 جنيهاً للغرام، فبعد إلقاء القبض عليه.. لماذا لم ينخفض سعر الدولار وسعر الذهب في مصر؟”.
حالة من الترقب
وتابع الخبير بمجال الذهب، “تجار الذهب الخام في مصر قاموا بوقف بيع وشغل الخام لشعورهم بالخوف والقلق، بعد إلقاء القبض على التاجر، فيما تسود حالة من الترقب على سوق الذهب بعد هذه الواقعة”.
ضبط 165 كيلو غراماً
وأشار عبد الحكيم، إلى أن ما تم الإعلان عنه أنه تم القبض على هذا التاجر بكمية 165 كيلو غراماً من الذهب، هل تتوقع أن تتأثر سوق الذهب في مصر بمثل هذه الكمية؟ في حين السوق تتواجد بها أطنان من الذهب، بكل تأكيد لن تتأثر السوق”.
من جهته، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور علي الإدريسي، أن التقارير الصحافية تناولت القبض على أحد كبار تجار خام الذهب، وضبط كمية ضخمة من الذهب.
السوق السوداء للدولار
وقال الإدريسي لـ24: “تاجر خام الذهب، الذي تم إلقاء القبض عليه، كان يقوم بتسعير الدولار في السوق السوداء على حسب رغبته، فهو أحد أكبر المحتكرين للذهب في الصاغة المصرية”.
وتابع “أما فيما يخص تأثير القبض عليه على سعر الدولار في السوق السوداء، فليس هناك تأثيراً كبيراً، فإن الدولار يشهد ارتفاعاً في السوق السوداء وصل إلى 56 و57 جنيهاً، فهي أرقام مبالغ فيها، ولكن لها أسباب أخرى متعارف عليها، أولها التضخم، ثم توقعات الكثيرين بحدوث تعويم خلال الأيام المقبلة، مع الوضع الإقليمي والصراعات الجيوسياسية في المنطقة، بالإضافة إلى التزام مصر بسداد أكثر من 42.3 مليار دولار التزامات خارجية من الديون وأقساط الديون في عام 2024”.
حلقة مفرغة
وأضاف “الذهب يتم تسعيره على أساس الدولار في السوق السوداء، وبالتالي فهي حلقة مفرغة تزيد من الضغوط على الاقتصاد المصري، الذي يفقد جزءً كبيراً من نقده الأجنبي وجزءاً كبيراً من مدخرات المصريين في الداخل أو في الخارج، لصالح تجار السوق السوداء بالنسبة للدولار أو بعض تجار الذهب، الذين يتعاملون بأسعار غير رسمية، وممارسة احتكارية للذهب”.
تحرك الحكومة
وشدد الإدريسي، على أن تحرك الحكومة لضبط مثل هؤلاء التجار المخالفين في سوق الذهب، أو من يتاجرون في السوق السوداء للدولار، والسيطرة على الوضع أمر جيد جداً، إلا أنه جاء متأخراً.