يغادر سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه البلاد اليوم متوجها إلى دولة قطر الشقيقة وذلك في زيارة دولة. وتعد الروابط التي تجمع دولتي الكويت وقطر نموذجا للعلاقات الأخوية الراسخة والصلات الوثيقة التي تسود بين الدول الشقيقة نظرا لأواصر كثيرة تجمعهما لاسيما التاريخ واللغة والدين ووشائج القربى، ولأوجه التعاون العديدة الأخرى التي يحرص البلدان على تعزيزها. وتزامنا مع الزيارة تستذكر الكويت تاريخ وعمق العلاقات الأخوية التي تربطها بقطر على العديد من الصعد على مستوى العلاقات البينية، وعلى مستوى منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية. استقلال قطر فبعد استقلال قطر عن بريطانيا في سبتمبر 1971 سارعت الكويت التي كانت أول دولة عربية وثالث دولة في العالم تعترف بدولة قطر إلى إقامة علاقات دبلوماسية معها على مستوى السفراء في العام نفسه. وفي عام 1972 أرسل أمير قطر الشيخ خليفة بن حمد بعد توليه الحكم عددا من الدبلوماسيين القطريين للالتحاق بدورات تدريبية في وزارة الخارجية الكويتية، إضافة إلى متدربين في السلك العسكري لدورات تدريبية في وزارة الدفاع الكويتية. وأبرز نموذج لمتانة العلاقات بين البلدين كان موقف قطر إبان الغزو العراقي للكويت، إذ كان لها موقف مشرف تجاه قضية الكويت العادلة ضد العدوان العراقي من خلال إدانتها مع دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماع طارئ ذلك العدوان الغاشم ومطالبة العراق بالانسحاب من الكويت والالتزام بالشرعية الدولية والقرارات الدولية ذات الصلة. استضافة الكويتيين ولم تكتف قطر بتلك المواقف السياسية بل استقبلت ابان فترة الاحتلال نحو 9300 مواطن كويتي فيما أمر الشيخ خليفة بن حمد بتشكيل اللجنة القطرية العليا لشؤون الاشقاء الكويتيين برئاسة الشيخ محمد بن خليفة والتي تولت توفير المسكن المناسب للأسر الكويتية الموجودة في قطر وتقديم الرعاية الصحية لها والتحاق أبنائها بمدارس قطر ومعاهدها وكلياتها. وشاركت القوات القطرية في حرب تحرير الكويت وسطرت ملحمة بطولية بجانب القوات السعودية أثناء معركة الخفجي التي كانت أول مواجهة برية بين العراق وقوات التحالف الدولي والتي استمرت من 29 يناير حتى 1 فبراير من عام 1991. وعقب تحرير الكويت مباشرة قدمت قطر الدعم اللوجيستي للكويت من خلال ارسال فنيين وأجهزة لإصلاح مطار الكويت وتقديم مساعدات متنوعة للقطاع الصحي. وفي إطار مواصلة تطوير العلاقات بين البلدين أسست عام 2002 اللجنة العليا القطرية – الكويتية المشتركة من أجل تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، إضافة إلى التعاون في المجال العسكري والأمني والتعليم والثقافة. ووفاء للكويت وقيادتها دشنت قطر في 25 فبراير 2019 بالتزامن مع الأعياد الوطنية للكويت (محور صباح الأحمد) في العاصمة الدوحة تكريما لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه بتكليف من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وهو أهم مشروع بنية تحتية في قطر، وبذلك يكون أول حاكم دولة يتم اطلاق اسمه على طريق في قطر. وعلى الصعيد الأمني، يرتبط البلدان ببروتوكول تعاون عسكري بهدف تبادل المعلومات واكتساب مزيد من الخبرات فيما ينفذان مع بقية دول الخليج العربي ضمن (درع الجزيرة) تدريبات ومناورات دورية لكل القطاعات البرية البحرية والجوية لرفع جاهزية القوات، وحفاظا على الأمن الجماعي لمنظومة مجلس التعاون الخليجي. وشاركت الكويت بفرق أمنية في بطولة كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت في الدوحة عاصمة قطر عام 2022 للمحافظة على الأمن خلال تلك البطولة العالمية. وعلى مستوى التعاون الاقتصادي تم في عام 1999 اشهار شركة تمويل كويتية قطرية مشتركة لتقديم خدمات تمويلية للمستهلك القطري وفق أحكام الشريعة الإسلامية برأسمال قدره 13.7 مليون دولار تمتلك الكويت 49 بالمئة من رأسمالها في حين تمتلك قطر 51 في المئة منها.