فقد أعلنت وزارة الإعلام عن إطلاق منصة رقمية لمواكبة الفضاء الإلكتروني، عنوانها «51»، وشعارها «هنا الكويت»، بالتعاون مع القطاع الخاص ممثلاً بشركة «فاست للاتصالات»، وذلك في الثاني عشر من شهر مايو المقبل، بالتزامن مع ذكرى انطلاق إذاعة الكويت بتاريخ 12 مايو العام 1951.
وللمناسبة، عُقد مؤتمر صحافي في «ديوانية التلفزيون» بمبنى «الإعلام»، بحضور رئيس اللجنة التنسيقية الخاصة بالمنصة الرقمية لوزارة الإعلام الوكيل المساعد لقطاع الخدمات الإعلامية للإعلام الجديد سعد نافل العازمي، وممثل شركة «فاست للاتصالات» نوف المشعان، في حين أدار المؤتمر رئيس قسم المذيعين في تلفزيون الكويت الإعلامي محمد الوسمي.
«تطورات متسارعة»
بعد الترحيب بالحضور، قال الوسمي إن الواقع الإعلامي اليوم يهتم بالتطورات المتسارعة في عالم تكنولوجيا المعلومات وتقنية الاتصالات، وأثر ذلك على انتشار وسائل الإعلام الحديثة، موضحاً أن وزارة الإعلام وبتوجيهات حثيثة من وزير الإعلام عبدالرحمن المطيري عملت بدأب منذ أكثر من سنتين لتضع بصمتها في العالم الافتراضي، ليكون لها أوفر النصيب من تطوراته وتقنياته وتخوض غمار المنافسة، عبر نشر محتواها الإذاعي والتلفزيوني والإلكتروني، وذلك من خلال إطلاق منصة رقمية عنوانها «51» في سعيها للاستمرار بما يواكب تطورات الإعلام الحديث ووسائله المختلفة، وذلك بالشراكة مع القطاع الخاص باعتباره الجناح الترويجي لتحقيق النجاح.
«نقلة نوعية»
في غضون ذلك، تحدّث الوكيل المساعد لقطاع الخدمات الإعلامية للإعلام الجديد سعد نافل العازمي، قائلاً: «نشهد اليوم، نقلة نوعية في مسار تطوير الجهاز الإعلامي، بالإعلان عن التفاصيل الفنية للمنصة الرقمية المتكاملة لوزارة الاعلام التي سيتم إطلاقها قريباً بإذن الله، ترجمة لاستراتيجية وزارة الاعلام (2026/2021) في التحول الرقمي».
وزاد «كانت دولة الكويت ولا تزال، منارة إعلامية بارزة، ومصدر إلهام وإبداع، بدأت مع صوت الراحل مبارك الميال عبر ميكرفون الإذاعة بعبارة (هنا… الكويت) واستمرت هذه المسيرة على مدى سنوات وسنوات في التميز والريادة».
وذكر أن وزارة الإعلام تشهد نقطة تحول جديدة، وإضافة مهمة متمثلة في إطلاق منصة رقمية متكاملة بالتعاون مع الشركة الكويتية المشغلة «فاست للاتصالات» حيث ستكون الانطلاقة الرسمية للمنصة في الثاني عشر من شهر مايو المقبل، وذلك بالتزامن مع ذكرى انطلاقة الإذاعة بتاريخ 12 مايو العام 1951». وتابع قائلاً: «كما نعمل من خلال الفريق المختص وحتى تاريخ الانطلاقة في الفترة المقبلة على توفير بعض المواد، بما في ذلك بعض البرامج الخاصة بشهر رمضان المبارك من خلال منصة (Kuwait tv) الرقمية إلى حين التحول إلى منصة (51) الجديدة كلياً».
وألمح إلى أن من بين أهداف إطلاق المنصة الرقمية، هو مواكبة التقنيات الحديثة، وتطوير أساليب وأدوات التسويق الإعلامي والإعلاني، وتنمية وتعظيم الموارد المالية للدولة، ودعم وتشجيع الكفاءات الإبداعية بالشراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني».
واعتبر العازمي أن هذه المنصة واحدة من أهم أوجه تعظيم الموارد المالية للدولة الخاصة بوزارة الإعلام، من خلال الشراكة مع القطاع الخاص في هذه المزايدة، «حيث ستحقق عائداً مالياً لوزارة الإعلام، بقيمة خمسة ملايين وخمسين ألف دينار كويتي خلال خمس سنوات، بالإضافة إلى 10 في المئة من صافي أرباح الاعلانات، و10 في المئة من الاشتراكات، وفقاً للعقد المبرم مع الشركة المشغلة، على أن تحتفظ الوزارة بأرشيفها الخاص بها وتمتلك العلامة التجارية وجميع ما يعرض من خلال المنصة.
ووصف منصة وزارة الإعلام الرقمية، بأنها بوابة تفتح آفاقا جديدة للمحتوى الرقمي، تجتاز الطرق التقليدية، وتسمح للمستخدم بالوصول إلى المحتوى التلفزيوني والإذاعي بكل يسر وسهولة.
وأكمل «كما تتيح مشاهدة الأعمال الأرشيفية الخالدة والبث المباشر لجميع قنوات تلفزيون دولة الكويت، ومحطاتها الإذاعية، في تجربة نسعى ونعمل جاهدين أن تكون مميزة، حيث صُممت المنصة لتكون صديقة للأسرة، تعمل ضمن ضوابط وسياسات وزارة الاعلام، وتعكس قيم الثقافة الكويتية الأصيلة، وإبداع أبنائها في المجالات الإعلامية والفنية والتوعوية والرياضية والدرامية، وهي تحوي في طياتها تاريخ الإعلام والفن الكويتي الأصيل، الذي طبقت شهرته الافاق، ليكون سهلاً ومتاحاً عبر منصة رقمية متكاملة».
وتقدم العازمي في ختام كلمته، بتوجيه الشكر لوزير الإعلام عبدالرحمن المطيري، وللفريق المشرف والمنفذ لمشروع منصة وزارة الإعلام الرقمية، و«الشكر أيضاً لكل الجهود المبذولة لإنجاح هذا العمل، ليكون إضافة أخرى إلى مسيرة الإعلام الكويتي، الذي بدأ بعبارة (هنا… الكويت)».
«عصر جديد»
من جهتها، قالت ممثل شركة «فاست» للاتصالات نوف المشعان: «(هنا الكويت)، العبارة التي رنّت معلنةً بداية عصر جديد في تاريخ البلاد مع أول بث إذاعي، تمثل اليوم رمزاً لمرحلة جديدة من التعاون والابتكار».
وأضافت «نحن هنا اليوم لنشارككم المعلومات حول مشروعنا المشترك لإطلاق منصة إلكترونية متميزة تسمح بعرض ومشاهدة محتوى التلفزيون والإذاعة الكويتية عبر الانترنت بمميزات وخدمات مبتكرة».
وأشارت إلى أن هذا التعاون بين القطاعين الخاص والحكومي ليس فقط خطوة إلى الأمام في مجال التكنولوجيا والإعلام، «بل هو أيضاً تأكيد على التزامنا المشترك بالنهضة بالخدمات من خلال تعزيز التعاون. إن استغلال الخبرات الفنية الفريدة والبنية التحتية المتميزة التي نمتلكها، يضعنا في موقع الريادة لخلق تجربة إعلامية لا مثيل لها».
ومضت المشعان «مشروعنا هذا يفتح أبواباً جديدة لقيمة وغنى الأرشيف الكويتي من المحتوى المرئي والمسموع، جاعلاً إياه متاحاً للعرض في جميع دول العالم. إنه ليس فقط عرض لتاريخ وثقافة الكويت العريقة، بل هو أيضاً منصة لتعزيز اللغة العربية وخلق بيئة آمنة بمحتوى مناسب للأسرة».
وختمت بالقول: «نحن في شركتنا، نفخر بالتعاون مع وزارة الإعلام الكويتية وكل الجهات الحكومية الأخرى، مؤكدين على استعدادنا لاستكشاف كل الفرص الممكنة للتعاون بهدف تحقيق رؤيتنا المشتركة لمستقبل إعلامي مزدهر».
وتقدمت المشعان بالشكر إلى الحضور كافة على دعمهم لما وصفتها بـ «هذه الخطوة المهمة نحو مستقبل واعد يحتفي بالتراث الكويتي ويعزّز من مكانته على الساحة العالمية».