عشية وصول قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى واشنطن الأسبوع المقبل للمشاركة في قمة تاريخية مع الرئيس باراك أوباما، ذكرت صحيفة «الحياة» أن مسودة البيان الختامي للقمة تُركِّز على إنشاء ترسانة دفاعية للخليج، ورفض زعزعة إيران الاستقرار الإقليمي، وقبول اتفاق يمنع طهران من تطوير سلاح نووي، وتقوية المعارضة السورية، وتأكيد فقدان الرئيس السوري بشار الأسد شرعيته، وتبنّي مبادرة مجلس التعاون أساساً للحل في اليمن.
وبعد شهر ونصف الشهر من التحضيرات والاجتماعات، التي كان آخرها لقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في باريس أول من أمس، أُنجزت مسودة البيان الختامي للقمة، التي ستُعقد يومي الأربعاء والخميس في البيت الأبيض وكامب ديفيد تباعاً.
المسودة التي اطلعت «الحياة» على نصها، تُشدِّد على «دعم هيكلية أمنية دفاعية لمجلس التعاون، وإفساح المجال لمبيعات أسلحة وتسريع تسليمها بإجراءات يتّخذها أوباما. وقالت مصادر غربية لـ«الحياة»، إن هذه الأسلحة ستشمل «منظومة باتريوت الصاروخية وصواريخ ثاد» التي تصنعها شركة «لوكهيد مارتن». كما سيتعهّد البيان الختامي، وفق المسودّة الأولى، «إطلاق برنامج تدريبات عسكرية وتعزيز الحماية البحرية في مياه الخليج» فوراً بعد القمة.
وعلى الصعيد السياسي، سيقرّ البيان الختامي بأن المجتمعين يرون في التوصل إلى اتفاق «شامل» مع إيران قابل للتحقُّق من صدقيتها في ما يتعلق ببرنامجها النووي «مصلحة مشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي وللولايات المتحدة». وركّزت إدارة أوباما على هذا البند لنيل دعم دولي خلال القمة لمفاوضاتها النووية مع طهران قبل مهلة إنجاز الاتفاق الشامل في 30 حزيران (يونيو) المقبل.
وفي المسودّة خطّان متوازيان، إذ يتعهّد البيان العمل بـ«التصدي لتصرُّف إيران المُزعزع لاستقرار المنطقة»، ويشير كذلك إلى «الانفتاح وتطبيع العلاقة مع إيران في حال توقّفت عن تهديد أمن المنطقة وسلامها». وإلى إيران، سيتطرّق البيان إلى ثلاثة ملفات إقليمية، هي محاربة الإرهاب من خلال المسار العسكري المتمثل بضربات جوية في سورية والعراق ومن خلال تعزيز الإجراءات لمحاربة تمويل الإرهاب، وتعزيز شبكة الاتصالات داخل مجلس التعاون والتبادل الاستخباراتي مع واشنطن، وتحسين تكنولوجيا المطارات لهذا الهدف.
وفي الملف السوري، ستؤكِّد الإدارة الأميركية ودول الخليج في القمة أن «الأسد فَقَدَ كامل شرعيته ولا دور له في مستقبل سورية». وسيدعو البيان إلى عملية انتقال شاملة في سورية «تحفظ حقوق الأقليات» ويتعهَّد بـ«تقوية المعارضة المعتدلة». كما يحظى اليمن بشِقٍّ خاص في البيان، بتأكيد تبنّي «مبادرة مجلس التعاون الخليجي» وقرارات الأمم المتحدة أساساً للحل.
وكان البيت الأبيض أعلن في واشنطن أول من أمس، أن الرئيس باراك أوباما سيلتقي بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على انفراد الأربعاء المقبل، قبل لقاء الرئيس الأميركي مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي في البيت الأبيض ومنتجع كامب ديفيد.
ويتمسك أوباما بأن الوضع في الشرق الأوسط سيصبح أسوأ إذا فشلت المفاوضات الرامية إلى فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني.