اصطحب الرئيس الفرنسي نظيره الصيني شي جين بينغ إلى منطقة بيرينيه الجبلية أمس في اليوم الثاني من زيارة الدولة التي يقوم بها الزعيم الصيني، في محطة سمحت بحوار مباشر أكثر حول الحرب في أوكرانيا والخلافات التجارية. ووفق مراقبين، فإن اختيار هذا المكان ربما يكسر جمود البروتوكول ليسمح بحوار مباشر أكثر حول النقاط الخلافية. توجه الرئيسان إلى منتجع لا مونجي للتزلج في إطار مختلف تماما عن القصر الرئاسي، حيث خصص لشي جين بينغ استقبال حافل وأقيمت على شرفه مأدبة عشاء رسمية اتسمت بالحفاوة.
وخلال استقباله أمس الأول، صرح الرئيس الفرنسي بشاعرية قائلا «أتمنى أن تستمر جبالنا الفرنسية في تشكيل مصدر إلهام لنا». وقال إنه يتوقع حصول «مباحثات ودية ومثمرة» في جبل تورماليه إحدى محطات الصعود في طواف فرنسا للدراجات في أعالي البيرينيه في جنوب غرب البلاد. ولفتت أوساط الرئيس الفرنسي إلى ان هذه المنطقة الجبلية «مرتبطة ارتباطا وثيقا بحياة» إيمانويل ماكرون الشخصية، فقد أمضى الرئيس عطلا كثيرة في هذه المنطقة مع جديه.
وقال بتران بادي الخبير في العلاقات الدولية في معهد «ساينس بو» للعلوم السياسية «لطالما راهنت سياسة ماكرون الخارجية بطريقة مبالغ فيها ربما، على أهمية العلاقات الشخصية». وأضاف «تلازمه فكرة أن العلاقات الشخصية قد تبدل الأمور القائمة».
وكانت الصين وفرنسا تعهدتا باتخاذ تدابير فعالة للتصدي للمخاطر المحتملة والفعلية المرتبطة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ولتعزيز الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي من أجل تعزيز تطويره واستخدامه للمصلحة العامة. وتوصل رئيسا الدولتين إلى سلسلة من التوافقات بشأن التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف للاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتنظيمها بشكل صحيح.
وذكر بيان مشترك بشأن الذكاء الاصطناعي والحوكمة العالمية لهذه التكنولوجيا، أنه في إطار الاعتراف بالدور الرئيسي الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في التنمية والابتكار مع الأخذ في الاعتبار حجم التحديات التي قد تنشأ عن تطويره واستخدامه، فقد اتفقت الصين وفرنسا على أهمية تعزيز تطوير وأمن الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الحوكمة العالمية المناسبة لتحقيق هذا الهدف.
وتتفق فرنسا والصين على أن الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي يجب أن تسمح بالمرونة لتسهيل تطوير تلك التكنولوجيا المتطورة بصورة مستمرة وسريعة، مع ضرورة حماية البيانات الشخصية وحقوق المستخدمين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي أو يستخدم الذكاء الاصطناعي منتجاتهم.
وتلتزم الدولتان التزاما تاما بتعزيز أنظمة الذكاء الاصطناعي الآمنة والموثوقة استنادا إلى مبدأ الذكاء الاصطناعي من أجل المصلحة العامة، وذلك عبر إجراء حوار شامل وجامع، وعبر تعزيز التعاون الدولي وقابلية التشغيل البيني بين أطر ومبادرات حوكمة الذكاء الاصطناعي، وعبر الاستفادة من العمل المنجز على مستوى الأمم المتحدة.