ننشر إليكم مقال للكاتب عبدالعزيز صباح الفضلي خصت به بعنوان ((ضمير في جيب المعزّب )) نص المقال أدناه، والتعليق لكم:-
كاتب في صحيفة يومية ، لا يتقاضى شيئا على كتاباته ، وهو موظف حكومي بالكاد يغطي راتبه الأقساط والمصاريف الأسرية ، سيارته البوكس العائلية عفى عليها الزمن ، وكثر خرابها لكنه لا يستطيع استبدالها لئلا يفتح بابا آخر من المصاريف .
تلفّت حوله فرأى مجموعة من الناس تبدلت أحوالهم ، فانتقلوا من الفقر إلى الغنى ومن شقق مؤجرةإلى ڤلل فخمة ومن سيارات سكراب إلى موديلات فارهة .
فلما تقصى الحقيقة ، وجد أن أحدهم كان كاتبا سلفيا قام بتقصير لحيته وأطالة ثوبه ، وأصبح يكتب ما يفرضه عليه معزبه ، وهو لا يستطيع أن يرفض له طلبا بعد أن أصبح ولي نعمته ، الذي جعله لا يُصيف إلا في منتجعات شرم الشيخ وقد نشر بنفسه بعض اللقطات وهو بالشورت .
ثم نظر في جهة أخرى وإذ بشخصية لا يعرف إن كانت سياسية أم إعلامية أو بوقا لأحد المعازيب ، خدع الناس بما يكتبه ويطرحه عن المد الصفوي ، ثم تحول للهجوم على المصلحين ، وعلى جماعة الإخوان المسلمين ،وقام بإلقاء الاتهامات جزافا على رموزها ، ولما حوّل إلى التحقيق قال : حسابي مخترق ؟!
ولم يكتف بذلك بل بدأ بمهاجمة قطر لموقفها المشرف من الثورة المصرية والسورية ، وهو ينتقل بين دولة خليجية وأخرى يمسح الجوخ عند معازيبه ، يجمع الأعطيات ويكشخ بالسيارات .
ومما يؤكد بيع ضميره تسرب وثيقة تثبت حصوله على أموال من جهة أمنية رسمية مقابل دوره في محاربة المعارضة .
ثم تفكر بحال بعض السياسيين سواء ممن جلسوا على الكرسي الأخضر في قاعة عبدالله السالم من نواب مجلس أبو صوت أو النواب السابقين ، فوجد أن أحدهم كان مع المعارضة وشارك في مسيراتها لكنه فجأة انقلب عليهم ونزل انتخابات الصوت الواحد ليحقق حلمه بلبس بشت النيابة ، ثم هو الآن يريد دخول نادي المليونيرية ، على نمط من وجد ألاف الدنانير في كبت أمه .
طبعا هناك من نزل الانتخابات السابقة وهو يعلم أنه لن ينجح لكنها توصيات معزبه الذي أمره بالنزول ، ومنحه بعض الترضيات ، والتي سدد بها ديونه ، وزاد بها من رصيده .
هناك من نواب المجلس الحالي وقد يكون من الذكور أو الإناث ، كان يسكن بشقق صباح السالم ، وفجأة انتقل إلى منطقة داخلية ، وفي موقع مميز والبركة في المعزّب .
فكر صاحبنا الكاتب في إمكانية تأجير ضميره ولو لفترة قصيرة ويركب الموجة ، كي يسدد ديونه ، ويبدل سيارته ، وينتقل للسكن في منطقة داخلية في فيلا فخمة بدلا من البيت الحكومي ، وربما يحصّل سفرات خارجية مع مصروف جيب محترم ، ثم يعود مرة أخرى إلى خطه القديم ، ومع هذه الوساوس الشيطانية ، تذكر أمرين ، أولها أنه متى قبل بالعبودية لمخلوق فإنه لن يستطيع أن يرفع عينه بعينه مرة أخرى ، لأنها ضريبة الذل ، كما أن هؤلاء لا يؤمن جانبهم ، فلطالما رموا من احترقت أوراقهم – تكرمون – رمية كلب .
والأمر الثاني ماذا سيصنع عندما يقابل الله تعالى يوم القيامة ، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ؟
عندها تعوّذ بالله من الشيطان ووسوسته ، وردد قول عنترة
لا تسقيني ماء الحياة بذلة .. بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
twitter :abdulaziz2002