في عالم جراحة القلب عالي المخاطر، يمكن أن يكون الفشل مسألة حياة أو موت، ولكن بالنسبة للجراحين الذين يحملون قلوب مرضاهم بين أيديهم، فإن الفشل يمثل أيضاً فرصة للتعلم.
ومع ذلك، كشفت دراسة جديدة رائدة، أجراها الباحثان سونكي لي وجيسو بارك، من جامعة كارنيجي ميلون في بنسلفانيا، أننا لسنا قادرين دائماً على التعلم من أخطائنا.
ووجدت دراستهما، أنه حتى الجراحين الأكثر تفانياً يمكن أن يتوقفوا عن الاستفادة من المعرفة التي تأتي من أخطائهم.
ووفق “ستادي فايندز”، تعد عملية التعلم من الفشل جزءًا مهماً من نمو الخبرة كجراح، ولكن ماذا يحدث عندما تبدأ الإخفاقات في التراكم؟، متى يجف بئر التعلم، ويصبح عبء الفشل المتكرر أكبر من أن يتحمله؟.
هذا هو السؤال الذي شرع لي وبارك في الإجابة عليه في دراستهما التي شملت 307 من جراحي القلب والصدر، الذين أجروا عمليات جراحية للشريان التاجي في كاليفورنيا على مدار 16 عاماً.
وركّز الباحثان على فهم كيفية تغير أداء الجراح، والذي يتم قياسه بمعدل بقاء المريض على قيد الحياة، مع احتساب المخاطر.
حرف U
وكانت النتائج، في البداية وكما هو متوقع، تحسن أداء الجراحين مع خبرتهم، وتعلمهم من حالات الفشل.
ومع ذلك، فإن تأثير التعلم هذا لم يكن خطياً. وبدلاً من ذلك، وجد الباحثون علاقة مقلوبة على شكل حرف U، بين إخفاقات الجراح المتراكمة وأدائه.
وبعبارة أخرى، كانت هناك نقطة تحول.
فحتى عدد معين من حالات الفشل، استمر الجراحون في التعلم والتحسن. ولكن بعد هذه العتبة، تضاءل تأثير التعلم وانعكس في النهاية.
ووجد الباحث أن أداء الجراحين، الذين عانوا من عدد كبير من حالات الفشل، أسوأ من الذين لديهم عدد أقل من حالات الفشل في رصيدهم.