بعد سنوات من الإرساليات الفضائية إلى مدار كوكب المشتري، تمكن علماء فلك من حل لغز البقعة الحمراء الضخمة على سطح الكوكب، وتاريخ نشأتها ومكوناتها، إضافة إلى حجمها ومقاييسها.
وفي الدراسة التي نشرتها مجلة “نيوزويك”، عرّف العلماء البقعة الحمراء بأنها عاصفة ضخمة تمزج بين الرمل الأحمر وأجواء الغلاف الجوي المغاير لغلاف الأرض، تضرب بشكل مستمر منذ مئات الأعوام، أكبر كواكب المجموعة الشمسية.
ولكن نتيجة ظروف معينة للرياح – لم يتم التوصل إليها بعد – تتشكل خلية عاصفة ممتدة، تحبس الرياح وتمنع انتشارها إلا بشكل دائري، ما تنتج نموذجاً متجدداً كل عدة مئات من السنين للبقعة الحمراء الضخمة.
وجزموا بأن هذه البقعة المرصودة في الزمن الحالي تختلف عن دوامات عاصفة أخرى اكتُشفت على سطح كوكب المشتري في الماضي، وسرعان ما انكمشت مع مرور الوقت.
وبعد محاكاة دوامات الرياح التي تجتاح الغلاف الجوي لكوكب المشتري، خلص الباحثون إلى أنه من غير المحتمل أن تكون البقعة قد نشأت من انفجار عاصفة هائلة ضخمة، كما لوحظ في بعض الأحيان في زحل.
الاكتشافات الأولى
كان العالم جيوفاني كاسيني أول من اكتشف البعقة الحمراء الضخمة على المشتري خلال القرن السابع عشر، ومنذ ذلك الحين تدور حولها الدراسات للتوصل إلى طبيعتها وكيفية تطورها وسيطرتها على مساحة واسعة من جنوب الكوكب.
وقال الباحث المشارك في الدراسة أوغستين سانشيز دي لا فيغا: “من خلال قياس الأحجام والحركات توصل الباحثون إلى أن البقعة الحمراء المتواجدة حالياً ليست التي اكتشفها كاسيني، بل تلك حتماً اختفت بسبب انعدام الجاذبية”.
مقاييس الكتلة الضخمة
أما البقعة الحمراء الحديثة فظهرت بين منتصف القرن الثامن عشر والتاسع عشر، وفي هذه الحالة، ويمكن القول إن طول عمر البقعة الحمراء يلامس الـ200 عام.
وكان عرض البقعة 38999 كلم في عام 1879، وقد انخفض قطرها تدريجياً إلى 14001 كلم حالياً، لتأخذ تدريجياً شكلاً مستديراً بدلاً من الشكل البيضاوي، فيما يبلغ طولها عمودياً حوالى 500 كيلومتر.
كما أظهرت المجسات الفضائية التي نقلتها المهمة الفضائية “جونو” إلى مدار حول كوكب المشتري، أن محيط البقعة الضخمة ضحل ورقيق.