أثارت الزيارة التي نظمتها مجموعة من أعضاء حركة “الأفروسنتريك” بصحبة مرشد خاص بهم إلى المتحف المصري بالتحرير، جدلاً واسعاً في مصر، وتجدداً لمزاعم الحركة بشأن الأصل الأفريقي للحضارة الفرعونية.
في هذا الصدد، انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، أصوات منادية بضرورة تحرك السلطات المصرية واتخاذ خطوات ضد الحركة ومروجيها في مصر، كما ربطوا الأمر بموجة اللجوء الأخيرة الخاصة بالأفارقة إلى مصر.
وتداول نشطاء منصات التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، صوراً ومقاطع مصورة تُظهر مجموعة من أعضاء حركة “الأفروسنتريك” داخل المتحف المصري، بصحبة أحد المرشدين السياحيين من أتباع الحركة يُدعى البروفيسور “كابا”.
وتُظهر اللقطات أن البروفيسور الأفريقي يقوم بشرح تفاصيل الحضارة المصرية القديمة إلى المجموعة ويعرفها على أنها تابعة للأفارقة ذو البشرة السوداء، وليس لقدماء المصريين الفراعنة.
من جانبه، نشر كابا، صوراً من زيارته للمتحف المصري بجانب زيارته للمتحف القومي للحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط قبل أسبوع، عبر صفحته على موقع “فيس بوك”، ملوحاً بعلامة بيده.
وفي رده على الصور المتداولة، قال عالم الآثار المصري زاهي حواس، إن الآراء التي أعلنتها حركة الأفروسنتريك خصوص الحضارة المصرية القديمة “لا أساس لها من الصحة”
وأضاف عالم الآثار في تصريحات لصحف محلية، إن مملكة كوش السوداء حكمت مصر عام 500 قبل الميلاد، أي بعد نهاية الحضارة الفرعونية، وعندما حكمت المملكة مصر لم تترك أي آثار على الحضارة.
وكانت منصة “نتفلكس” أثارت جدلاً وغضباً في مصر العام الماضي 2023، بإنتاجها عملاً وثائقياً تبنى رواية “الأفروسنتريك” مجسداً الملكة كليوباترا بملامح إفريقية سوداء، وهو ما جعل السلطات المصرية تتهمها بتعمد تزوير التاريخ.
يُشار إلى أن “الأفروسنتريك” هي حركة تأسست في الشتات الأفريقي، لاسيما في أمريكا على يد الناشط الأمريكي ذي الأصول الإفريقية موليفي أسانتي خلال الثمانينيات، بهدف تنمية الوعي العام بالثقافة الإفريقية وإسهاماتها في الحضارة الإنسانية، غير أنها تثير الجدل من آن لآخر بادعائها أن أصل الحضارة المصرية القديمة إفريقي.