انطلقت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في حملتها الانتخابية مدعومة بحصولها على العدد الكافي من مندوبي حزبها للترشح في الانتخابات الرئاسية لمواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي قد تنعكس تصريحاته حول عمر منافسه، سلبا عليه الآن بعد إعلان الرئيس جو بايدن الانسحاب من السباق للبيت الأبيض.
وأعلنت هاريس حصولها على «العدد المطلوب» من أصوات المندوبين في الحزب الديمقراطي، عوضا عن الرئيس بايدن.
وقالت هاريس في بيان: «أنا فخورة بالحصول على الدعم الواسع اللازم للترشح عن حزبنا لخوض الانتخابات الرئاسية، كما أتطلع لأن أتمكن قريبا من قبول هذا التعيين رسميا».
وأضافت: «أنا ممتنة للرئيس جو بايدن وأعضاء الحزب الديمقراطي الذين وضعوا ثقتهم بي لنقل قضيتنا إلى الشعب الأميركي.. الانتخابات المقبلة ستضعنا أمام رؤيتين مختلفتين.. أنا أؤمن بمستقبل يعزز ديموقراطيتنا».
وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن غالبية المندوبين الديموقراطيين، البالغ عددهم نحو 4000 شخص والمكلفين باختيار مرشح الحزب رسميا، قد أعلنوا بالفعل نيتهم دعم هاريس.
وأصبحت هاريس في موقع أقوى لضمان تسمية الحزب الديموقراطي لها، مع تلقيها دعما من شخصيات في حزبها إثر الانسحاب المفاجئ لبايدن.
وفي أول خطاب لها في إطار حملتها الانتخابية، قارنت هاريس ترامب البالغ 78 عاما بشخص «محتال».
وقالت هاريس لأعضاء حملتها في ديلاوير: «على مدى الأيام الـ 106 المقبلة، سنعرض برنامجنا على الشعب الأميركي، وسنفوز»، مضيفة: «لقد حدثت تقلبات، وتختلجنا جميعا الكثير من المشاعر المختلطة حول هذا الأمر. أود فقط أن أقول إنني أحب جو بايدن».
هاريس تحصل على دعم بيلوسي
وانضمت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، الشخصية البارزة في الحزب الديموقراطي، إلى كبار مسؤولي الحزب الذين أعلنوا دعم ترشيح هاريس.
وقالت بيلوسي على منصة إكس: «بفخر كبير وتفاؤل غير محدود بمستقبل بلادنا، أؤيد نائبة الرئيس كامالا هاريس للترشح لرئاسة الولايات المتحدة. ولدي ثقة كاملة بأنها ستقودنا إلى النصر في نوفمبر».
وسبقها تأييد من الرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري ومجموعة من المشرعين. وكتبت غريتشين ويتمر حاكمة ولاية ميشيغان «دعونا نرفع التحدي».
واحتشد المانحون خلفها أيضا، حيث ضخوا مبلغا قياسيا قدره 81 مليون دولار في حملة هاريس خلال 24 ساعة بعد تنحي بايدن.
وقالت الحملة إن ذلك أعلى مبلغ ليوم واحد في تاريخ الرئاسة – وأنه من بين 888 ألف متبرع على مستوى القاعدة، قدم حوالي 60% مساهمتهم الأولى في عام 2024. وفي لحظة رمزية لافتة للنظر، استضافت هاريس حفلا للرياضيين الجامعيين في البيت الأبيض بينما كان بايدن في عزلة بسبب كوفيد في منزله الشاطئي في ديلاوير.
وبعد تلقيها دعما واسعا في معسكرها للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي، انطلقت هاريس في حملتها الانتخابية. ولم يأت اختيارها لمدينة ميلواكي في ولاية ويسكونسن، بالصدفة. فهذه المدينة الواقعة في منطقة البحيرات العظمى استضافت مؤتمر الحزب الجمهوري الأسبوع الماضي الذي تم خلاله اختيار دونالد ترامب رسميا مرشحا لحزبه في الانتخابات. واستقبل فيه استقبال الأبطال بعد نجات من محاولة الاغتيال.
كما تشكل ويسكونسن إحدى الولايات الـ 5 أو الـ 6 التي ستحسم نتيجة الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر.
وكان بايدن حض أنصاره أمس الأول على دعم ترشيح نائبته، معتبرا أن انسحابه من المنافسة كان «القرار الصائب».
رحلة البحث عن نائب
ومع تصاعد حظوظها لتكون مرشحة الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية، على هاريس اختيار نائب لها بسرعة لأن الثنائي سيظهر خلال المؤتمر العام للحزب في 19 أغسطس المقبل.
وطفت على السطح أسماء أبرز المرشحين وهم: جوش شابيرو حاكم بنسلفانيا البالغ 51 عاما، الذي قد يسهل للديموقراطيين الفوز في ولايته التي تضطلع بدور حاسم في الانتخابات فهي واحدة من أهم «الولايات المتأرجحة».
كما يتداول اسم مارك كيلي العسكري ورائد الفضاء السابق البالغ 60 عاما وممثل ولاية أريزونا في مجلس الشيوخ منذ العام 2020. وهي أيضا «ولاية متأرجحة» أيضا فاز بها جو بايدن في 2020.
إضافة إلى أندي بشير الذي أعيد انتخابه حاكما لكنتاكي في نوفمبر الماضي في هذه الولاية الجمهورية بامتياز. وكانت كنتاكي صوتت لدونالد ترامب بنسبة 62% في 2020 ويبدو من الصعب قلب النتيجة فيها، إلا ان اعتدال أندي بشير قد يساعد الديموقراطيين على الفوز في ولايات أخرى.
ويبرز أيضا روي كوبر حاكم كارولاينا الشمالية البالغ 67 عاما وهي «ولاية متأرجحة» خسر فيها بايدن العام 2020 بفارق نقطة مئوية واحدة.
ومن بين المرشحين الآخرين المحتملين لمنصب نائب الرئيس، حاكمة ميشيغن غريتشن ويتمر فضلا عن حكام كاليفورنيا غافن نيوسوم وماريلاند ويس مور وإيلينوي جاي بي بريتزكر ومينيسوتا تيم والز.
رأساً على عقب
وأدى انسحاب بايدن إلى قلب سباق 2024 رأسا على عقب، ما حول النزال الطويل بين رجلين مسنين إلى واحد من أكثر السباقات حماسة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.
إذ أثر القرار أيضا في الجمهوريين بشدة، فقد اضطر الرئيس السابق ترامب البالغ 78 عاما – وهو الآن أكبر مرشح رئاسي في تاريخ الولايات المتحدة – إلى إعادة صياغة استراتيجية بنيت حول مهاجمة بايدن بسبب عمره وضعفه الجسدي.
وفي وقت لا تتجاوز هاريس 59 عاما، فقد تنعكس تصريحات المرشح الجمهوري البالغ 78 عاما سلبا عليه الآن، إذ سيكون ترامب مرشحا أكبر سنا منها بكثير وستسلط الأضواء عليه بشكل أكبر في حال ظهرت عليه أي علامات تراجع.
وقال الخبير السياسي لدى الجامعة الأميركية ماثيو فوستر لفرانس برس إن «الديناميكيات تغيرت بشكل هائل».
فالمرشح الجمهوري معرض للخطأ أيضا من خلال زلاته المتكررة وخطاباته غير المترابطة أحيانا.
وأشار أنصاره إلى أن خطاب قبول ترشيحه الذي استمر ساعة ونصف الساعة خلال مؤتمر الحزب في ميلواكي، هو مؤشر على ثباته.
لكن بعض المشاهدين الذين تابعوا الخطاب لاحظوا أن المرشح كان متعبا أكثر من عادته ويتصبب عرقا بينما بدا ضعيفا.
استقالة مديرة جهاز الخدمة السرية الأميركي بعد الفشل في حماية ترامب
استقالت مديرة جهاز الخدمة السرية الأميركي كيمبرلي تشيتل، وفق ما أفادت وسائل إعلام أميركية، بعد يوم من إقرارها بأن الجهاز فشل في مهمته لمنع محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب.
وكانت تشيتل تواجه دعوات من الحزبين الجمهوري والديموقراطي لتقديم استقالتها بعدما أصاب مسلح يبلغ 20 عاما المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب في أذنه اليمنى خلال تجمع انتخابي في 13 يوليو الجاري بولاية بنسلفانيا.
وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون لصحافيين «تأخرت، كان عليها أن تقوم بذلك قبل أسبوع على الأقل. أنا سعيد لرؤية أنها استجابت لدعوة كل من الجمهوريين والديموقراطيين».
وقبيل استقالتها، مثلت تشيتل أمام لجنة في الكونغرس. وقالت إن «مهمة جهاز الخدمة السرية الرسمية هي حماية قادة بلادنا. لكن في 13 يوليو الجاري، فشلنا».
وأضافت أن محاولة اغتيال ترامب تمثل «الإخفاق العملياتي الأكبر لجهاز الخدمة السرية منذ عقود».
وأثارت تشيتل غضب نواب من الحزبين برفضها تقديم تفاصيل محددة بشأن الهجوم، مشيرة إلى وجود العديد من التحقيقات الجارية..
وخدمت تشيتل في جهاز الخدمة السرية 27 عاما قبل أن تغادره عام 2021 لتصبح رئيسة للأمن في شركة «بيبسي كو» في أميركا الشمالية.
وفي عام 2022، عينها الرئيس جو بايدن لرئاسة الجهاز.